صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

وداعاً وطني (الوطن)..

69

وكفى

اسماعيل حسن
وداعاً وطني (الوطن)..

* ما أقسى لحظات الوداع، فهي لحظات بالغة التوتّر، تتألّق فيها البصيرة، وتتوهّج الروح.. فالمعذرة والأسف والحزن كل الحزن وأنا أمسك بالقلم لأخط مقالة الرحيل عن هذه الصحيفة الرائدة العملاقة الضخمة، التي عشت فيها أجمل وأنضر أيامي في بلاط صاحبة الجلالة، وأحببتها كما لم أحب صحيفة مثلها من قبل..
* وأحببت أهلها وأسرتها – من طرف – وإن كانت الأيام قررت فجأة أن تباعد بيني وبينها؛ فإنّ في الصدر قلب سينبض بها، ويسعد بذكرها، ويسترجع لحظات عُذاب، ولقاءات الأحباب، وبسمات صادقة، ونفوس محلقة في سماء الخُلق..
* لن أقول وداعاً لصحيفة تحمل اسم الوطن، وتعيش بأخلاق الوطن..
* علاقتي بهذه الصحيفة بدأت قبل أن تصدر، إذ جمعني (ديم القنا) بالديوم الشرقية بأصحابها، وضمنا الجوار في شارع واحد، حيث البيت الكبير لآل خليفة رحمة الله عليه، والد استاذنا ومعلمنا وملهمنا وقائد الثورات التاريخية الهرم الصحفي سيد أحمد خليفة، وأشقائه الأجلاء محمد وعلي ومساعد.. وأبناء الأخ الأستاذ سيد أحمد؛ عادل وأمير ويوسف.. وبقيت صور المحبة والألفة شامخة في الذاكرة، ولم تنقطع الروابط بيننا، وإمتدت منذ أيام رب الأسرة الجد خليفة بحي القنا، حتى يومنا هذا، لذا فإن ارتباطي بها – اي صحيفة الوطن – ارتباط ضارب بجذوره في الوجدان.. ولذا لم يكن غريباً أن يختلف شعوري بالعمل فيها، عن شعوري بالعمل في أي صحيفة من الصحف التي عملت فيها من قبل، طوال مسيرتي الصحفية التي إمتدت ثلاثة وثلاثين عاماً.. فقد كنت ادخلها بجسدي كبيتي، وأكتب فيها مقالي بوجداني، ويكفي أنني بمجرد أن بدأت الكتابة فيها بشكل راتب قبل عدة سنوات، لم أكتب في أي صحيفة ورقية غيرها، رياضية كانت أو إجتماعية.. ولا حتى صحيفة إلكترونية رغم الدعوات التي تلقيتها من بعضها، فقد كان مقالي فيها يشعرني بالراحة والإكتفاء..
* قبل أن أختم… اؤكد أنني يعزّ عليّ والله، أن أرحل عن هذه الصحيفة، ولكن يبقى العزاء أن الصحيفة التي سأرحل إليها، صحيفة شقيقة لصحيفة الوطن حسب ما قال لي الأستاذ يوسف سيد أحمد.. مما يبشرني بأن يكون (زيتي في بيتي)..
* ختاماً.. فتكم بعافية أهلي في الوطن… أستاذنا النبيل الجميل، يوسف سيد أحمد…. العم تلفون (حبيبي)…. الراسية الهادية هويدا.. الأصيل الهميم؛ (الهميم)…. التقية الورعة الرضية؛ آمنه… وشجرة الدوم، الابن الحبيب إدريس كسلاوي.. والأبناء الأجلاء في القسم الفني والتدقيق اللغوي وبقية أقسام التحرير والإدارة.
* وكفى.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد