صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

يصنّعون الوهم بالاطنان.. ويوزعونه بالمجان..!!

24

كــــرات عكســـــية
محــمد كامــل سعــيد
Mohammed.kamil84@yahoo.com
يصنّعون الوهم بالاطنان.. ويوزعونه بالمجان..!!

* تابعت جزء من ذلك العبط والهبل الذي انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي قبل ايام من جانب بعض المهاويس عقب فوز الهلال على بلاتينيوم في زيمبابوي بهدف بالجولة الخامسة لدوري ابطال افريقيا، ولم اتعجب من اسلوب الحقد والكراهية الذي جعل البعض يؤكدون ان ممثل السودان (أشترى النتيجة والنقاط الثلاث)..!!
* لقد ظهرت الكراهية في اقبح صورها، وبشكل لا علاقة له بالهدف الاساسي الذي من اجله اخترعت الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص، وكان المؤسف حقاً ان تلك الهيافات انتقلت بلا حياء، في اليوم التالي لمقابلة الهلال وبلاتنيوم، من صفحات وسائل التواصل الى اعمدة الرأي في عدد من الاصدارات.. تصوروا..!!
* الحقيقة ان التنافس والسباق على تأكيد الافضلية بين المريخ والهلال بدأ منذ تأسيس الناديين قبل اكثر من (90) عاماً، ولم يخرج عن اطار الخلق القويم، والسباق الشريف الاّ في السنوات الاخيرة والتي شهدت ولوج عدد من الدخلاء الى ساحة الاعلام فبدأوا بلا حياء او خجل في المتاجرة باسم الفريقين ووضعهما القيادي والريادي..
* انحرف التعامل بين جماهير الناديين، تحديداً في آخر عقدين، بعد ما صارت الكراهية هي عنوان التعامل الأوحد، والحقد هو القاسم المشترك الأعظم بين عشاق الفريقين.. وكان من الطبيعي ان تتحول المطاردات واساليب المكاواة من النطاق المحلي لتشمل مقابلات الندين التي يخوضانها على المستوى الخارجي..
* كنا وحتى وقت قريب نتابع نجوم المريخ وعدد مقدر من جماهيره وهم يتوجهون الى تمرين الهلال الاخير الذي يسبق اي مباراة افريقية او عربية بساعات، يحملون ادوات التشجيع والفواكه والمياه والعصائر ويقدمونها هدية لرصفائهم في الفريق الاخر..
* وذات الشئ كان يحدث من جانب نجوم ومشجعي الهلال تجاه نظرائهم في المريخ وبنفس التفاصيل الذي ذكرناه.. ويستقبلهم ملعب الاحمر وجماهيره بكل الروح الرياضية والحب لا لشئ سوى لان المباريات الخارجية تختلف عن المقابلات والسباق المحلي..
* اختفت تلك العادات الجميلة بعدما استسلم جل العشاق للحروب الوهمية التي ادمن المرضى اشعالها وتأجيج نيرانها صباح كل يوم جديد، ولا شعورياً اصبح المريخي يتمنى هزيمة الهلال خارجياً، والعكس ايضاً صحيح.. وتناسى الجميع انها كرة قدم، منافسة شريفة، لا مكان فيها للكراهية ولا الحقد وغير ذلك من المسميات الدخيلة..
* نعلم ان هنالك مجموعة من اصحاب الضمير الميت تحولوا الى تجار يديرون الكثير من (مصانع الحقد والكراهية) مستندين على (الوهم) الذي لا مكان له الاّ في عقولهم، ومن بعد ما يملأوا المساحات حولهم بالاطنان مستندين على تلك الاحساسيس الدخيلة، يقومون بتوزيعها على المتابعين البسطاء بالمجان..!!
* صار الاعلام الرياضي في عرفهم الدخيل منقسماً ما بين المريخ والهلال، فالمريخي لا يحق له التحدث عن الهلال الاّ بالنقد الجارح، او الاساءات والتقليل الدائم من وضعه وقيمته، وممارسة السخرية حتى ولو ارتبط الامر بسمعة السودان..
* وبنفس المستوى فان الصحافي الهلالي لا يمكن له ان يتناول اي شأن مريخي الاّ من باب التهكم والسخرية والاستخفاف، والاّ فان على كل من يتجاوز ان يتقبل الهجوم وسيل من الاتهامات بالانتماء للفريق الآخر.. وهكذا للاسف صارت الصورة اكثر سواداً..!!
* تمضي الدول حولنا بقوة ناحية التطور والتربع على عرش بطولات القارة والاقليم في حين نظل نحن في السودان نلف وندور في فلك العصبية، والاساءات، والسخرية، والتقليل من قيمة الآخر دون ادنى نظرة لقافلتنا التي تسير للخلف بسرعة الصاروخ..!!
* ثقتنا بلا حدود في شعب السودان الذي يعرف هوية التجار الذين ساهموا في ترجعنا وتواضعنا، وقاموا باشعال نيران التعصب بين محبي الساحرة المستديرة، في ظل غياب تام للضمير والاخلاق، ودون اي تفكير اللهم الاّ في الطريقة التي تدعم مصالحهم..!!
* تخريمة أولى: تصل بعثة الاهلي الى الخرطوم مساء اليوم، وينتظر ان يؤدي الفريق تدريبين قبل المقابلة الحاسمة المرتقبة امام الهلال السبت، ولعل صعوبة المباراة تبدأ من كون ان الفريق الضيف سيعمل لاجل خطف شارة العبور من اصحاب الارض.. وهنا فعلى الجمهور ونجوم الازرق التعامل بكل الحذر، والاستعداد لاي نوع مع الاساليب (اياها) المتمثلة في اهدار الزمن، الاستفزاز، والتمثيل على الحكم. فحذاري ثم حذاري..!
* تخريمة ثانية: قرأت خبراً مفاده انتقال المدرب التونسي السابق للمريخ يامن الزلفاني من تدريب ظفار العماني الى شبيبة القبائل الجزائري.. واذا صح ذلك فاننا سنكون على موعد مع عودة بكري المدينة الى الخرطوم وبذات الطريقة السابقة التي وصل بها من بغداد العراقية.. لا لشئ سوى لان الكواي لا يعرف غير التعامل بالسياسة التي تعود عليها في المريخ من جانب الدخلاء.. فهو هنا عندما يخطئ كان يجد من يسانده ويطالب بالعفو عنه.. لكن هناك لا يوجد (طبال ولا صفاقة)..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.
* حاجة أخيرة: قبل التعليق على تصريحات (ميدو) الخاصة برغبته في الاحتراف بفرنسا خلينا نسألك (انت مصاب والا شفيت يا كابتن)..؟!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد