هناك السؤال الأزلي والجدلي …..هل القائد في الرياضة يولد ام يصنع؟
: راي حر
صلاح الاحمدي
صناعة القائد
هناك السؤال الأزلي والجدلي
…..هل القائد في الرياضة يولد ام يصنع ؟
هل القيادة موهبة فطرية تمتلكها فئة من الافراد ام مكتسبة بالتدريب والتعلم والممارسة ؟
هل القيادة علم ام فن ؟
لقد اختلف المتخصصين اختلافا واسعا شكلا ومضمونا .فأكد بعضهم الي ان القيادة موهبة فطرية تمتلكها فئة معينة قليلة من الاداريين فمثلا يقول وارين بينيس(لا تستطيع تعلم القيادة القيادة شخصية وحكمة وهما شيئان لا يمكنك تعليمهما )
بينا ما اكد اخرون ان القيادة فن يمكن اكتسبه بالتعلم والممارسة والتمارين فيقول وارن بلاك (لم يولد اي انسان كقائد القيادة ليست مبرمجة في الجينات الوراثئية ولا يوجد اداري مركب داخليا كقائد)
اما رائد عام الادارة الحديثة بيتر دراكر فيقول القيادة يجب تعلمها باستطاعتك ذلك .
وهذا الاخير ما تتبناه المؤسسات الرياضية .
وشغلت فكرة القيادة في كمصطح علمي واداري العديد من الباحثين حيث تكمن أهمية القيادة في كونها المؤشر الرئيسي لكفاءة وفعالية اداء المؤسسات الرياضية في اختيار القائد المناسب لها ويشير مفهوم القيادة بوجه عام الي إمكانية إحداث تغير والتأثير علي الاخرين لضمان إتقان مستوي اداء العمل ومواكبة الاساليب الادارية المعاصرة .
وحيث العالم الرياضي يشهد وبشكل مستمر تطورات عديدة ومتلاحقة وسريعة في بيئة الاعمال الامر الذي يتطلب من المؤسسات الرياضية ان تتواكب في ادائها مع ما تفرضه هذه المتغيرات من متطلبات .حيث لم يعد البقاء في الاسواق الادارية الأصلح فقط بل المؤسسات المحققة للتميز والتي تتسم بالمقدرة التنافسية في ظل تنامي المؤسسات الرياضية وكبر حجمها وتشعب اعمالها تعقدها وتنوع العلاقات الداخلية وتشابكها وتاثيرها بالبيئة الخارجية من مؤثرات سياسية واقتصادية واجتماعية وهي امور تستدعي مواصلة البحث والاستمرار في احداث التغير والتطوير .
وجب توافر قيادات واعية مدركة ومتعلمة ومدربة قادرة علي التعامل مع كل التعقيدات والتنوعات بالسرعة المطلوبة
والمرونة بالاداء
نافذة
: من هذا المنطلق ورتكاز ا في الدور الذي تضطلع به القيادات بالمؤسسات وتحملها المسئولية في التخطيط والتنفيذ والمتابعة وصناعة السياسات والقرارات والتي يتوقف عليها نجاح المؤسسة الرياضية في تحقيق اهدافها
فان الامر يتطلب بناء قيادات علي قدر عالي من الكفاءة والمهارة والمعرفة لتتلائم مع التطورات السريعة ومع رؤى المستقبل القادم ومحاوره ومتطلباته
نلاحظ ان هناك علاقة وطيدة تبادلية بين تحقيق تلك الرؤى وتدريب وتطوير القوي البشرية الادارية علي مستوي الرياضة وبناء القيادات الشابة لقيادة المستقبل .مما يعود بالنفع علي كفاءة المؤسسات الرياضية ومستوي إنجازاتها وبالتالي الرفع من قدرتها التنافسية بغرض الاستدامة فالمورد البشري في الرياضة الكفء والمدرب والمؤهل لاستيعاب التطورات والمتغيرات هو الركيزة الاساسية لنجاح اي مؤسسة بكفاءة وفعالية:
نافذة
يجب علي القائد ان يصوغ بمهارة هوية المجموعة واهدافها فالقادة الاكثر فعالية لا يلتزمون فقط معايير المجموعة ويقوموا بتحديد هوية المجموعة بطرق تتناسب مع السياسات التي يرغبون في ترويجها.
يجب علي القائد ان يعمل بجد لمساعدة اعضاء المجموعة علي العيش خارج هويتهم المشتركة .ان محاولة الترويج لهوية بعيدة عن الواقع وليس لديها خطة واضحة حول كيفية إدراكها محكوم عليها ان يتم تجاهلها لصالح بدائل اكثر واقعية وعملية لذلك يعمل القائد علي الاتحدث بشفافية لمعرفة الواقع وبالتالي مساعدة المنظومة في اختيار قيمهم وهويتهم
: نافذة اخيرة
لقد تعددت النظريات والدراسات حول موضوع القيادة فقد كتب الكثيرون عنها وعلي الرغم من ذلك نجد ان مسالة القيادة لا زالت مسالة معقدة
ان برنامج صناعة او تطوير القادة الشباب يجب
: ان نتطرق للعديد من الإشكاليات والمواضيع ذات العلاقة مثل
1 الجانب النفسي وهو ما يتعلق بالصفات والسمات الشخصية للافراد
2 الجانب الفني وهو ما يتعلق بالمهارات والقدرات الذاتية
3 الجانب الاجتماعي وهو ما يتعلق بالقدرة علي التواصل مع الذات والاخرين .
فاذا اغفلنا جانب من هذه الجوانب سوف يؤدي الامر الي تخريج قادة لا يتمتعون بالتوازن مما يؤدي الي قيادات عديمة الفائدة .
ان الشباب هم ثروة الامم يجب المحافظة عليهم وزرع القيم الانسانية والاجتماعية فيها في ظل تسارع الظروف والتحديات العالمية اذا خسرنا الشباب سنخسر جيلا وحقبة زمنية كاملة
خاتمة
خلاصة القول ان نجاح الامم ومؤسساتها الرياضية وازدهارها وقدرتها علي صناعة القادة وتقديم البيئة القادرة علي توليد اجيال بفكر قيادي متجدد فتقيم وتأسيس برامج لصناعة القادة استثمار تنموي طويل الاجل وهو من اهم المشروعات الوطنية التي يجب ان نبنيها