صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

وزيرة الرياضة تدمر الرياضة..البوشي تعيد للأذهان أزمة الرياضة الجماهيرية..و لا يزال صراع عودة النشاط محتدماً

2٬337
تقرير-كورة سودانية
أعادت وزيرة الشباب والرياضة المهندسة ولاء البوشي للأذهان أزمة الرياضة الجماهيرية التي حدثت في سبعينيات القرن الماضي، فما حدث حينذاك تكرر هذه الأيام بعد ان سعت البوشي بشكل جاد لإيقاف عودة النشاط الرياضي بعد إعتراضها القوي على الموافقة التي منحتها اللجنة العليا للطوارئ الصحية للإتحاد السوداني لكرة القدم، والذي كان قد أعلن إستئناف النشاط وإستكمال جميع مسابقاته إنطلاقا من الخامس عشر من شهر أغسطس إلا ان هذه الخطوات بما فيها عودة أندية الدرجة الممتازة للتدريبات ومن ثم إخضاع عددا من لاعبيها لفحص كورونا تمهيدا لإنطلاق بطولة الدوري السوداني الممتاز إلا ان تلك الخطوات إصطدمت بسعي الوزيرة الحثيث لإيقاف النشاط إعتراضا منها على الكيفية التي مُنح بها الإتحاد السوداني الموافقة من لجنة الطوارئ الصحية، والتي أعلن الإتحاد انها الجهة التي سيمتثل لقراراتها مبينا في تصريحات على لسان رئيسه بروف كمال شداد ان الإتحاد غير ملزم باي قرارات لا تأتي من الجهة المختصة.
وهذا ما قاد البوشي للضغط على لجنة الطوارئ الصحية العليا لإستصدار قرار أخر يعيد إلى وزارة الشباب والرياضة الهيبة، وان كانت من خلال خطاب موجه من قبل اللجنة العليا للطوارئ الصحية للإتحاد يستنسخ قرار الموافقة الأول، ليعلن بعدها الإتحاد تعليق النشاط الكروي ومسابقاته في كافة ولايات السودان وكان القرار الأخير من اللجنة العليا للطوارئ الصحية قد سبقه بيان من وزارة الشباب والرياضة أعلنت فيه البوشي إنتصارها في معركة وأد النشاط وإيقافه، مما أثار إستنكارا واسعا وخلق تساؤلات عديدة حول كيف لوزيرة معنية ب”الشباب والرياضة” ان تحتفي بإيقاف النشاط الرياضي.
ولم تكتفي البوشي بالبيان بل الحقته بخطاب للإتحاد لتشتعل المعركة التي وصفها الكثير من أهل الشأن الرياضي بالعبثية بين الوزارة والإتحاد الذي أعلن في  تنوير صحفي انه غير معني بأي قرار يصدر من جهة غير مختصة وانه سيلتزم فقط بقرارات الجهات ذات الإختصاص وهذا ما حدث مؤخرا بعد خطاب لجنة الطوارئ الصحية.
والمتابع لواقع الأزمة بين الإتحاد ووزارة الرياضة يتضح له ان وزيرة الشباب والرياضة سعت بشكل قوي لإيقاف النشاط الرياضي، وذلك من خلال إجتماعها مع عددا من مناديب أندية الدرجة الممتازة ومن ثم الحديث حول برتكول صحي يوضع من قبل الوزارة على الرغم من أن هنالك برتكول صحي أعلنه الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بالتنسيق والتشاور مع منظمة الصحة العالمية وقد أعلن الإتحاد السوداني العمل به وتطبيقه والدليل سعيه لعمل مسحات لفيروس كورونا لكافة الناشطين في بطولاته وهذه النقطة تحديدا مفهومة ولا يمكن باي حال ان تصبح مدخلا لإعادة مشهد “الرياضة الجماهيرية” التي أوقف بموجبها النشاط في كافة السودان آنذاك لتلاحق تأثيراتها السلبية الكرة السودانية سنوات طويلة، وهذا عين ما أقدمت عليه البوشي مؤخرا، والتي تسعى بشكل قوى لفرض هيبة الوزارة وإيجاد موضعا لها على حساب اللعبة واللاعبين سيما ان الضرر الذي يلحق باللعبة واللاعبين من توقف النشاط يعد له تأثير كبير ومدمر ستدفع ثمنه الأندية السودانية ومن قبلهم المنتخب الذي يتأهب لخوض التصفيات الأفريقية وكذلك الأندية التي من المنتظر ان تنخرط في أواخر شهر إكتوبر وبداية نوفمبر في منافسة أفريقية، مما يهددها بعدم الجاهزية حال إستمر تعليق النشاط الرياضي الذي يتضح يوميا ان هوة عودته تتسع سيما وان هنالك فترة زمنية باتت تطوى كل صبيحة، وبالرغم من كل هذا يتضح أيضاً ان وزارة الشباب والرياضة تواصل بشكل قوي ضمان عدم عودة النشاط الرياضي، فما حدث مؤخرا من مشاورات بين الوزيرة وبعض قدامى اللاعبين يجعل الكثيرين يعتقدوا انه يدخل في باب الإلتفاف على مواجهة الواقع الراهن وهو ترك الجهة المسيرة للنشاط فعليا والسعي لجهات غير ذات صلة وهذا الأمر ظل يوسع الشقة بين الوزارة والإتحاد المعني بإدارة النشاط مما جعل هنالك وضعا ضبابيا تكتنفه التأويلات التي تصب في تعميق وتغييب الحقيقة، فالحديث عن البرتكول وتطبيقه لا يمكن أن يصبح مدخلا لكل هذه الرمادية حول حقيقة عودة النشاط الرياضي فمن السهل جدا أن تطبق الوزارة الجانب البرتكولي الذي تراه مناسبا سيما فيما يتعلق بالملاعب وتعقيمها وكذلك يمكن ان تتابع بشكل دقيق مع وزارة الصحة الإتحادية عملية الفحص الدوري التي يخضع لها منسوبي الأندية، فهذه جزئيات بسيطة ولا يمكن باي حال ان تصبح عائقا يجعل من عودة الكرة السودانية أمراً مستحيلا كما يتابع الجميع الأن حالة الإستحالة التي أرتسمت حول إمكانية عودة النشاط الرياضي بالسودان، والذي بات معلقا بحسب الكثيرين بفضل مزاجية البوشي الغارقة في صراعها المعلن و غير المبرر مع إتحاد كرة القدم دون المراعاة للرياضة والرياضيين فما يحدث من وزيرة الشباب والرياضة الإتحادية يطرح إجابة بارزة يمكن إستخلاصها في مواقفها العديدة في شأن عودة النشاط الرياضي وهي انها ليست لديها رغبة في عودة الحياة لملاعب كرة القدم.
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد