صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

منتخبنا وبطولة (التمباك) مرة أخرى لو حقق المنتخب الفوز في مبارياته الثلاثة لما اهتم الناس بما حملوا.. !!

1٬034

 

كتب :أبوعاقله محمد أماسا
* لم أكن أعلم شيئاً عن كاتب خبر (التمباك) عندما علقت عليه للمرة الأولى، ولكن.. بعد أن عرفت أن الزميلة الشابة ناهد بشير الباقر هي من كتبت الخبر، وقفت برهة للتأمل والمراجعة، فأن يكون هذا الخبر من صياغة (أنثى) فهذا شيء غير مستغرب، ليس تقليلاً من شأن الزميلة ناهد وشقيقاتها من نون النسوة اللائي اقتحمن مجال الإعلام الرياضي وحققن نجاحاً منقطع النظير، مع حصيلة مميزة من الإحترام، ولكن تظل الأنثى حديثة عهد بهذا المجال، ومن المؤكد أنها لم تسافر من قبل مع بعثة فريق كرة قدم رسمية، فضلاً عن ان (التمباك) الذي كتبت عنه مستغربة هو في الأصل عادة ذكورية.. وأقصد ان (٩٩%) من متعاطيه من الرجال (أطفال – شباب – رجال)، وفي حقيقة الأمر ليس في الأمر جديد فيما يخص قصة الصعوت مع البعثات المغادرة لخارج السودان، خاصة إلى دول الخليج، وعادة يطلب منا أصدقاءنا في تلك الدول بعض الأشياء الخاصة في السودان عندما نغادر إلى هناك، ودلالة على أنها عادية وغير لافتة للنظر ان سلطات مطار الخرطوم لا تمنع حمله، وقد تجد آخر يكلفك برطل من عسل النحل، وآخر يطلب (حلاوة مولد)، والبعض الآخر (مركوب فاشري) أو اي نوع.. وليس في الأمر عجب، وأظن أن الخبر نفسه محاط بجملة من الظروف، بعضها متعلق بكون كاتبته من الجنس اللطيف، وأنها ليست جزء من البعثة الرسمية وإلا لانتبهت ان معظم من تعرفهم يتعاطون التمباك وليس في الأمر غرابة، أما الحديث عن كمية المحمول فهو مجرد تسويف وتضخيم أضر بأصل القضية، فقد ربط معظم الناس مستوى المنتخب المتواضع بهذا الشيء، ولا ننسى ان كل من لا يتعاطى الصعوت (يتأفف منه) وأولهم كاتب هذا المقال، وسبق لي أن كتبت عن بعض من يفعلون ذلك بصورة غير حضارية.. بل ومقززة، في طريقة وضعه في الفم، بصورة ظاهرة، وطريقة بصقه أمام الناس وفي الأماكن العامة وعلى البلاط والسيراميك والأماكن التي يفترض ان تكون نظيفة، في بعض المكاتب الحكومية ومواقع الخدمات حيث تجد أحدهم قد بصق (سفة الصعوت) على ركن ظاهر في المكان الذي يتمتع بأرضية سيراميك يجتهد العاملون فيه لأن يحافظوا على نظافته، وأذكر أن سفير دولة الكويت الأسبق دكتور عبدالله السريع قد ذكر ذلك في كتابه (سنوات في جنوب السودان).. فالرجل كان يعشق الجنوب ويحب السودانيين جداً، وقد ذكر مسألة تلقائية السودانيين في (البصق) دون المراعاة للمكان والزمان.. كعادة سيئة.
* لا أخفي أنني أحد الذين يعتبرون التمباك عادة غير حضارية ولا صحية، وأنصح كل من يتعاطيه للإقلاع عنها، على الأقل لثبوت علاقته بسرطان اللثة، ولكن الموضوع الآن أكبر من مجرد فضيحة للمنتخب، فهو ليس صنفاً من المخدرات، ولكنه عادة ضارة، ومن الأشياء المقززة التي لا نتوقع ان يتقبلها أصدقاءنا من العرب والفرنجة، وقد أخذ الموضوع أكثر من حقه ومستحقه، وانتقلت التريقة والسخرية من منتخبنا من الإعلام المحلي إلى الإصدارات العربية، وكذا الحال وجد المصريين ضالتهم للإستخفاف بنا كشعب، وبالتأكيد تحدثوا عن التمباك وكأنه نوع من المخدرات لا يقل عن الهيروين والكوكايين.. لذلك كان للخبر أبعاد وانعكاسات سالبة على المشهد، وسوء تقدير في النشر، وأكرر أنه افتقر للجدة كعنصر أساسي من عناصر الخبر من ناحية مهنية.
* كل ذلك لا يمنع أن نشيد بالزميلة ناهد بشير الباقر، وندافع عن طموحاتها في هذا المجال، فقد خاضت انتخابات اتحاد كرة القدم مرتين، ودخلت مجلس إدارة نادي الشرطة القضارف، وتضع أقدامها بثبات على سلالم المجد والتطور.. ومن الخطأ ان يسعى اتحاد الكرة لإبعادها من البطولة العربية، ولا أعرف من هو العبقري صاحب هذه الفكرة المثيرة للسخرية، لأن ردود أفعال اعضاء البعثة تجاه الزميلة ناهد قد أعطى الآخرين شعوراً بأن أفراد البعثة تعاملوا بالفعل في الصنف الممنوع وأن الزميلة ناهد قد فضحتهم، مع أن الموضوع أبسط من ذلك بكثير، ولو فاز المنتخب الوطني على مصر والجزائر ولبنان لما تطرق الناس للموضوع ولو كان في محل ال٥٠ كيلو صعوت طناً من الحشيش…!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد