صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ

59

ﻟﻠﻌﻄﺮ ﺍﻓﺘﻀﺎﺡ
ﺩ . ﻣﺰﻣﻞ ﺍﺑﻮﺍﻟﻘﺎﺳﻢ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ

* ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺭﺃﻯ ﻛﻤﻦ ﺳﻤﻊ، ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻭﻗﺮﺃﻧﺎ ﺷﻜﺎﻭﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺘﺨﻴﻞ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺃ ﻛﻮﺍﺑﻴﺴﻨﺎ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻷﺳﻔﻠﺖ ﻋﻦ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻨﻪ، ﻭﺍﻣﺘﻼﺋﻪ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ ﻭﺍﻟﻤﻄﺒﺎﺕ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻫﻠﻪ ﻟﻨﻴﻞ ﻟﻘﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﻭﺍﻷﻭﻓﺮ ﺧﻄﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺟﻤﻊ .
* ﻳُﻌﺪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺍﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻷﻧﻪ ﻳﻨﻘﻞ ﻏﺎﻟﺐ ﺻﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ، ﻭﻳﺘﻢ ﻋﺒﺮﻩ ﻧﻘﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ .. ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎً ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﺇﻫﻤﺎﻝٍ ﻣﺮﻳﻊ، ﻟﻴﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﺛﺮٍ ﺑﻌﺪ ﻋﻴﻦ، ﺑﺮﻏﻢ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﺑﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ .
* ﺳﻠﻜﺘﻪ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ، ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻣﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻳﻮﻡ، ﻭﺃﺗﺖ ﺳﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ﺯﺍﺧﺮﺓً ﺑﻮﻋﺜﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﻛﺂﺑﺔ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ .
* ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ ﻣﻔﻘﻮﺩ، ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻨﻪ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺳﻠﻜﻪ ﻓﻲ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﺃﻣﺎ ﻋﺒﻮﺭﻩ ﻟﻴﻼً ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺋﻖ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﺳﺎﺣﺮ ﻛﻲ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮﻩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ .
* ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﺑﻬﻴﺎ ﻳﻤﺮ ﺑﺠﺒﺎﻝ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻳﺠﺘﺎﺯ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ ﺍﻟﻮﻋﺮﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﻫﻖ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺨﻠﻮ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺃﻱ ﺣﻮﺍﺟﺰ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺷﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻖ، ﺑﺮﻏﻢ ﺍﻣﺘﻼﺋﻪ ﺑﺎﻟﻤﻄﺒﺎﺕ، ﻋﻼﻭﺓً ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻳﺔ ﻓﻴﻪ .
* ﻣﻦ ﻳﻤﺮ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﻴﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺷﺎﺣﻨﺎﺕ ﻣﺤﺘﺮﻗﺔ ﻭﻣﺤﻄﻤﺔ، ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﻫﻮﺓٍ ﻋﻤﻴﻘﺔ، ﻟﺘﻮﺩﻱ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﻴﻬﺎ .
* ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﻫﻴﺎ ﺑﻌﻄﺒﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﺪ ﺣﻮﺍﻟﻲ ‏( 250 ‏) ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍً ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﺳﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﻔﻠﺖ ﺃﺻﻼً، ﻷﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺻﻮﻑ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻬﺪﻡ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﺳﻔﻠﺖ ﻭﺗﻼﺷﻰ، ﻭﺗﻨﻮﻋﺖ ﺃﺧﺎﺩﻳﺪﻩ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ، ﻭﺣﻔﺮﻩ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻠﻒ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﺃﻋﻄﺎﻻً ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺗﻠﻔﺎً ﻓﻲ ﺍﻹﻃﺎﺭﺍﺕ، ﻭﻫﺪﺭﺍً ﻟﻠﻮﻗﺖ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮﺍً ﺩﺍﻫﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﺎﺋﻘﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺭﻛﺎﺏ ﺍﻟﺒﺼﺎﺕ ﺍﻟﺴﻔﺮﻳﺔ، ﻭﻋﺪﺩﻫﻢ ﺑﺎﻵﻻﻑ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .
* ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻱ ﺁﺛﺎﺭ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻳﺨﻠﻮ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻷﻣﻨﻲ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﺤﻄﺎﺗﻪ ﺗﺸﻬﺪ ﻧﺸﺎﻃﺎً ﺿﺨﻤﺎً ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ .
* ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﻴﻞ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﺑﺎﻟﺠﺎﺯﻭﻟﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﻨﺰﻳﻦ، ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﺗﺒﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻸ، ﻟﻴﺘﻢ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺷﺎﺣﻨﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻦ ﺍﻷﻫﻠﻲ، ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻬﺮﻳﺐ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ، ﺑﻐﻴﺮ ﺧﻮﻑٍ ﻣﻦ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ .
* ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎﻩ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻄﺎﻟﺐ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺑﺸﻄﺐ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻭﻣﺴﺎﻓﺘﻪ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺻﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺑﺮﻏﻢ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮﻩ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺮﺻﻮﻓﺎً ﻭﻻ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ .
* ﺃﻛﻮﺍﻡ ﺍﻹﻃﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺗﻤﺰﻕ ﺗﻤﺎﻣﺎً، ﻟﻴﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻧﺰﻳﻒ ﻳﻮﻣﻲ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻟﺮﺻﻴﺪ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻼﺕ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻐﻴﺎﺭ ﻭﺍﻹﻃﺎﺭﺍﺕ .
* ﺩﺭﺟﺖ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻗﻴﻊ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻋﺪﺩ ﻣﻄﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﻣﺴﺎﺭﺍﺗﻬﺎ، ﻭﺇﺧﻔﺎﺀ ﺣﻔﺮﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ‏( ﻋﻠﻮﻕ ﺍﻟﺸﺪَّﺓ ‏) ، ﻭﻧﺠﺰﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﻗﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻳﺠﺪﻱ ﻧﻔﻌﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ، ﻷﻧﻪ ﺑﺎﺕ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺻﻒٍ ﺟﺪﻳﺪ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻼﺷﻰ ﺃﺻﻠﻪ ﻭﺗﻤﺰﻗﺖ ﻣﻨﻪ ‏( ﺍﻟﺮُﻗﻊ ‏) .
* ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺑﺘﺎﺗﺎً

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد