مــذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
اخي وصديقي العزيز الاستاذ مالك طه رئيس تحرير ( الرأي العام ) كتب قبل يومين في زاويته المقروءة ( مفاكره ) متسائلا عن جهود ولاية الخرطوم التي تبذلها من أجل محاولة السيطرة علي مشكلة المواصلات المستفحلة بالولاية ، وهل يكمن الحل في انتظار البصات القادمة من جهات غير معلومة حتي الان ، أم أن حلولا اخري تحتوي علي أفكار مبتكرة لابد من اللجوء اليها ، ورغم أني كتبت من قبل علي نفس هذه المساحة متسائلا عن هوية البصات القادمة والاحتياطات المطلوبة من أجل إنجاح تجربة إستيراد بصات وإستخدامها كوسيلة فعّالة تحد من أزمة المواصلات – إلاّ أن تساؤلات صاحب المفاكرة جاءت مختلفة من حيث المضمون ، وكذلك من حيث اختلاف الجهة المخاطبة والمعنية بطلب الابتكار ، حيث احتوي المقال علي مناشدات رقيقة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم تحثه علي التحرك في اتجاه حل الأزمة ، بل وقبل ذلك علي التحرك في اتجاه الناس ومحاولة الاقتراب منهم قدرالمستطاع والعمل علي حل مشاكلهم من داخلها ، وهي مناشدة قد تحوي اعترافا غير مقصود بأن الحزب يعيش في عزلة عن الناس ولايشعر ربما بمعاناتهم بسبب بعد المسافة بينه وبينهم ،لكنالتوجه مشروع بطبيعة الحال لولا اصطدامه بعقبتين تفوق كل منهما الاخري صعوبة وحجما .
أما الاولي : فهي أن المسافة التي يجب علي الحزب أن يقطعها ليصل الي حيث باقي الناس من عامة المواطنين ويعيش معهم مشاكلهم -قد تباعدت كثيرا بسبب سياسات التمييز التي مارسها الحزب والاستثناءات الممنوحة لكودادره ومنسوبيه – وهي سياسات قادت الي تقسيم الناس في هذا البلد الي قسمين : سودانيين من جانب ، ومؤتمر وطني في الجانب الاخر وفروقات عظيمة تفصل بينهما ،هذهالمسافة كان الحزب قد أهملها بشدة في مراحل سابقة ولو أنه حاول تقريبها في الوقت الحاضر ربما تستعصي كثيرا وتبعد عليه الشقة وقد لايستطيع الوصول .
أما الثانية فهي أن حجم المشاكل نفسهاقد تضاعف بشكل كبير الي درجة قدلاتجدي معها الحلول الجزئية من التي تحدّث عنها المقال أو التي يدعو اليها بعض طالبي الاصلاح من داخل الحزب بين الحين والاخر ، بل حتي المشاكل نفسها لم تعد تتواتر بالجزئيات المفردة ولا بالتصنيف ، فلم تعد المشكلة في المواصلات وحدها لنطالب بحلها عن طريق إحياء مشروع فضل الظهر ، ولا في ندرة الوقود لنبشر الناس صباح كل يوم بوصول عدد من البواخر المحمّلة به في انتظار التفريغ قبل أن يفاجئوا بأن وصولها لن يعفيهم من الانتظار والصف الطويل ، ولا حتي في الغلاء الفاحش الذي انتظم كل مناحي الحياة حتي حوّل حياة الناس الي جحيم لايطاق وجعلهم يتصارخون من داخل الجحيم أن يامالك ليقض علينا حزبك ،ولو كان الحزب ينطق لقال إنكم ماكثون . المشكله الانتكمن في محصلة متناسقة تتالف من عدد من العناصر والأزمات التي مست شعب كامل في وجوده وصبره وإيمانه بنفسه وبحقه في الحياة ، وهي معضلات لن يجدي معها إلاّ الحلول الثورية الجادة ، والاصوات الصادقة والراغبة فقط في الاصلاح وليس شئ دونه والله المستعان ,,, .
emadsogra@gmail.com
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app