صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ناقوس الخطر

32

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* عندما تولي محمد موسي مهمة تدريب المريخ وجد نفسه في موقف صعب ومعقد للحد البعيد والأمر لا علاقة له بالجوانب الفنية، لكن المشكلة الحقيقية التي واجهت المهندس تمثلت في الوضع المعنوي للاعبي الفريق جراء المشاكل المادية التي كانوا يعانون منها جراء تأخر الرواتب وكذلك الحوافز لعدة مباريات وهو وضع كان أثره واضحاً على أداء الأحمر الذي تعادل مع الهلال وفاز بشق الأنفس على الشرطة القضارف وحي العرب بورتسودان والأهلي مدني قبل أن يسقط في فخ التعادل في مباراتين متتاليتين أمام مريخ الفاشر والخرطوم الوطني.
* غير أن الأوضاع أخذت في التحسن بعد أن دشن المجلس المنتخب مشواره بسداد رواتب الوطنيين المتأخرة والحوافز بالنسبة لكل اللاعبين وبعدها واصل في على ذات المنوال وأظهر حرصا شديداً على تسليم اللاعبين حوافز المباريات أولاً بأول مع صرف الرواتب في مواعيدها دون تأخير وهو ما أنعكس على الوضع المعنوي للفريق وساعده على العودة لسكة التألق من الباب الكبير وتحقيق انتصارات متتالية ممزوجة بعروض مميزة.
* لكن المشكلة الحقيقية التي واجهت المجلس المنتخب وما زالت تمثلت في متأخرات رواتب اللاعبين الأجانب وجزء من مقدمات عقودهم.. إذ يتواجد كونلي المرتبط بعقد مع المريخ لمدة ثلاث سنوات بنيجيريا التي غادر لها غاضباً إثر عدم صرف رواتبه لثلاثة أشهر ورافضاً للعودة مالم يحصل على متأخراته.. أما الثنائي تالا ومارسيال فقاما بفسخ تعاقداتهما مع النادي للسبب نفسه بعد عدم حصولهما سوي على راتب شهر واحد منذ تعاقدهما مع المريخ مع الإشارة لأنهما لم يحصلا كذلك سوي على جزء يسير من مقدم عقدهما وهو ما دفعهما لطلب فسخ العقد مع النادي والمغادرة.
* عندما تولي محمد موسي مهامه كان اللاعب الايفواري مامادو يجهز نفسه للسفر إلى بلاده ساحل العاج بسبب عدم صرف رواتبه لعدة أشهر حيث طالبته أسرته بالعودة ليقضي المدة المتبقية على إعارته برفقتهم في ساحل العاج على أن يعود للسودان بعد أن تنتهي مدة إعارته طالما أنه لا يحصل على أموال ووقتها بذل المهندس مجهوداً خرافياً لإقناع مامادو بالبقاء ومواصلة مشواره مع الفريق.. قبلها كان جميع الأجانب قد اجتمعوا في مصر وقرروا رفض المشاركة في البطولة العربية نظراً لعدم حصولهم على مستحقاتهم لعدة أشهر وحينها بذل غارزيتو مجهوداً مضنياً معهم ونجح في إقناعهم بالمشاركة في البطولة العربية بعد اجتماع مطول بهم حيث وافقوا على اللعب باستثناء جمال سالم الذي تمسك بموقفه.
* كلتشي وباسكال مثلا استثناء وأظهرا تفهما كبيراً لظروف النادي وصبرا على تأخر رواتبهم لأشهر وصلت الخمسة بالنسبة للمدافع الإيفواري الذي تعرض لضغط كبير في الفترة الأخيرة من أسرته ومن وكيله ليغيب عن تدريب أمس الأول قبل أن يحصل بالأمس على جزء من رواتبه المتأخرة.. فيما يواصل جمال سالم نشاطه وينتظر أيضا أن يحصل على متأخراته.
* اللاعبون الأجانب في المريخ تعرضوا لظلم كبير في الموسم الحالي، إذ عانوا بشدة من عدم الحصول على رواتبهم وعانوا في الوقت نفسه من انتقادات الإعلام والجمهور لتراجع مستوياتهم كما حدث مع كونلي في الأشهر الأخيرة قبل مغادرته لنيجيريا وكما حدث مع جمال سالم في عدة مباريات مثل مباراة هلال الأبيض ومريخ الفاشر وكما حدث مع مامادو الذي كان يتدرب فترات ويغيب فترات أخري وحتى عندما يتدرب كان يتدرب (بدون نفس) وهو ما أثر كثيراً على جاهزيته وجعله بحاجة لبرنامج خاص ليكون قادراً على التألق مؤخراً، ونفس الوضع حدث مع تالا ومارسيال وخصوصاً الأخير وكلاهما فضل المغادرة عوضاً عن البقاء دون رواتب بعد أن توقفا لفترة عن التدريبات بعد العودة من مصر.
* كونلي مدافع لا غبار عليه ويعد من أفضل المدافعين الأجانب الذين حضروا للسودان في السنوات الأخيرة والسبب الرئيسي في تراجع مستواه هو تأثره بأزمة رواتبه ومستحقاته المالية التي أفقدته التركيز تماما وهو ذات ما يحدث مع جمال سالم منذ عدة أشهر.
* المشكلة أن المجلس المنتخب ورث مشاكل لا حصر لها، فإلى جانب القضايا التي وصلت للمحاكم والفيفا على غرار سما ميديا ووارغو ولوك ايمال وفي الطريق غارزيتو وأنطونيو، وإلى جانب متأخرات أخري، كانت المعضلة الأكبر متأخرات اللاعبين سواء الوطنيين أو الأجانب، المجلس نجح في السيطرة سريعاً على متأخرات الوطنيين من رواتب وحوافز لكن المعضلة ما تزال قائمة في ملف اللاعبين الأجانب.
* وما يجعل تلك المعضلة تكبر مع الأيام أن التسجيلات على الأبواب، والمريخ يحتاج إلى تجديد عقد جمال سالم وهو ما يتطلب منحه متأخراته أولاً ومن ثم التفاوض معه علي عقد جديد، والمريخ يحتاج إلى حل مشكلة كونلي سريعاً والتي تبدأ بمنحه متأخراته ليعود للخرطوم مع الإشارة لأن المريخ لو أراد إنهاء عقده فسيضطر ليدفع له أموالاً طائلة لأن تعاقده ممتد لثلاث سنوات، وهنالك متأخرات باسكال ومتأخرات مامادو مع ضرورة حسم مستقبلهما مع النادي.
* الجمهور المريخي الذي يرشح في أسماء أجانب في مختلف الخطوط للتعاقد معهم عليه أن يقف على تلك الحقائق أولاً، فالأفضل للمريخ عدم التعاقد مع أي أجنبي جديد إن لم يكن قادراً على الإيفاء بمستحقاته، لأنه لو فعل وأنتدب عناصر مميزة ثم عجز عن تسديد رواتبهم فالنتيجة ستكون تراجع مستوياتهم أو هروبهم كما حدث الموسم الحالي ووقتها سيكون الضرر على النادي مضاعفاً وبالتالي من باب أولي التركيز على الوطنيين مع المحافظة على المجموعة الحالية من الأجانب وبالأخص جمال سالم ومامادو مع دراسة ملف كونلي لحسم أمره سواء بإنهاء عقده بالتراضي أو حل مشكلته ليواصل مشواره مع الفريق الموسم القادم مع حسم مستقبل باسكال أيضاً.
* ما يحدث في المريخ حالياً تتحمل الدولة نصيب الأسد فيه، إذ ظلت تنتقل بالأحمر من لجنة تسيير إلى لجنة تسيير دون أن تدعم تلك اللجان وكانت المحصلة ترك تركة ثقيلة للغاية للمجلس المنتخب والأسوأ أن الدولة تمارس تعنتاً غريباً في حسم مسألة رئاسة سوداكال مع أنه الوحيد الذي تقدم الصفوف وقبل أن يتحمل تلك المسئولية الصعبة وأخذ علي عاتقه أن يحمل تلك التركة الثقيلة، ولكن المشكلة أن الدولة لا تريد أن تعلنه رسمياً رئيساً للمريخ ليضطلع بمسئولياته ويبدأ في حل تلك المشاكل الرهيبة ولا ترغب في أن تتولي هي مسئولية حل تلك المشكلات طالما أنها من ترفض حسم أمر الطعون حتى تمددت مشاكل المريخ والتي تتعقد أكثر وأكثر معن اقتراب التسجيلات.
* صحيح أن الفرقة الحمراء تقدم أفضل العروض وتحقق أفضل النتائج، لكن ذلك لا ينفي أن المريخ في خطر عظيم، ولو لم يفق جمهوره وكل أهله ولم لم يتكاتفوا للضغط على الدولة لحسم أمر رئاسة سوداكال فإن كل الأفراح الحالية يمكن أن تزول والوضع يمكن أن يمضي نحو الأسوأ.

 

 

 

حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل

 لزوارنا من السودان متجر موبايل1

http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html

3,699 حملو التطبيق

لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل

https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app

13230 حملو التطبيق

على متجر   mobogenie

 http://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html

5000+ حملوا التطبيق

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد