صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺃﻧﺖ ﻧﻤﻮﺫﺟﻲ ﺍﻟﻄﻴﺐ

31

افياء

ﺍﻳﻤﻦ ﻛﺒﻮﺵ
ﺃﻧﺖ ﻧﻤﻮﺫﺟﻲ ﺍﻟﻄﻴﺐ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﺍﻹﺫﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻸﺕ ﺍﻵﻓﺎﻕ، ﻭﺗﻄﺎﻟﻊ ﺻﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻋﻤﻮﻡ، ﻻ ﺗﺤﺲ ﺇﻻ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻻﻧﻘﺒﺎﺽ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻓﻖ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻻﻧﻜﺴﺎﺭﺍﺕ، ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ “ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ..” ﺃﻭ ﺧﺒﺮ ﻳﺘﺼﺪﺭ ﻋﻨﺎﻭﻳﻨﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻴﺮﻓﻊ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻄﻤﺔ ﺑﻮﻗﻮﺩ “ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺎﻕ ﺗﺴﻤﻌﺎ .”
# ﺃﺧﺬﺗﻨﺎ “ ﻧﻮﺓ ” ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﻷﻱ ﺃﺩﺍﺀ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺧﺎﺹ .. ﻭﻗﺎﺩﺗﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﺓ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺍﺭﺝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺰﺍﺟﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ .. ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ، ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﺣﻼﻡ، ﻭﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﺇﻟﻰ ﻛﻮﺍﺑﻴﺲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﺑﺄﻋﻴﻦ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﺍﺟﻔﻴﻦ .
# ﻭﻟﻜﻦ، ﺩﻋﻮﺍ ﻋﻨﻜﻢ ﺍﻟﻜﻮﺍﺑﻴﺲ ﻭﺍﺑﺤﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺛﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ، ﻓﺴﺘﺠﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺑﺨﻴﺮﻩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻛﻄﺒﺎﻉ ﺭﺍﺳﺨﺔ .. ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺘﻌﺜﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﻔﺘﺢ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺑﺎﺏ ﺍﻷﻣﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﻮﺀ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻔﻖ .. ﻣﺸﻮﺍﺭ ﺧﺎﺹ ﺩﻓﻌﻨﻲ ﺩﻓﻌﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻳﻮﺳﻒ، ﺗﻌﻄﻠﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻠﻞ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺧﻤﻴﺲ ﻭﻋﻘﺎﺏ ﺷﻬﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻳﻤﻀﻲ ﻣﺘﺜﺎﻗﻼً ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺨﻮﺍﺗﻴﻢ، ﺍﺣﺘﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﻏﺎﺩﺭ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺃﻥ ﺃﺗﺮﻙ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺎﺭﺓ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻳﺸﺒﻪ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ، ﻏﺎﺏ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻲ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻓﻲ ﺛﻮﺍﻥ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻹﺿﺎﺀﺓ ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﻨﺒﺾ ﻟﻴﻮﻗﻆ ﺗﻜﻠﺲ ﺍﻟﻤﻔﺎﺻﻞ، ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻳﺪﻱ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﻢ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺑﺎﻻﻧﺼﺮﺍﻑ .. ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﺩﺱ ﻟﻪ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﻳﻌﻴﻨﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : “ ﻳﺎ ﺃﺧﻮﻱ ﺍﺳﺘﻬﺪﻯ ﺑﺎﻟﻠﻪ .. ﺃﻧﺎ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺣﺎﺟﺔ .. ﺍﺭﻛﺐ ﻋﺮﺑﻴﺘﻚ ﻭﺍﻣﺸﻲ .. ﻫﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻃﺎﺭﺕ ..” ﺃﻗﺴﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻛﺎﺩ “ ﺃﻥ ﻳﺤﻠﻒ ﻃﻼﻗﺎ ” ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﺨﺺ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻪ .. ﻭﻟﻜﻦ .. ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻲ ﻗﺒﺴﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻨﺎ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻷﺳﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻘﺎﺑﻼً .. ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻞ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ .
# ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﺼﻒ ﺍﻟﺮﻭﺗﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻟﻼﺑﺘﻌﺎﺩ ﺑﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ “ ﻛﻔﺔ ﺑﻨﻄﻠﻮﻥ ﺣﻤﺪﻭﻙ ” ﻭ ” ﻃﺮﺣﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺮﻭﺑﻲ ” ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻠﻤﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻳﻮﻡ ﺃﻣﺲ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺑﺪﻭﺍﻡ ﻛﺎﻣﻞ .. ﺃﺑﺮﺯ ﻋﻼﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺴﻤﺮ ﺍﻟﻄﻴﺒﻮﻥ، ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ .. ﺷﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻖ ﻭﺍﻟﻨﺪﻯ ﺗﺮﻛﻮﺍ “ ﺗﻌﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ” ﻭ ” ﻟﻤﺔ ﺍﻟﻠﻴﺪﻭ ﻭﺍﻟﺠﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺠﺒﻨﺎﺕ ” ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﻟﻴﺒﺬﻟﻮﺍ ﺯﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ، ﻳﻔﺘﺤﻮﻥ ﻏﻄﺎﺀ ” ﺍﻟﺘﻨﻚ ” ﻭﻳﻤﺴﻜﻮﻥ ﺏ ” ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ” ﺛﻢ ﻳﻬﻤﺴﻮﻥ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﻧﺎﺩﺭ : “ ﻳﺎ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﺪﻧﺎ ﺍﻧﻮ ﻧﻜﺐ ﺃﻗﺼﻰ ﺣﺪ ﺑـ 120 ﺟﻨﻴﻪ ..” ﻓﻼ ﺗﺠﺪ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻐﺮﻕ ﻓﻲ ﺷﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺳﺮﻙ : “ ﻛﻌﺐ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﻲ ..” ﺛﻢ ﺗﻨﺼﺮﻑ ﻭﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺑﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺣﻠﻢ، ﺭﺑﻤﺎ، ﻋﺎﺩ ﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد