صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

يستعد لتقديم (البنبر) و(راجل ومرأة) المخرج “معاوية قمر”: تزامن برامج (قهوتنا) مع (أغاني وأغاني) كان أكبر تحدي

134
المخرج معاوية قمر وسعدية الياس (1)

التقته – سعدية إلياس

“معاوية قمرالشريف”، قوة العقل التي هزمت العجز بل تخطى مرحلة الإنسان الطبيعي مقارنة مع بقية البشر.. أينما وجد التف الناس حوله.. رغم إعاقته الحركية ولكنه أكد بأن الإعاقة عندما تكون جسدية لا يمكنها أن تبطل سحر العقل..

“معاوية” مثال لشاب قهر بعزيمته كل محاولات اليأس في رحلة البحث عن إثبات الذات و(بعصاتين) استطاع أن يقهر الحياة بأسلوب راقٍ قدم نفسه في مجال (الميديا) حتى صار علم يشار إليه في الإعداد والإخراج والإنتاج.. في فترة وجيزة احتجز لنفسه مكاناً في (القمة)، رغم صغر سنه، حينما بدأ مسيرته مع الشاشة ببرنامج (شنة ورنة) و(الرفقة اللطيفة) بقناة (هارموني)، توقع الجميع فشله ولكن لم يلقِ اهتماماً لتلك التكهنات، مضى وعبر ببرنامج (قهوتنا) الذي استطاع أن يكيف به أمزجتنا.. (كورة سودانية) أرادت أن ترتشف معه فنجاناً من قهوته عبر المساحة التالية..

{ بداية أهلا بك أستاذ “معاوية”؟

–        أهلاً بك والتحية لقراء الصحيفة الكرام.

{ يرتفع حاجب الدهشة لنجاحك والتساؤل عن كيفية وصولك لهذه المرحلة؟

–        صحيح ربما السبب في ذلك يعود لإعاقتي حركياً، وبحكم أني أعمل في الإخراج الذي يحتاج لمجهود وحركة بدنية مستمرة.. يندهش الناس من نجاحي ولكني أفعل أي شئ بسلاسة.. عملت لفترة بقناة (هارموني) و(الإذاعة الرياضية)، وكانتا في الطابق الثاني وغير ذلك أتعامل مع الكاميرا بكل يسر.

المخرج معاوية قمر وسعدية الياس (2)

{ هل واجهتك صعوبات في بداية الأمر بسبب الإعاقة؟

–        في بداية الأمر إعاقتي تسببت لي في رفض عدد من المؤسسات لعملي في مجال الإخراج، ولكن قناة (هارموني) كانت خير بداية.

{ ألم تشعر بالمشقة في هذا المجال.. كاميرات وإعداد برامج؟

–        أحب العمل الإعلامي منذ دراستي له، فقد درست بأكاديمية السودان لعلوم الاتصال وتخصصت في الإذاعة والتلفزيون تحديداً الإخراج وربما هذا الحب بدل التعب إلى متعة.

{ ومتى ترجمت هذا الحب لفعل؟

–        بدايتي الحقيقية كانت بـ(هارموني) في العام (2009م) ببرنامج (شنة ورنة)، وتعرضت خلال هذا البرنامج لامتحان صعب، حينها كانت ضيفتي الفنانة “حواء الطقطاقة” و”عوضية تبيدي”، ذهبنا للمكان الذي نود فيه التصوير ولكننا وجدناه (فايف إستارز).. في بداية الأمر احترت ماذا أفعل لأن حلقة البرنامج تحتاج لمكان بسيط وهي تتحدث عن التراث.. تصرفت فقمت باستجلاب سجادتين وطلبت وضع رمل كثيف عليها لأن الأرضية كانت سيراميك، ثم وضعنا (البنبرين) للضيفتين، وأيضاً في نفس العام عملت بـ(الإذاعة الرياضية) معداً ومخرجاً لبرنامج (شباب في الشبكة) وسلطت الضوء في هذا البرنامج على المنتديات، وكان يتناول العمل الاجتماعي والإنساني، وأكثر ما كان يميزه التقديم الجيد من المذيع “محمد الخير” الذي يصلح في (المنوعات) أكثر من (الرياضة).

{ دخلت (هارموني) عن طريق (الواسطة)؟

–        بطبيعتي لا أحب الوساطة ولا أتوسط لأحد، ولكن دخولي لـ(هارموني) مجهود شخصي حينها خضعت لمعاينة وعرضت أعمالي.. كانت عبارة عن ثلاثة برامج (شنة ورنة والرفقة اللطيفة وقهوتنا)، وعندما اطلع عليها الأستاذ “معتصم الجعيلي” أغلق الملف ثم سألني (إنت منو؟) ثم سكت مرة أخرى وقال: إنت إنسان ما طبيعي، وتم تحويل جميع برامجي للتنفيذ، ولكن للأسف لم استمر
بقناة (هارموني) طويلاً.

