صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

يا له من قبح

69

تأمُلات

كمال الهِدي

يا له من قبح

. مضت سنوات طويلة ما كنت أدير فيها الريموت كنترول لأي من قنواتنا الفضائية، إلا للشديد القوي.

. فالصدق منجاة، وهؤلاء البشر لم يرغبوا في أن ينجوا أنفسهم من عذاب الآخرة، ولا من لعنات السودانيين الذين سئموا كذبهم ونفاقهم وتملقهم الكريه.

. وكم تشوقت كغيري من أهل البلد لقيام ثورة تريحنا من الأذى الذي سببوه لنا.

. وبالفعل قامت الثورة التي انتظرناها طويلاً.

. ونجحت ثورتنا بشكل جزئي.

. وقد تمثل أحد أهم أسباب عدم اكتمال نجاحها التساهل غير المبرر في حسم ملف الإعلام.

. فقد خذلتنا الحكومة الإنتقالية بتسامحها المريب مع الأقلام الصدئة والأصوات المبحوحة التي ظلت تقدم العون للطغاة والقتلة والمجرمين والمفسدين.

. خذلنا وزير الإعلام بحديثه المتكرر عن عدم وجود قوانين تمكنه من تطهير الإعلام، مع أن الشرعية الثورية كانت أكثر من كافية لإسكات كل أبواق النظام الذي ثار ضده الشعب.

. وخذلنا أنفسنا بعدم تفعيل أمضى سلاح يُمكن أن يواجه به إعلامي (المقاطعة).

. فتوهم بعض من ظلوا يشيدون بالقتلة حتى آخر لحظة بأنهم صاروا جزءاً من هذه الثورة العظيمة.

. وخدع بعض من اكتفوا بالأعمدة الرياضية التي كانت تصف المخلوع بالرياضي المطبوع طوال العقود الماضية.. خدعوا أنفسهم بأنهم أصبحوا ثواراً وصاروا يكتبون في السياسة.

. ولابد من تذكير لهؤلاء وأؤلئك بأنه يستحيل أن يتحول الكذاب والمنافق والجبان والمنفعي لثوري مهما فعل.

. فالثورات قيمة لا يعرفها سوى الأنقياء.

. أشعر بقرف أوشك معه أن أفرغ مافي جوفي حين أشاهد وأسمع مذيعاً أو أقرأ لكاتب طبال يحاول أن يوهم الناس بأنه داعم لهذه الثورة المجيدة التي صنعها أبطال أنقياء.

. ويزداد إشمئزازي حين أرى بعض هؤلاء الإعلاميين وهم يحاولون تجميل صورة فاسد هنا أو هناك.

. لأرجع وأقول العيب فينا نحن من نسمح بذلك.

. فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف تحاول مذيعة كذوبة أن تجمل صورة مجرم مثل صاحب العبارة الشهيرة (حدث ما حدث) عبر إستضافته في قناة الخرطوم ليحدث الناس عن ثورة لم يكن من رجالها، مثلما لم تكن هي من كنداكاتها!

. وأي جرأة يمتلكها (صحافي) فني ليستضيف عبر قناة أنغام أمنجياً كامل الدسم مثل جمال فرفور في مسعىً قبيحاً لتجميل صورته وتقديمه للناس وكأنه قد تعرض للظلم من بعض أبناء (كاره) الرخيصين مثله!!

. فرفور يقول أنه كان جزءاً من قطاع بجهاز الأمن إسمه التوجيه والخدمات وهو يهتم بالجانب الإجتماعي داخل الجهاز متوهماً أنه قدم خدمة وطنية خالصة بذلك العمل الجبان.

. أي قبح تقدمه هذه القنوات، وأي وضاعة يتصف بها بعض من يعملوا فيها حتى يومنا هذا!!

. تخيلوا أننا نسمع مثل هذا الكلام المقرف في ليلة تسبق الذكرى الأولى لمجزرة فض الإعتصام البشعة.

. قد يقول قائل أن هذه قنوات خاصة من حقها أن تقدم ما تراه.

. لكننا لو فعلنا سلاح المقاطعة وتعاملنا بالحزم الثوري اللازم لأجبرنا أصحاب هذه القنوات على تغيير الوجوه الكالحة والشخصيات الهشة التي لا تحرص على شيء أكثر من مصالحها.

. نحن نتسامح في أمور لا نملك حق التسامح فيها.

. فالمرء يستطيع أن يتسامح ويتنازل عن خطأ وقع عليه، أو ظلم عانى منه شخصياً.

. لكننا أمام ثورة ضحى من أجلها شباب غض قدموا أرواحهم الغالية من أجل التغيير.

. فمن المعيب جداً ألا نعزم على تحقيق هذا التغيير كاملاً غير منقوص.

. قبل أيام تابعت إشادات لزملاء وزميلات عزيزات بما تقدمه قناة الهلال.

. وعلى المستوى الشخصي لا تروق لي الإشادة بهذه القناة حتى وإن أتى القائمون عليها ب (لبن الطير)، حيث لا أستطيع أن أنسى لهم وقفتهم غير المشرفة مع المفسدين والطغاة، ولا يمكن أن أنسى لبعضهم إساءاتهم لشعب السودان من أجل إرضاء أولياء النعمة.

. الإعلام موقف قبل كل شيء.

. فمتى نفرض إرادتنا كثوار على ملاك القنوات والمؤسسات الإعلامية الخاصة حتى يحفظوا للثورة هيبتها، ويحترموا التضحيات التي قُدمت فيبعدوا كل الوجوه التي كثيراً ما أشقتنا وأصابتنا بالغثيان!!

. ما لم يتحقق ذلك سأظل على الصعيد الشخصي حريصاً على النأي عن هذه القنوات.

. وأسأل الله ألا تصلني في هاتفي بعض المقاطع المقرفة مثل مقطعي فرفور وحدث ما حدث، إلى حين أن ينصلح حال هذه القنوات وتعود لنا الرغبة في متابعتها.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد