صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

254

صَابِنّها
محمد عبد الماجد

الطاهر يونس الزعيم رقم صفر

أنا دائماً استعمل الكلمات كمُضادات للجروح عندما يقهرني النزيف .. في بعض الروايات والقصص والأشعار.. ملاذ ومتكأ وقهوة.. نُواجه صعاب الحياة ومطباتها بهذه الكلمات، أجد في قصائد الفيتوري مخرجاً من الأزمة.. وتلخيصاً للحكاية كلها:
وبعض عمرك لم تعشه
ولم تمته
وما لم تقله
وما لا يقال
وبعض حقائق عصرك
أنّك عصر من الكلمات
وأنّك مستغرقٌ في الخيال
إنّها جدلية (فيتورية)، تكاد أن تجعلنا في حلقة مفرغة.. (بعض عمرك لم تعشه ولم تمته)، هذا حالنا، ولكن نثق من أنّنا سوف نخرج أقوى.
عندما تجمّل أحزانك، تغدو أجمل من الأفراح. نحن لا نملك أقدارنا، ولكن نملك آمالنا.. أحلامك هي شئٌ يخصّك وحدك، لا أحدٌ يمكنه أن يُصادر أحلامك.. والأحلام الصادقة تتحقّق.
دعكم من كل هذا ـ دعونا ندخل إلى جدل آخر.
فترت من الكلام الكتير!!
في مفهومنا (الشعبي)، إنّنا عندما نشيد بشخص مُعيّن، فإنّنا نقصد بذلك التقليل من شخص آخر يشغل نفس مركزه أو تجمع بينهما منافسة.
لهذا أوضِّح بدءاً حتى لا تتشابه عليكم الأشياء، وتُفسِّروا الأمر على هواكم، إنّ الإشادة والحديث عن الطاهر يونس لا يعني التقليل بأية حال من الأحوال من محمد إبراهيم العليقي نائب رئيس الهلال، الذي لا ينكر دوره وبصمته في الهلال إلّا مكابرٌ.
بدءاً ـ دي ما بتلقوها في حِتة تانية ولا تفتِّشوا ليها.
العليقي هو مستقبل الهلال (الإداري)، بل هو حاضره المُشرق الآن.
كما أنّنا لا نقصد بالحديث عن الطاهر يونس، أن نطعن في الفاضل التوم مساعد رئيس الهلال، الذي اعتبره من أنضج وأوعى الشخصيات الإدارية في السنوات الأخيرة، وهو نموذجٌ للإداري الذي يُمكن أن تفتخر به وتتشرّف، وكثيراً ما أقول إنّنا نكبر في الفاضل صمته وابتعاده عن الساحة اختيارياً، والمقصود بالابتعاد هو عدم تدخُّل الفاضل في ملفات العليقي، والزهد في الظهور الإعلامي، ليترك الفرصة كاملةً للعليقي، ولا شك أنّ أيِّ نجاح يُحقِّقه العليقي أو الفاضل، في النهاية محسوبٌ للهلال. والأكيد أنّ للفاضل مساهمات وأدواراً كبيرة يقوم بها في مجلس الهلال، دون أن يتعارض مع العليقي كما تعارض من قبل مع الطاهر يونس، ولم يتضرّر من ذلك إلّا الهلال.
أحياناً يحتم موقعك أن تخدم الكيان أو النادي بالكلام والحِراك والعمل، والظهور الإعلامي المكثف، وأحياناً أخرى تقدم نفس الخدمة بالصمت والهدوء والابتعاد عن الأضواء، وأعتقد أن استقرار الهلال، يلعب الفاضل التوم فيه دوراً كبيراً.
وكما يحتاج الهلال لنشاط العليقي وظهوره، يحتاج الهلال في نفس الوقت لهدوء الفاضل وحكمته.. أحياناً المنصة لا تحتمل غير شخص واحد، وهذا لا يعني أن نجهل دور الآخرين إذا كانوا بعيدين عن المنصة.
يجب أن يدعم كل أعضاء مجلس الهلال، بما في ذلك رئيس النادي، سياسة العليقي في هذا الوقت، وهو يمتلك الفكر والرؤية، ونجاحه هو نجاحٌ لمجلس الهلال وقبل العليقي، النجاح ـ محسوبٌ لهشام السوباط رئيس النادي الذي يرد له أي نجاح يحدث في الهلال، وللتأكيد على ذلك نقول إنّ نجاح عضو مجلس الإدارة هو نجاحٌ للرئيس، ونجاح المدرب هو نجاحٌ للرئيس، ونجاح اللاعب هو نجاحٌ للرئيس، بل إنّ نجاح المُشجِّع في المنظومة هو نجاحٌ أيضاً للرئيس.
شفتوا الكلام دا كيف؟
الكلام دا ما بتلقوه في حِتة تانية.
أردت أن أثبت فضل الفاضل التوم، وفضل العليقي قبل أن أتحدّث عن فضل الطاهر يونس.
كنت قريباً من الأحداث، وقد ساعدنا ذلك في أن يكون لنا شرف أول حوار صحفي لهشام السوباط بعد أن أصبح رئيساً للهلال بفضل ترتيبات الأستاذ بابكر مختار للحوار.
ولهذا أشهد أن الطاهر يونس كان له دورٌ كبيرٌ إلى جانب الأستاذ الرشيد علي عمر في إقناع هشام السوباط ليكون رئيساً للهلال، ويجب أن نقول هنا ونحن نحفظ للجميع حقهم إنّ أوّل من بشّر بالسوباط هو الرشيد علي عمر.
الناس يجب أن لا تجهل دور الرشيد علي عمر الذي كان له دورٌ في ظهور صلاح إدريس، وفي ظهور الكاردينال، وفي ظهور السوباط، وتأثير الرشيد لم يكن على الإدارات فقط، بل كان على الجماهير أيضاً.. هذا أمرٌ يجب أن يُحفظ للرشيد علي عمر.
لعب الطاهر يونس دوراً كبيراً في اختيار أعضاء مجلس إدارة الهلال المُعيّن، واستطاع الطاهر إلى جانب إقناعه للسوباط ليكون رئيساً للهلال أن يقنع الدكتور كمال شداد ليختار مجلساً مُعيّناً، واصل معظم أعضائه بعد الانتخاب ليخرجوا الهلال من الكثير من الأزمات، حيث أُجيز النظام الأساسي للهلال وانتخبت الجمعية العمومية للهلال مجلساً منتخباً بعد تعقيدات قانونية كبيرة.
كما استطاع المجلس المُنتخب بعد ذلك أن يعيد شعار الهلال الذي كان مفقوداً لسنوات طوال. وحل المجلس الكثير من الأزمات مع الفيفا بسبب حقوق اللاعبين.
الطاهر يونس لعب دوراً كبيراً في قدوم ذلك المجلس، بما في ذلك المجلس المُنتخب الذي ابتعد عنه الطاهر يونس وفضّل من أجل استقرار الهلال أن لا يرشح نفسه ليتيح الفرصة كاملةً لأعضاء المجلس المُنتخب، بعد أن اختلف مع بعضهم.
بعد رحيل الكاردينال، كان الهلال يعاني فنياً، وعاش الهلال في فترة الكاردينال فراغاً (فنياً) كبيراً بسبب ضعف المواهب والمهارات بين لاعبي الهلال، في الوقت الذي فقدَ فيه الهلال كبار لاعبيه أمثال عمر بخيت ومساوي ومهند الطاهر وبشه وكاريكا وحسين الجريف، الذين شُطب بعضهم واعتزل بعضهم، بل كان منهم من انتقل للمريخ أمثال محمد عبد الرحمن وبكري المدينة أفضل من أنجبتهم الملاعب السودانية في السنوات الأخيرة.
كان هنالك تفريغٌ شاملٌ للهلال في فترة الكاردينال.
هذا لا يجعلنا ننسى نجاحات الكاردينال في جانب المنشآت والبنية التحتية، وفي الاستقرار المادي الذي وفّـره الكاردينال.
جاء مجلس السوباط المُعيّن والهلال يُعاني فنياً، وقد كان الهلال محظوظاً أن يشرف على الملف الفني الطاهر يونس إلى جانب عبد المهيمن الأمين، الذي لعب دوراً كبيراً في تعاقدات الهلال الجديدة بعد أول فترة تسجيلات لمجلس السوباط المُعيّن.
سجّل الهلال بسبب فراغه الفني أكثر من 17 لاعباً، ورغم أنّ هذا العدد كبير ويمكن أن يتسبّب في إحداث هزّة في الهلال، إلّا أنّ الطاهر يونس أصر على هذا العدد، لأنّ الهلال كان فعلاً في حاجة لذلك العدد.
هذه التسجيلات أعادت للهلال من الجزائر محمد عبد الرحمن الغربال، ولو لم يفعل الطاهر يونس غير إعادة الغربال لكفاه ذلك.
لقد كانت المفاوضات شاقّة والوصول للغربال صعباً، لكن الطاهر يونس وأركان حربه نجحوا في آخر اللحظات قبل إغلاق باب القيد بلحظاتٍ، من قيد الغربال في كشوفات الهلال.
وهنا نحفظ السيولة المادية والميزانية المفتوحة التي وفّـرها السوباط للهلال. فقد ظلّ السوباط يفتح خزائنه بلا رياءٍ وبلا خشيةٍ من الفقر.. وبقي السوباط على ذلك حتى والبلاد تمر بهذه الظروف الصَّعبة.
لذلك، نجاح أيِّ عضو هو نجاحٌ في المقام الأول للسوباط.
مفاوضاتٌ شاقة أيضاً، وعملٌ كبيرٌ قام به الطاهر يونس لكسب توقيع والي الدين خضر وياسر مزمل، بعد أن أقنع الطاهر يونس صلاح إدريس بإطلاق سراح اللاعبين وكان إطلاق سراحهما مجرد حلم، بل كان هو المستحيل بعينه.
انظروا إلى ما يقدمه الغربال وبوغبا وياسر مزمل في الهلال واحكموا بعد ذلك على صنيع الطاهر يونس، ولا تنسوا فضله في كل هدف يسجله الغربال أو ياسر مويس، وفي كل تمريرة يمررها بوغبا أو يقطعها.
نجح الطاهر يونس في الحصول على توقيع محور الأرض صلاح عادل والمدافع الطيب عبد الرازق الذي خدم في الهلال في أوقات صعبة، كما تعاقد الهلال مع لاعب الوسط الفنان مجاهد فاروق (كرب)، الذي أبعدته الإصابة عن الهلال وقد كان كرب بروفايلاً مختلفاً حَرمنا من جهوده الرباط الصليبي.
وسجل الهلال من الاهلي عيد مقدم الذي حقق نجاحا كبيرا مع الهلال في الموسم وخرج من الهلال بعد ذلك بسبب وجهة نظر المدرب .. وعيد الان في المنتخب وهو من نجوم الدوري الليبي رغم زحمته بالنجوم.
وقتها، تعرّض الطاهر يونس لانتقادات قاسية على تسجيل ستة لاعبين من الأهلي شندي، دفعة واحدة ، ولم يسلم عبد المهيمن الأمين من الانتقادات، وتعدت الانتقادات أبعد من ذلك، وخرجت من مزمل أبو القاسم الذي سخرت صحيفته (الصدى) وصدرت بعناوينها الرئيسية تتحدّث عن المقلب الذي شربه الهلال في التعاقد مع ثنائي الأهلي شندي المصاب بالرباط الصليبي والي الدين خضر وياسر مويس، وقد كان ياسر مزمل قد أُصيب فعلاً في آخر مبارياته مع الأهلي شندي في الدوري الممتاز قبل الانتقال للهلال بالرباط الصليبي، ولكن لا أخلاقياً ولا فنياً كان يمكن أن يتخلى الهلال عن ياسر مزمل الذي عالجه الهلال وعاد أقوى، وأصبح المهاجم الأسرع في الكرة السودانية، وكان متى ما واجه المريخ سجّل في شباكه.
من الملفات التي أشرف عليها الطاهر يونس ونجح فيه لحد بعيد وهزّ عرش المريخ وأحدث فيه انقلاباً عظيماً، هو حصوله على توقيع رباعي المريخ دفعة واحدة على، أبو عشرين (لون الدم) ورمضان عجب ومحمد الرشيد وبخيت خميس، حيث التزم (لون الدم) بكلمته وتعاقده، بينما نزل العقاب على المريخ وعلى الثلاثي رمضان عجب ومحمد الرشيد وبخيت خميس من قِبل الفيفا التي أوقفت اللاعبين وحرمت المريخ من التسجيل لفترتين مع الغرامة بسبب تعاقد المريخ مع اللاعبين بعد تعاقد الهلال معهم، وكان في ذلك الأمر ضربة قوية للمريخ أكبر من لو أن الثلاثي انتقل للهلال. أعتقد أنّ المريخ مازال يعاني من مضاعفات ذلك.
مضاعفات دي ما بتلقوها في حِتة تانية ولا تفتشوا ليها.
تلك الضربة كانت أقوى ضربة تُوجّه من الهلال للمريخ، واحسب أنّ تلك الضربة تسببت في تصدع المريخ وأدت إلى رحيل عبد الرحمن كوكو والتش وكرشوم ومحمد مصطفى والجزولي وبخيت خميس وطيفور، إنّ المقام لم يطب لهم في المريخ، لذلك فضّلوا الرحيل إمّا عن طريق الفسخ أو البيع النهائي.
هذه النجاحات تُحسب للطاهر يونس، علينا أن لا ننسى فضل الرجل وبصمته الحالية في الهلال والمتمثلة في أفضل لاعبي الهلال في الفترة الأخيرة الغربال وبوغبا إلى جانب صلاح عادل وياسر مزمل والطيب عبد الرازق وأبو عشرين.
ولا ننسى محمد أحمد إرنق الذي جاء للهلال من هلال بورتسودان وهو لا يعرفه أحدٌ، ولم يسمع به أحدٌ فصار أفضل مدافع سوداني.. ولولا الإصابات لكان إرنق يلعب الآن في إحدى الدوريات الأوروبية.
وهنا نذكر دور عبدالمهيمن في اكتشاف ارنق.
إرنق جاء للهلال في تلك الفترة وبعد ذلك الفراغ الفني الكبير الذي كان يُعاني منه الهلال.
هنالك بعض الأسماء لم تنجح وهذا أمرٌ طبيعيٌّ في التسجيلات.. أعتقد أنّ نجاح الغربال لوحده يجب كل فشل ويسد كل إخفاق.
في جانب تسجيلات المحترفين الأجانب، والذي ينجح فيه العليقي الآن نجاحاً لافتاً، لم يحدث نجاحٌ كبيرٌ في فترة الطاهر يونس، وقد يكون السبب في ذلك أنّ هذا الملف لم يكن على مسؤولية الطاهر يونس وحده.. فهو كان مسؤولية المجلس كله، إلى جانب الرئيس الشرفي للهلال وقتها المستشار تركي آل الشيخ، الذي كان مسؤولاً عن هذا الملف، إلى جانب الإضاءة، ولم يحدث تقدمٌ لا في المحترفين الأجانب ولا في الإضاءة، إلّا بعد ظهور العليقي، لتحدث انفراجةٌ كبيرةٌ في جانب ملف المحترفين الأجانب، إمّا ملف الإضاءة فلا نستطيع في الوقت الحالي أن نلوم أحداً، لأنّ البلد كلها أظلمت بعد الحرب اللعينة.
الحديث عن التسجيلات يجعلنا نهمس في أُذن العليقي، وهو المُشرف على ملف أبو عاقلة وإعادة قيده للهلال، وأقول له إن فشل الهلال في إعادة قيد اللاعب، سوف يكون فشلاً في المقام الأول للعليقي. الهلال لا يبخل على لاعبيه، فلا تبخل على أبو عاقلة.
مسؤولية العليقي هي أن يعيد قيد أبو عاقلة، لا أن يُحدِّثنا عن سقف في تسجيلات اللاعبين لا يمكن للهلال أن يتجاوزه.. الحديث عن سقف محدد في عالم التسجيلات هو بداية للفشل، إن لم يكن هو الفشل ذاته.
لم أكتب عن موضوع أبو عاقلة في هذا الوقت بالتفصيل أو بإسهابٍ لتقديراتٍ خاصةٍ، لكن أيِّ مبلغ يُدفع للاعب أبو عاقلة يبقى مستحقاً له وليس خسارة فيه، والدليل على ذلك أنّ كل المبالغ التي دفعها الهلال للغربال لم تكن خسارة فيه، بل هو يستحق أكثر من ذلك إذا قيّمنا عطاء الغربال بالمال.
الجوهرة الثمينة لا تُقدّر بثمنٍ، وكذلك أبو عاقلة.. أرجو أن لا يفشل العليقي في هذا الملف، لأنّ الإخفاق في إعادة قيد أبو عاقلة سوف يُحسب على العليقي، وعلى السوباط أيضاً.
يجب أن لا يكون المال عقبة في الطريق.. إن حدث هذا فذلك فشل لك..!!
تاني عاوز أقول شنو؟
خلاص كفاية، أحسن أقيف هنا.

متاريس
أكيد سوف يكون في المستقبل هنالك دورٌ للطاهر يونس في الهلال.
لأنِّي أعرف الفاضل التوم جيداً.. أرجو أن يعود الصفاء بين الفاضل والطاهر، وليكن ذلك من أجل الهلال.
إن لم تُعلِّمنا الحرب تجاوز مثل هذه الأمور الصغيرة يبقى ما في فائدة.
يبدو أنّ فائدة الهلال من الدوري الموريتاني تزيد وتكبر يوماً بعد يوم.
ياسر مويس عاد بصورة أفضل.
شجاعة فلوران لوحدها يستحق عليها جائزة أفضل مدرب في أفريقيا.
المساحة القادمة نكتب عن العليقي والوقوف في عقبة ابوعاقلة.
….
ترس أخير: على المريخ أن يُرتِّب منذ الآن (الكيفية) التي يُمكن أن ينسحب بها أمام الهلال في الدورة الثانية للدوري الموريتاني.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد