صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ورحل صابر الصابر..!!

194
أفكار
محمد الجزولي
ورحل صابر الصابر..!!
. في مواعيد القدر ومشيئة الله لا نملك إلا أن ترفع أكفنا إلى السماء لندعو لمن اختاره البارئ ليكون إلى جواره.. هكذا كان المشهد أمس الأول الذي صاغته الأقدار لحبيب الجميع وابن الهلال ومشجعه القوي صابر حميدة (المرعب والبعاتي).. المحبوب صاحب السلوك الخاص والبسيط والدال على روح الإنسانية.
. رحل صابر بعد ايام من وجوده بيننا في مدرجات الجوهرة الزرقاء، متابعاً لنهائي كأس السودان مداعباً الجميع بروحه المرحة ورغبته الجامحة في أن يكون الهلال هو السيد مهما كان مستوى المنافس.
. رحل وبين يديه حلم لا يموت أن يرى الأزرق متوجاً بالأميرة السمراء فهو لا يرضي في الهلال ولا يخشى فيه لومة لائم.. يصرخ بصوته ويرعب المنافسين بهتافه ومنكافته واستحق لقب المرعب عن جدارة.
. رحل بإبتسامة عريضة اعتاد أن يحضر بها دائما أين ما حل في أية مناسبة رياضية.. رحل صابر المرعب ولم يبق لنا سوى الذكرى الطيبة التي عاش بها ومات عليها.
. أعرفه منذ کنا نحضر من الجامعة لمتابعة تدريبات الهلال وقبل ان نحترف مهنة الصحافة وظل الود متصلاً بينا والاحترام موجود، واليوم أجد نفسي مضطراً للكتابة عنه ولكن بعد أن ودع دار الفناء وانتقل إلى دار البقاء.
. هو من طينة الذين يخدمون الجميع عن طيب خاطر، دون مقابل.. لا يفرط في صلواته ولا يتأخر عنها ساعة وفي قلبه حب للهلال يكفي الجميع، بعد أن قدم سنوات عمره تشجيعاً ومساندة لسيد البلد.
. عرفته أكثر من خلال علاقته الأخوية العميقة بالحبيب والصديق والأخ الأكبر معروف مصطفى فهما يكنان لبعضهما حباً ومودة فيها شيئ من المناكفة الحلوة التي تؤكد أن ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما.
. رحل صابر الزول الحبوب الطيب وترك في مدرجات استاد الهلال بصمة وحضوراً من خلال حب نادر وتفان لا يعير فيه أي اهتمام لصحته ووقته.
. تأثر الجميع بنبأ رحيله المفاجئ أمس الأول، وكان الحزن بادياً على وجوه رفقائه حيث اختفى صوت الصحاف بالرغم من وجوده في مباراة الهلال وحي العرب أمس الأول وبكاه كل من يعرفه لأنه رجل أقل من أن ينسى بمجرد موته.
. رحل عنوان التلقائية والبساطة في مدرجات الهلال، فصابر مهما كانت درجة غضبه وانفعالاته فإنه يضحك بانفجار ويجبر الجميع على الضحك في عز الشدائد.
. جمعنا بصابر هذا الهلال العظيم فوجدناه رجلاً صابراً ومداوماً لا يشكو حاله ولا يعرف الانكسار فقد كان رمزاً ومحباً صادقاً للهلال وسيظل قدوة لرفقائه في التشجيع والمؤازرة.
. وهنت صحته في الأيام الأخيرة بسبب مرض السكري اللعين وعندما قلنا له يوم مباراة نهائي كأس السودان التي جمعت الهلال بالأهلي الخرطوم (ارتاح شوية) رد لنا بقولة (انا راحتي هنا).
. عمل وإجازة صابر مربوطة بمباريات الهلال وعندما يكون الفريق لاعباً فإنه في اجازة غير مهتم بعواقب ذلك وعندما يكون الهلال في اجازة فهو في حالة عمل دون انقطاع هكذا كانت حياته إلى أن وافاه الأجل المحتوم.
. خلاصة القول: مهما كتبنا لا نوفي صابر حقه.. فالكلمات في موعد رحيله تغيب.. ليرحمك الله يا أيها الـ (صابر).. ويسكنك فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
. وفي الختام: (إنا لله وإنا إليه رجعون) صدق الله العظيم.
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد