صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ركشة الأمي.. ومجلس المريخ..!

62

زووم

ابوعاقلة اماسا

* في حارتنا رجل جميل بجمال هذا الوطن الفسيح, كان من ضباط صف القوات المسلحة وتقاعد من سنوات واشترى بمعاشه (ركشة) يعمل بها داخل الحارة والمشاوير القريبة داخل الإسكان.. ولا يغامر بدخول الحارات القديمة المكتظة بالمركبات والمارة في مدينة الثورة.

* محمداني الشهير بالأمي تعود جذوره إلى منطقة الطويشة بدارفور.. وبطبيعته رجل نقي على سجيته وطيب وعلى قدر حاله, اكتسب شهرة محلية لأنه متعاون ساعد سكان المنطقة على مقاومة القهر والحزن الذي يصيب الإنسان عندما يتلقى خبر نفاد أنبوبة الغازمثلًا, فهو ملم بآخر التفاصيل عن هذه السلعة, لذلك يكون على استعداد لإحضار الأنبوبة البديلة في زمن وجيز.

* أحيانًا أكون مضطرًا للاتصال به ليقلني إلى المشاوير القريبة, وأحيانًا إلى سوق صابرين.. ولكن عليك بطولة البال لأنه يقود الركشة بسرعة مائة متر في الساعة,  ولا يدخل شارع الزلط إلا بعد انقطاع حركة السيارات تمامًا.. وينتظر فترة طويلة ليعود في الاتجاه المعاكس.

* الأمي يحب أن يحكي ذكرياته بالتفصيل الممل, وتكون مجبراً على سماع قصة تجنيده بالقوات المسلحة والعمليات التي شارك فيها والترقيات حتى لحظة تقاعده رقيبًا.. ومع كل تلك الذكريات تكون قد قطعت نصف المشوار فقط.. وعندما يرى شاحنة في الطريق المعاكس لا يبطئ السرعة فقط وإنما يتوقف ريثما تمر الشاحنة.. وإذا كنت في عجلة من الأمر فالأفضل أن تمشي على الأقدام لأنك قد تقضي نصف يومك على هذه الدابة العجيبة, فالركشة بدون خطرات أو أي نوع من الإضاءة لأنه لا يحتاج إليها خاصة أنه (يقرش) قبل مغيب الشمس وحلول الظلام..!

* لا أعرف لماذا أتذكر مجلس المريخ عندما أمتطي ركشة صديقي الأمي.. فهم من البطء والغموض بالمستوى الذي يذكرك دابة محمداني, وأحيانًا يعتريني إحساس قوى بأنني سأتأخر وربما لا أصل إلى هدفي إذا كان الحديث عن لغة الإنجاز.. وقد ينتهي اليوم وأنا أستمع إلى قصة وتاريخ ونشأة نادي المريخ مع مرارة الواقع وتعمد الكثيرون للهروب منه.. فهم بطيئون للدرجة التي لا تشعر فيها بتقدم.. وغامضون بحيث أنك تتذكر السيارة التي كان يمتطيها حكام التركية السابقة, أو تلك السيارة القديمة والصدئة التي تقبع في إحدى دهاليز بيت الخليفة عبدالله التعايشي.

* مجلس المريخ لم تنضجه كل التجارب المريرة التي مر بها, وأشك في أنه يرى جيدًا المخاطر التي تحدق به وبالنادي.. ولولا الظهور المكثف للأخ علي أسد في وسائل الإعلام لما فهمنا شيئًا فالإخوة الأعضاء لا يظهرون كثيرًا وغالبيتهم لا يرى ولا يسمع ولا يتحدث.. والساحة تعج بالأخبار المفبركة ولا أحد منهم يصحح لأنهم في الغالب غير مطلعين.. ولو ذهبت بنفسك لتناقشهم في موضوع مهم عليك أن تضع (فحمة) في جيبك لتكتب بها على الجدران: حضرنا ولم نجدكم..!

* هذا الكلام والتشبيه ينطبق على كل من عمل في هذا المجلس منذ انتخابه وحتى تطعيمه بالتعيين والاستقالات وما قبلها وبعدها.. ولما كانت السرعىة هي لغة العصر.. والعنصر الأهم للإنجاز فقد تسربت الكثير من الأمور من تحت عجلات دابة المجلس وضاع وقت ثمين وما زال المريخ يعاني وبالكاد يتنفس تحت الماء.. والأهم مما ورد أنه ثمة مفاجآت في تلك الأحداث والمطبات التي تعرض لها وكل شيء كان متوقعاً.. غير أنهم لم يستذكروا جيداً وتعاملوا مع بعض القضايا بنوع من التعالي والاستصغار فارتد عليهم بطؤهم بعدم قبول عنهم وهجوم عنيف من القاعدة.

* قيادة سوداكال لم تكن رشيدة أبدًا, وكأن الأقدار قد عاقبت أهل المريخ لأنهم عادة ما يلخصون كل المؤهلات والمواصفات المطلوبة في (ماذا يملك؟) وليس ماذا يفهم وكيف يبدو في نمط حياته ومصداقيته وجديته وقدرته على اتخاذ القرار..!

* لكي أقرب وجهة نظري ويستطيع البعض هضمها أذكركم بأن سوداكال كان قد اشترى صحيفة وهج الصفوة.. والنادي يملك صحيفة من أعرق الصحف الرياضية في البلاد ومع ذلك فشل في أن تكون لديهم منابر يوصلون بها رسائلهم.. ويهدرون الوقت في التعليق على ما كتب زيد أو عبيد.. ويستنكرون عندما تخلو الصحف عن أخبارهم الإيجابية.. وفي هذا الجانب قصور يثير العجب..!

حواشي

* في زمن السرعة والأرقام القياسية يكون الإنسان بحاجة إلى كل جزء من الثانية.. وأحيانًا يدفع أموالًا طائلة لكسب المزيد من الوقت..!

* البطء في الرياضة عيب كبير.. وفي المريخ خسر النادي المليارات بسببه.

* في كرة القدم يظل النقاد يركزون على البطء ويتجاهلون الكثير من المهارات.. وقد يخسر فريق من المواهب والمهارات نتائج مبارياته  بسبب هذا البطء.. أو يكون الخصم متواضع القدرات ولكنه يمتاز بالسرعة.

* إستاد الخرطوم أسوأ مكان ممكن أن تشاهد فيه مباراة كرة قدم.. فأرضيته التي توصف عادة بالصلبة انتهى عمر نجيله الصناعي منذ سنوات وأصبح اللعب عليه نوعًا من العقاب للفرق التي تجد أنها تدفع الثمن عبر إصابة خيرة النجوم.

* مقاعد متهتكة لا تساعد الجالس على الرؤية والراحة.. ومرافق متواضعة ومهملة.

* أكتب ذلك لأنني من رواد دوري الدرجة الأولى وأحيانًا أرتاد شيخ الإستادات أربع مرات في الأسبوع على الأقل.

* اقتربت التسجيلات وبدأت النشرات اليومية على السوشال ميديا والصحف الورقية تطالعنا بالأخبار المملة عن مفاوضة الهلال للاعب الفلاني.. وعرض المريخ للاعب العلاني والفبركة التي تفوح روائحها الكريهة.

* حتى الآن قرأت أخبارًا عن مفاوضات المريخ والهلال لأكثر من ٤٠ لاعبًا.. وفي قائمة الفريقين لاعبين وقعوا في التسجيلات الأخيرة ولم يشاركوا بعد.. بينما يجزم آخرون بأن الساحة خالية من المواهب.. كيف ذلك بالله عليكم؟

* مجلس المريخ ضعيف حتى في الدفاع عن نفسه.. وبطيء في اتخاذ القرارات والتعاطي مع قضايا النادي وكأنما الزمن ملك يديه.

* أربعة أشهر فقط  تبقت من عمر هذا المجلس نتمنى أن يرفع إيقاعه قليلًا ويحاول استثمار الزمن في إنجاز نذكرهم به..!

* بمناسبة الأربعة أشهر المتبقية من عمر مجلس المريخ.. أتعجب عندما أجد بعضهم يكيل السباب ويملأ فمه بالشتائم وهو ليس عضوًا في الجمعية العمومية.. هؤلاء لا يملكون نفعًا وأقل عضو مجلس إدارة أفضل منهم..!

* سيغادر المجلس الحالي نادي المريخ.. ولن نرى بعض عضويته بشارع العرضة بعد الانتخابات القادمة.. ولكن ستمر السنوات ونحن في ذات المواقف والمشاهد هي ذاتا..!

* الرأي حر.. والخبر مقدس.. ما هو المغزى من هذا الكلام؟.. وماذا يعني على المستوى المهني للإعلاميين؟.. هذا السؤال مهم للغاية تكشف الإجابات عليه أن صحافتنا ما تزال تسبح في برك الانتماءات الضيقة ولا تفرق بين الخبر والرأي..!

* الخبر هو الحقيقة المجردة والمنقولة بصياغة محددة تشبع حاجة المتلقي لمعرفة تفاصيل الحدث.. ونقل الحدث مجرداً هو المقدس بحكم أعراف وضوابط الصحافة ومن ثم يمكن للكاتب أن يعبر عن رأيه تعليقاً على الخبر.. ولكن.. أن تتعمد الصحف تغبيش الحقائق وإيراد ما هو خيالي وغير واقعي في تقديري هو علة العلل التي أصابت الصحافة الرياضية.

* بعض الزملاء يتمترسون خلف رأي متعصب ضد مجالس الإدارات والمريخ أنموذج حي.. وبالتالي يزهدون في نقل الوقائع والأخبار الصحيحة التي تخصه.. وأحياناً ينشطون في الجانب السالب.. وبهذه الطريقة يعكرون صفو العمل في هذا النادي ويخيفون كل من كان يريد دخول مجال العمل الإداري وتقديم خدماته عبر مجلس إدارة النادي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد