تسجيلات الهلال و(الذكاء الاصطناعي)!!

صابنها

محمد عبد الماجد

تسجيلات الهلال و(الذكاء الاصطناعي)!!

(يُروى أن أحد ملوك الصين القادمين سأل حكيم بلاطه عن أفضل الطرق لإصلاح العالم، فكان رد الحكيم الفطن أن قال إنّ أفضل الطرق لإصلاح العالم هو وضع الألفاظ في مواضعها).
أحاول واجتهد أن أضع (الألفاظ) في مواضعها، وأن أجعل (القميص) الأبيض ماشي مع (البنطال) الأزرق. وفي الطرفة السودانية هو البنطال ذاتو ماشي وين؟ وإن بدأ لكم أنّ هنالك تنافراً بين اللفظ والوضع.. أو بين المعنى والهدف المقصود.. أو ببن القميص والبنطال.
الأمور يجب أن لا تُقاس على تلك الطريقة دا ماشي مع دا!! ودا ما بمشي مع دا.
الأقطاب (المُتشابهة) تتنافر، والعكس بالنسبة للأقطاب (المُختلفة).
الدائرة الكهربائية تكتمل عندما تجمع الموجب مع السالب والسالب مع الموجب.
لكن على كلٍّ، لا أعتقد أنّ الأمر يصل إلى مرحلة (إصلاح العالم) عن طريق وضع (الألفاظ) في مواضعها.
يبدو أنّ الحكيم الصيني (مُتحسِّس) شوية من (الألفاظ) أو مُزوِّدها حبّتين مع (الأوضاع).
طبعاً أي زول بشوف (الحل) حسب مُشكلته هو.
استغرب من عبارات تُكتب باللغتين العربية والإنجليزية تحت (طفايات الحريق) في المرافق العامة، تشير إلى استعمال تلك (الطفايات) في حالة الحريق فقط!! وتندِّد وتُحذِّر من استعمالها في شئ آخر غير (الحريق)!!
كانت أمي تضع (العدة) في مواضعها تماماً، وكان لكل إناء أو كوب موضعٌ مُحدّدٌ في (فضِّيتها) لا يتغيّر، بحيث تبدو (الأواني) مثل أعضاء (الأوركسترا) على مسرح (الأوبرا)، أو مثل تلاميذ الصف الرابع، يتم إجلاسهم بطريقة لها علاقة بأطوالهم ومُستواهم الأكاديمي (ودا نوع من أنواع العُنصرية)، كانت أمي يزعجها كثيراً أن ترى (كوباً) أو (ملعقة) في مكان ليس مكانها، وعندما كنا نفعل ذلك سهواً، كانت تثور فينا، وعندما نقوم بذلك خِفيةً، كانت تقول: (الهبش الفَضِّية منو؟ إنتو بتفتِّشوا وراي عاوزين شنو)؟!
ونحن أصحاب هوس في التفتيش في تلك النواحي.
كان ذلك رحمة الله عليها حس (فني) فيها وهارموني أو ترتيب (أمني) لم نكن نفهمه وقتها.. لا أشك أنّكم تلحظونه في أمّهاتكم الآن. وهو أمرٌ يُمكن أن نكون شُركاء فيه في هذا الوطن الجميل الذي تتشابه فيه التفاصيل، وإن اختلفت الأشياء، واستمرت الحروب.
لا تستطيع أن تكتب عن الهلال دون أن تعرج للحرب أو أن يكون لها تأثيرٌ بيِّنٌ على كتابتك في الشأن الرياضي. إنّ لغة الحرب ومُفرداتها، بل أدواتها وآلياتها وأسلحتها دخلت في كل أحاديث الناس وفي جلساتهم الخاصّة، ووجبات طعامهم، بل إنها دخلت حتى في (شاي الصباح) و(لبن الرضع)، الذين أصبحوا يرضعون من صدور أمهاتهم (حرباً) وباروداً وأعمدة دخان متصاعدة، وقد انعكس ذلك على (الجو العام)، وفي ونسة الناس وأحاسيسهم وثقافتهم، وملامحهم الدقيقة، وظهر ذلك في ألعاب الأطفال وفي أمزجتهم، و(عبد الماجد) ابني الصغير يُمكن أن يُحدِّثك بلسان (خبير عسكري) ضليع، أو (خبير أمنط) كبير، وهذا ما استعيذ منه له عن التكتيك العسكري والضربات الجوية والأسلحة المُستخدمة في الحرب والإحداثيات والدعم اللوجستي ما ظهر منه وما بطن!! حتى إنّني أصبحت إذا لم أتمكّن من مشاهدة الأخبار في قناة “الجزيرة أو الحدث”، جلست مع عبد الماجد ابن العشر سنوات، استرق السمع له وهو يُحدِّثني بالتفاصيل المُملّة عن الحرب وملفات التفاوض، ولا ينبئك غير خبير!!
أخشى إن استمرت الحرب أكثر من ذلك، أن أشاهد عبد الماجد وهو يدخل علينا بقنبلة ذرية، أو طائرة مُسيّرة أو صاروخ جوِّي!!
لهذا وأنا أكتب عن الهلال في موضوع رياضي، لا أستطيع أن أفصل نفسي عن الواقع، واحسب أنّ الكاتب الفطن هو الذي يستصحب (الأجواء العامة) في كتاباته، ولا ضير في ذلك وإن كانت خاصّة، وقُدرة الكاتب في اعتقادي تتجسّد في أن يمتلك القُدرة في أن يجعل القارئ الكريم شريكاً معه في الحالة النفسية التي يعيشها الكاتب عند الكتابة، تأرجحاً بين الفرح والحُزن، والنصر والخسارة، والاطمئنان والقلق، والحب والكراهية، والنوم والسهر وهلمجرا من (حالات نفسية) شتّى، ولعلنا نلاحظ جميعاً أن التكنولوجيا الحديثة حاولت أن تنقل التفاعل والشعور والإحساس عبر الرموز والإيموجي والحالة، لتعبّر عن حالتك النفسية في منصات التواصل الاجتماعي، فتخبر عنك إن كنت في حالة انبساط أو اكتئاب.. تعيساً أم سعيداً..؟ مفلساً أو عندك قروش..؟
ويُمكن أن تتفاعل مع الموضوع أو الحدث أو الشخص (شُعُورياً) بوجهٍ ضاحكٍ أو عابسٍ، أو كفٍ مقبوضةٍ أو مبسوطةٍ، مرفوعةٍ أو منكسةٍ دون أن تكون في حاجة إلى أن تقول كلمة واحدة.
ورُب رمز أبلغ من ألف كلمة.
في السعودية اعتبروا في إحدى المحاكم أنّ (القلب الأحمر) الكبير الذي يبق وينطفئ نوعاً من أنواع التحرُّش.
السر دوليب سبق الجميع بمحضر رسمي (قلبك عارفو أبيض وكلك حسن نية).
صناديق الرجال أصبحت مفتوحة، وأسرارهم مفضوحة على الملأ.. وبيدك لا بيد عمرو.
عندما تتعرّف على شخص جديد، تتعجل لكي تدخل على صفحته وبروفايله لتعرف مُستوى تفكيره وثقافته، ومعارفه وطريقة تفكيره واتّجاهاته السياسية والأيديولوجية. ولونه الرياضي، وعندما تجد صفحته مغلقة تغضب وتزعل وتعتبر هذا الشخص غريباً ومريباً والفأر يلعب في عبك.
أنت لا تستطيع إلّا أن تشغّل (وضع الحب) عندما تقرأ لنزار قباني، كما أنك لا بد لك أن تكون في حالة (اندهاش) تام، وفاتح خشمك مترين عندما تقرأ لعمر الطيب الدوش، وملزمٌ أنت باختيارك أو بدون اختيارك أن تكون في كامل الأناقة وأنت تقرأ لصلاح أحمد إبراهيم.
عندما أخرج أتعطّر بكلمات صلاح أحمد إبراهيم واكتفي بذلك، حتى إذا خرجت تعجّب الناس من تلك الرائحة النفّاذة، والعطر الأخّاذ.
حمّيد علّمنا نشرب الشاي باللبن حتى لو كان بدون لبن،
ونشرب القهوة مظبوطة وإن كانت بدون سُكّر..!! او بالمرة بدون بن.!!
هذا عن حالة (خاصة) تعيشها وحدك، فكيف إن كانت الأوضاع الآن حالة (عامة)؟ والحرب تضع أحزانها على الجميع بدلاً من أن تضع أوزارها!!. لذلك اعتذر لكم مُقدّماً، إذا عرجت للحرب وأنا أكتب عن الهلال، ويبدو أن الحرب سوف تكون الأصل في كتاباتي إليكم، أما الهلال (حبيب البلد) في لوغو الحبيب الرشيد علي عمر سوف أعرج له من حين لآخر لماماً وأنا أكتب عنه!! وعمر بن أبي ربيعة يقول في الغزل: (وتلفّتت عيني فمنذ خفيت عني الطلول تلفّت القلب) وقلبي يتلفت الآن، بعد أن دمرت الأطلال!!
الأديب الفرنسي (بلزاك) والذي كان يُطلق عليه (أبو القصة الفرنسية) لفضله فيها كان يقول: (إنّه كثيراً ما كان يُصادف وقائع في الحياة تتعارض مع أفكاره، فكان لا يتردّد عن التضحية بأفكاره وإثبات هذه الوقائع).
هذا أمرٌ بديعٌ وجليلٌ، نحاول أن نرتقي إليه أو نرتقي إليكم ونحن نكتب إليكم.
الخطابات العاطفية جميلة لأنها تحمل شيئاً خاصّاً عنك، ولأنها تتحدّث دائماً عن الوضع النفسي للمحب وكذا هو حال شعر الغزل وروايات الحب.
اجعل بينك وبين القارئ خصوصية وسراً، ليشعر أنك تحدثه عن أدق التفاصيل، وعن أمور تخصّكما معاً (انت وهو) فقط.. لدرجة أن يعلق أحدهم ممتعضاً ويقول الزول دا بقول في شنو؟
الذي يجمعنا في (العام) هو (الخاص) الذي بيني وبينك.. هو شئٌ تظنه يعنيك أنت شخصياً ولا يعني غيرك.
ما عاوز أنظِّر كثير واتفلسف، لكن العزلة والخلوة والأوضاع تفرض علينا ذلك.. فالمعذرة مرة أخرى.
المُحاولة أمرٌ يجعلك دائماً في حالة تحدٍ وفي وضع المُغامرة.
الفشل يجب أن يخلق تحدياً أكبر عندك.
أفضل الروايات العالمية كُتبت بعد الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، أو أثناء الحرب نفسها، لعلهم قصدوا ذلك عندما قالوا المعاناة تولد الإبداع.
تميُّز الأدب الروسي في اعتقادي كان بسبب المعاناة التي عاشها الروس.
وكذلك تميُّز الأدب اللاتيني.. لأن الدول اللاتينية تعاني من الفقر والإهمال والقهر.
حاول أن تصنع من معاناتك إبداعاً، فذلك هو السبيل الوحيد للانتصار على العثرات والأزمات والأوجاع.
الرضاء بالواقع والمقسوم والتعايش معه عندي قمة الإبداع.
الإبداع فيما أجزم أنه أضحى في الإحساس به وليس في صناعته.
كلهم مبدعون.. ولكن هل نشعر بذلك.
الازمة ازمة (احساس) وليس ازمة (ابداع).
الشخص الذي يشعر بالإبداع ويحس به هو أكثر إبداعاً من الشخص الذي ينتجه.
عندنا (خالنا) وقت الزول يعتذر كتير، بقول ليه اختصر إنت عاوز شنو؟!!
أربط ليكم بين الحرب والهلال واستغل الثقافة السائدة في هذه الأيام، وأتحايل عليكم وأقول إنّ الهلال استعمل (الذكاء الاصطناعي) في تسجيلاته وهو مصطلحٌ ظهر في الحرب والتحليلات الأخيرة، ويمكن أن يكون (الذكاء الاصطناعي) أصبح وسيلة من وسائل الحرب الإعلامية الدائرة الآن.
والحرب خدعة!! وربما كان (الذكاء الاصطناعي) من خدع الحرب (الخبيثة).
وأيّاً كان فإن (الذكاء الاصطناعي) أصبح جزءاً من اللعبة.. أو جزءاً من الحرب.
دوِّي انفجارات وأعمدة دخان متصاعدة وذكاء اصطناعي.
الشاعر المصري صلاح عبد الصبور تحدث مرة عن حالة النقد الأدبي، في الوقت الذي كان يكتب فيه عبد الصبور وقال: (هناك جو ما من الشعوذة.. وإطلاق ضباب الكلمات مثل (كيمياء الألفاظ) تجاوز الواقع باللغة، هذه الكلمات كأنها ستارٌ من الضباب يجب ما وراءها، هذا العبث).
سمّاها صلاح عبد الصبور (شعوذة) و(ضباب)، وأنا لا أجد أفضل من ذلك لأصف لكم حالة (السيولة) اللفظية التي يتحدث بها الإعلام وخُبراء الغفلة عن الحرب!!
لكن بأمانة شديدة تسجيلات الهلال تمّت عن طريق (الذكاء الاصطناعي).. الناس في الحرب.. الهلال سجّل وعسكر.
مريخابي زعلان قال لي: إنتو يا ناس الهلال تسجلوا في المحترفين وتدفعوا في الدولارات والبلد انتهت!! الناس في الحرب وإنتو في الكورة!!
الناس في شنو وإنتو في شنو؟
قلت ليه إنتو وقت الناس كانوا في الكورة كنتوا في الحرب؟!!
شوف عيني نجل حفتر جاء للخرطوم بطائرة خاصة ومنح الرئاسة الفخرية للمريخ وقابل حميدتي ورجع!!!
علاقة حفتر بالكورة شنو؟
وما هي علاقة رئاسة المريخ الفخرية بـ”حميدتي”؟
حفتر ما بقدر يدخل طرابلس متخفيّاً!! ، دخل الخرطوم بطائرة خاصة…مع العشاء الفاخر.
أوكتاي!!
حفتر!!
الله يستر من (يفغيني بريغوزين) قائد فاغنر.
النجيلة (تركية) والصواريخ (روسية)!!
لكن للتاريخ فان. ادم سوداكال رئيس نادي المريخ السابق ول من اشتبك بالدعم السريع واشتكى منهم.
كما دخل هشام السوباط في صراع قضائي مع الدعم السريع وخرج من البلاد بسببهم ومضايقاتهم لهم.
أذكر حديث محلل الأداء في الهلال الشاب النشط أسعد، ذات مرة وهو يحدثني عن استعمال (الذكاء الاصطناعي) في كرة القدم وأن الأمر أصبح (علماً) في التحليل.
وقتها ما في زول كان سمع بالذكاء الاصطناعي أو حفتر.
تسجيلات الهلال كانت عن طريق (الذكاء الاصطناعي) وإن كنت أرى أن الهلال أسرف في لاعبي الوسط وفرّط في الهجوم وأهمل الدفاع.
……
متاريس
الأكيد إنِّي سوف أكتب لاحقاً وهذا للاعتذار أيضاً عن الأسد فوزي المرضي، وعن الاستاذ ميرغني أبو شنب رحمة الله عليهما.
كما إنِّي سوف أكتب عن الاسطورة حامد بريمة الذي كُنت مُعجباً به كثيراً، يرحمه الله.
الكتابات عن هذه القامات تحتاج إلى استعدادٍ نفسي أفضل…ووضع خاص.
سوف تضع الحرب أوزارها رضيتم أو لم ترضوا.
لا يكفي أن نتخلّص من الدمار في المرحلة القادمة لكي ننهض.. يجب أن نتخلّص كذلك من أسباب الدمار ومن عناصره.
أن تواصل عملية البناء بعناصر الهدم نفسها فذلك أمرٌ أخطر من الهدم المباشر، وأخطر من الحرب.
الهلال بعد مباراة الأفريقي يُمكن أن يلعب مباراتين وديتين في تونس قبل المُغادرة إلى المغرب.
والراجح أن يُواجه الهلال فريق السلام جنوب السودان في المباراتين بالمغرب.
حكمة الله أنّ الهلال سوف يُواجه في هذه الحرب (السلام)..!!
الحرب في السودان والسلام في جنوب السودان.
الله يسهِّل.
من افرازات الحرب اللعينة ومن ظواهر السلب والنهب فيها / جاد الحق سائق عربيته في الخرطوم دخل فجأة في شارع غلط.. عثمان طلّع رأسه من العربية المواجهة معترضا وقال ليه : أنت الشارع دا حق ابوك؟
جاد الحق قال ليه : أنا الشارع ما حقي!! لكن انت لا الشارع حقك ..لا العربية حقتك!! ولا البيت القاعد فيه ، وكتل ملف.
…..
ترس أخير: السنة دي أمطار الخريف (حصو) ساكت!!