{ لماذا؟

–        لان الحال المائل لا يعجبني، وبقول للأعور أعور في عينو، وغير ذلك هناك بعض الأشخاص لم يعجبهم نجاحي.

{ وماذا فعلت بعد ذلك؟

–        أسسنا قناة (الأمل)، وعملت بها فترة ولكن عندما تعرض استوديو (الأمل) للحريق أصبحت القناة تعاني من مشاكل مادية إلى أن تم اغلاقها، وبعد ذلك انقطعت عن الإذاعة والتلفزيون وانضممت لمركز العمل الذكي في (2013م) عملت به (9) شهورأنجزت خلالها عملاً لم أنجزه خلال السنوات الماضية وحققت فيه هدفي.

{ هدفك!

–        نعم.. لأنني كنت أطمح لإخراج جيل جديد من المذيعين، درَستُ (19) مذيعاً وأفتخر لإحداثهم ثورة في الإذاعات السودانية، ومن ضمنهم “ميسرة” في قناة (اقرأ) وعدد كبير من المذيعين الشباب في (إذاعة بكرة).

{ لنتحدث قليلاً عن تجربتك بقناة (قوون) وتحديداً برنامج (قهوتنا)؟

–        تجربتي بـ(قوون) كانت مميزة فالأستاذ “حافظ سنادة” قابلني مبتسماً، فابتسم لي الحظ وحققت نجاحاً باهراً في برنامج (قهوتنا).

{ لماذا فقط (قهوتنا) من دون برامجك؟

–        برنامج (الرفقة اللطيفة) و(قومة وقعدة) من أفضل البرامج وأقولها بملء الفم إن برنامج (قومة وقعدة) لا يقل عن (قهوتنا) في شيء، وأن جميع البرامج التي أعدها ناجحة.

{ هل تعتقد أن البرنامج (قهوتنا) نجح بفضل “نضال” و”البشرى”؟

–        هذا البرنامج أردت أن أناقش فيه مشاكل المجتمع بالشعر والدوبيت والرباعيات، والغريب في الأمر أن (قهوتنا) فكرته اكتملت في دقيقة، ونجاحه اكتمل بـ”نضال” و”البشرى” و”سنادة”، وأصدقاء البرنامج في (الفيس بوك) والمشاهدين.

{ ألم ينتابك الخوف بالفشل من تضارب وقت البرنامج مع (أغاني وأغاني)؟

–        قصدت أن يكون بث (قهوتنا) في هذا الوقت تحديداً بعد الإفطار وأردت أن اتحدى الخوف والفشل في آن واحد.

{ عندما ننظرلك بعين الإعاقة نجد أنك فعلت ما عجز عنه الاخرون؟

–        ربما لأستاذي بالجامعة الفضل الكبير في نجاحي عندما رفع سبابته وقال لي إنت عاوز تنجح؟ عندها رددت في أعماق نفسي تلك المقوله التي قالتها لي مدام “فيكي” بالانجليزية (أحسن الظن بالسماء)، فاحسنت الظن بالله ووفقني والحمد لله أثبت أن المعاق يمكنه أن يفعل أي شيء.

{ وماذا ستخرج لنا من برامج في (رمضان) هذا العام؟

–        نحن نخطط لبرنامج (البنبر) الذي سيقلب موازين البرامج الاجتماعية، وهو من تقديم أستاذة علم النفس “عفاف إبراهيم” التي استطاعت بخبرتها أن تدير حلقات البرنامج بطريقة احترافية رغم إطلالتها الأولى عبر الشاشة، وغير ذلك أن (شركة اكسبريس ميديا) وفرت كل الإمكانيات والجو المناسب لنجاح البرنامج، هذا بالإضافة لبرنامج (راجل ومرأة) الذي سيقلب المعدول ويعدل المقلوب.

{ وأخير.. ماذا تود أن تقول؟

–        أن لا يحكم الناس بشكل المذيعة ولون بشرتها، فالمذيعة العالمية “أوبرا وليفيري” سمراء ولكن لا أحد يفوقها ثقافة.

قد يعجبك أيضا
3 تعليقات
  1. noha يقول

    ماشاء الله ربنا يحفظ لينا مستر معاويه استاذي وملاذي سيد الرجال انت

  2. علياء يقول

    بندعو ليك بظاهر الغيب ربنا يقويك يامستر
    مليووووووووون لايك

  3. ميسرة صلاح يقول

    معلمنا القدير و الإنسان الجميل حقيقة الأستاذ معاوية قمر الشريف له التحية و هو يجتهد لإسعاد المشاهد السوداني و الوصول إلى قلوب المشاهدين بكل أريحية و بساطة و وعي و مهنية .. نتمنى لك دوام النجاح و التوفيق .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد