صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ملهاة النظام الاساسي

34

زووم

ابوعاقلة اماس

* مسودة النظام الأساسي التي ستطرح على الجمعية العمومية المعلنة للإجازة نالت من الجدل أكثر من كل القضايا التي تخص المريخاب، وقبل أن نخوض في أية تفاصيل نذكركم بأن هذا النظام الأساسي ليس منزلا حتى يكون عصيا على التعديل، وكل الجدل الدائر الآن إنما يتمحور في متحركات يمكن إعادة صياغتها في أي وقت لاحقا.. مع إشارة إلى أن هنالك متطلبات ضرورية لابد من تضمينها، سواء أكان مقدم المشروع هو مجلس الإدارة الحالي أو (حمورابي) نفسه، ورغم أن الجميع يدرك حقيقة أن المقدم الآن ليست نسخة جامدة والتنقبح لا يتوقف بالإجازة في الجمعية العمومية القادمة فقد منح الأمر حقه ومستحقه وتجاوزنا كل المعقول لدرجة أننا قد تناسينا القضايا الأخرى وشغلنا أنفسنا بجدل نرى أن الكثير منه لايفيد المريخ لافي حاضره ولا في مستقبله ولا يعكس قيمة حضارية يمكن أن نعتبرها رصيدا يفيد الممارسة، ونسينا أن هنالك ما يستحق الإهتمام في الوقت الراهن، فضلا عن أسوأ ما أفرزته هذه المرحلة من سلوك سيؤثر بالفعل على مستقبل النادي الإداري والجماهيري، ويكفي الآن أننا عزلنا فريق الكرة تماما وما عادت المدرجات الحمراء بذات الألق الذي كان عليه في الموسم الماضي.
* معظم أهل المريخ كانوا يرفضون دعوتنا للمؤسسية ومنهجة العمل الإداري، وقد ضاقوا ذرعا بإنتقاداتنا وأصبحوا لا يطيقون ما نكتب، وكأننا كنا نرغمهم على خلع الزي البلدي وارتداء البدلة وربط الكرافتة، وعندما دارت الدوائر الآن إكتشفوا مثلا أن المريخ كناد كبير ورائد لايملك قاعدة بيانات يلجأ إليها عندما يكون الناس بحاجة إلى المعلومات، ولا يملك سجلات عضوية محوسبة تحفظ للأعضاء حقوقهم عندما تقترب الجمعيات العمومية ويحتدم الجدل على نحو ما يحدث الآن، ولم نكن بحاجة إلى أن ندخل في هذه الحالة التي نمر بها الآن إذا كانت المجالس السابقة قد رفعت أداء المكتب التنفيذي وعملت على ترقية وترفيع مفهوم العضوية وخصصوا لها أجهزة حاسوب ينظم هذه القوائم والمعلومات الخاصة بكل عضو، ولا يعقل أن المريخ الذي يقترب عمره من القرن، ويناصره الملايين تنحصر عضويته في أقل من ١٠٠٠ عضو، ومع ذلك يشكو البعض وتتعالى الأصوات بأن القوائم المنشورة قد تجاوزتهم..!

* تصدقوا أننا وبعد أكثر من عشر سنوات من إنطلاق ثورة (الحوسبة) وتلك الوعود الجذابة واللافتة نجد أنفسنا نعتمد على الإيصالات والقوائم الورقية والكتابة اليدوية في تسجيل بيانات العضوية، وأنه يتعين على العضو أن يحتفظ بإيصالاته الورقية وإلا فسوف يفقد حقه كعضو جمعية عمومية فاعل… ما هذا بالله عليكم؟.. وفي أي عصر من العصور نحن؟
* لم نكن بحاجة إلى كل هذا العراك المخزي الآن ليعكس لنا مدى عراقة هذا النادي الكبير، إذا تعاملنا مع الأمور بفقه تثبيت وتوطين قيم العمل الإداري وحرصنا على منهجة هذا العمل وفق متطلبات العصر الحديث.
* النظام الأساسي القديم والمطروح الآن للإجازة وكل اللوائح القديمة والتي ستصدر لاحقا كانت وستظل شيئا من أشياء الزينة، ولن تسهم بالقدر المطلوب في ترقية سلوك بعض الأفراد المنتمين لهذا الكيان، فالطبع يغلب التطبع وينبغي علينا أن نبدأ التغيير بأنفسنا أولا حتى نضمن أن النظام الأساسي نفسه سيكون بالفعل دستورا ينظم الحياة والعلاقات في هذا المجتمع المليوني.
* النظام الأساسي لنادي المريخ إستهلك وقته ووقت القضايا الرياضية والإجتماعية الأخرى، بل أصبح وسيلة حرب وقتال بين الفرقاء، وعلى حسب ما سمعت من نقاشات داخل النادي أمس الأول من الندوة التي نظمها قروب الجمهورية وحتى ساعات الصباح الأولى حيث يغادر الناس إلى بيوتهم فإن البعض يبتدر النقاش بهدف أن يختلف مع الآخرين، لذلك.. لم كانت الأجواء تغلي كما تغلي دواخل البعض وتترجمها عبارات تخرج من أفواههم.. وحقيقة أصبح هذا الموضوع ملهاة للمريخاب من قضاياهم الأساسية، فمثل هذه المشروعات تقوم بتنظيم المجتمع وترشد العلاقات وتوجه إلى الطريق الصحيح وما ينبغي أن يكون.. ولكننا إذا واصلنا على هذا المنوال .. واعتاد هؤلاء على هذا النمط من الخلافات فإن هذا النظام الأساسي لن يجد من يحكمه ويطبقه.. فهذه من علامات التفكك الإجتماعي.
* ندوة (الجمهورية) شهدت الكثير من الحقائق التي تضع النقاط على الحروف، ولكن وفي ركن غير بعيد من المسرح كان الجدل يحتدم بين الذين سقطت أسماءهم، وبعضهم جاء ليكيل السباب، والبعض الآخر سأل وعرف أن القوانين هي التي أبعدته، وصاحب هذه الأسطر لم يجد إسمه لا في السابقين ولا ضمن اللاحقين، رغم أنني واثق تماما أنها بطاقة عضوية نادي المريخ وليست بطاقة تموينية.. ومع ذلك إكتفيت بالفرجة والظن الحسن، ولم أوزع الإتهامات على الناس بالإستهداف..!

حواشي
* قطاع الشباب بنادي المريخ من بؤر الضوء والتفاؤل هذه الأيام… عمل منظم ومجهود كبير مبذول من رفاق جعفر سنادة.. أتمنى أن يجد المساندة من كافة أنصار المريخ ومريديه.
* مجموعة متطوعين إرتبطوا بالنادي فقط وأخلصوا له مقدمين الغالي والنفيس من أجل غد أجمل.. بينما يتولى البعض عملية إطفاء الشموع بالتشويش على الفريق الأول كالمعتاد.
* بالمناسبة.. قطاع الشباب تسلم مجموعة معدات فاخرة إستعدادا لموسمهم التنافسي الذي ينطلق بالجمعة أمام شباب الغماراب.. أطقم مباريات أنيقة تليق بمكانة المريخ وتضفي الهيبة والفخار على من يرتديه.. وكل ذلك بعيدا عن مجلس الإدارة كأبلغ رسالة لمن يعتقدون أن خدمة النادي تنحصر فقط في مجالس الإدارات.
* جلست في مكان قصي ومعزول أراقب الأوضاع داخل نادي المريخ، وأحاول قراءة خارطة الخلافات والموضوعات التي يناقشها البعض بتلك اللغة المبتذلة والعبارات العاجزة.. بعضهم سقط إسمهم من كشوفات العضوية فشتموا مجلس الإدارة ووزعوا الإتهامات على لجنة العضوية، برغم أن مسوغات الإقصاء كانت قانونية في بعض الحالات.
* حاولت قراءة كشوفات العضوية أكثر من عشر مرات، بحثا عن أسماء رموز وقيادات إدارية لها مكانتها في مجتمع المريخ فلم أجد ٦٠٪ من الذين أعرفهم.
* الأسماء التي نشرها عصام الحاج عثمان من قبل على أساس أنها قائمة مجلس الشرف لقاء مبالغ لا تقل عن (٢٠) مليونا بالقديم، لم أجدها في قائمة العضوية.. وهذا ظلم جبار.. إذ لايعقل أيها السادة أن يدعم أحدهم مسيرة النادي بعشرين أو خمسين مليونا ويحرم من شرف العضوية، بينما يدفع آخر ثلاثون ألفا ليضع كرسيه داخل الجمعية العمومية ليرشح ويسني ويطعن ويقرر..!
* لأي شرف كان هذا المجلس؟.. وكيف ننصف هؤلاء؟
* أنور حمد دياب مثلا، من أقطاب المريخ المميزين، ظل يساهم في عمليات صيانة الملعب والإسناد بإستمرار، كما حافظ على إسمه في صدارة الداعمين لفريق الشباب وهو من أسباب إستقرارهم مع آخرين… ومع ذلك.. سدد رسوم عضويته وسقط إسمه..!
* أحد أعضاء مجلس الشرف سألني: نريد أن نعرف المشروعات التي أنجزت بأموالنا… فقلت له أن السؤال محول لعراب الفكرة.
* من الحقائق المؤلمة أن نادي المريخ يملك ملعبا رديفا على مقربة من إستاده، وكانت أعمال تأهيله قد بدأت بالفعل قبل سنوات، ولكنها توقفت.. والآن ينفق المسؤولين عن الفريق الأول والشباب عشرات الملايين لإيجار الملاعب للتدريبات..!
* كنا نكتب عن ضرورة الإلتزام بالمؤسسية ومنهجة العمل الإداري بالنادي حتى ضاقوا بنا ذرعا وأصبحوا لا يطيقون ما نكتب.. والآن، وبعد عشرات السنين جاءوا ليتحدثوا عن أسباب سقوط العضوية وبعثرة الأسماء.. !
* هل كنتم تعتقدون أننا مطالبكم بخلع الجلباب البلدي وارتداء البدلة والكرافتة..!
* حقيقة أخرى مؤلمة.. نادي المريخ لا يملك قاعدة بيانات يلجأ إليها الأعضاء لحفظ حقوقهم في العضوية، وما زالت اللجان تعتمد على العمل الورقي والدفاتر المغبرة لتسجيل العضوية.. قديمها وجديدها.. وهذه الحقيقة تجيء بعد أكثر من عشر سنوات من ثورة (الحوسبة) التي كانت قد انتظمت النادي..!
* حقيقة أخرى مؤلمة: مجلس الشورى وبنسبة لا تقل عن ٨٠٪ من عضويته لن تدخل الجمعية العمومية..!
* حقيقة أخرى أكثر إيلاما: ما لا يقل عن ٥٠٠ من مشجعي المريخ وأقطابه مستعدون لدفع مليون جنيه لمشاهدة مباراة واحدة من المقصورة، بينما يكفي نفس المبلغ لضمان عضويته لثماني سنوات.. أو ما يعادل ١٠٠ شهر..!
* ود الأمين.. عضو يافع بنادي المريخ جدد عضويته حتى ٢٠٤٠..!
* هذه النقاط تؤكد أن أغلبية أنصار هذا النادي يفهمون مسألة العضوية بالوضع الخاطيء وهم بحاجة إلى التصحيح.. حتى يساهموا بالفعل في مسيرة النادي ولا يضطروا للحديث عن قضايا النادي المهمة بلغة (مفروض كان)..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد