صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

متى نتعلم؟

196

زووم

ابوعاقلة اماسا

متى نتعلم؟

* مايحدث في المريخ مؤلم حقاً، وغاية الألم أن تتيح لك الظروف فرصة التطور مرة ومرتين وعشرة وتستمر أنت في التفريط وتسرح في الفضاء الرحب متعللاً ومتمسكاً بأشياء عاطفية واهية ومدمرة..!
* نتفق كلنا أن الصراعات الفارغة حول الأشخاص هي التي أودت بالمريخ إلى هذا الدرك العجيب، وأفرغت مجتمع المريخ من المفاهيم الرياضية التي كان ينبغي أن تشكل (ممسكات) وثوابت لهذه الصراعات حتى لا تنفلت وتخرج عن مدارها، ولكننا ساعدنا على خروجها بالفعل وشهدنا الصراع يتقلب ما بين السياسي والإجتماعي الذي بلغ أشده بالعمق العنصري على أيام سوداكال، ثم إستمر الحبل على الغارب، وبدلاً أن تكون المساعي في حدود إعادة الأمور لنصابها وإجبار الناس على العودة إلى مربع الإختلاف (في المريخ) وليس الإختلاف عليه.. وصلنا مرحلة صنعنا من منصب الرئيس ما يشبه (المصيدة).. لدرجة أننا نجتهد أيما اجتهاد لجلد من يجلس على هذا الكرسي، مع أننا كمجتمع لم نفعل ما نهيء به سبل النجاح لأي رئيس قادم، فضلاً عن عدم إعترافنا بأن أي رئيس نادي بحاجة إلى توافر عوامل مهمة جداً لكي يحقق النجاح، وأولها أن يعمل في أجواء وفاق واتفاق على رؤية محددة واجماع على الحد الأدنى من المصالح.. وهذا ما لم يحدث في المريخ منذ أن غادر طيب الذكر جمال الوالي دياره.. لذلك-لو تذكرون- كنا ننتقد وبشدة في ذلك العهد مطالبين بالحرص على وضع استراتيجية يتفق عليها الناس تقي النادي من الإنهيار.. ولكن الجميع وضع كل الأمور في سلة الرئيس، وعندما غادر منصبه توالت الإنهيارات وانفلتت الأوضاع إلى ما نحن عليه الآن.
* كنت أتمنى أن نتعلم من تجارب الماضي ونعتبر تجربة الرئيس الحالي عمر النمير بداية لإنطلاقة جديدة نصحح فيها أخطاء الماضي ونبدأ البنيان الجديد على أسس سليمة ومتينة، وألا نهدر ما يبذله مجهوداته بالتهافت واستعجال النجاح..!!
* محاولة المقارنة بين مايحدث في المريخ والهلال في الوقت الراهن أمر مرهق ولا يفضي بنا إلى نتيحة، لأن إدارة الهلال قد رسخت جملة من المفاهيم (الصحيحة) وعملت عليها بجد واجتهاد حتى ترسخ في أذهان جمهور النادي أن هناك عمل محترم يجب إحترامه والصبر عليه حتى نجني ثماره.. ولأن هنالك قناعة بأن مايبذل من جهد إداري يستحق الإحترام بدأ الحصاد يلوح في الأفق.. بثلاث تأهلات متتالية لدور المجموعات في أبطال أفريقيا وحظوظ أوفر في الترشيحات لبلوغ نصف النهائي هذا العام وقد حصل الفريق على نقاط تراكمية وضعته في مرتبة جيدة بين كبار القارة .. كل ذلك نتيجة لجهد منظم وطموح مشروع وعمل دؤوب لإدارة الهلال..!
* نخرج قليلاً ونرى التطور الذي حدث للكرة التنزانية، فهي الآن تمثل بفريقين في المجموعات هما سمبا والشباب، وكليهما قد حصل على نقاط تبين مدى التطور الذي حدث لهما في السنوات الأخيرة، وعلى المستوى الإداري أصبحت الفرق التنزانية رقماً لايمكن تجاوزه، صحيح أنها جزء من نهضة كبيرة وشاملة يعيشها التنزانيون بدء بالإقتصاد ونهاية بكل مجالات الحياة، ولكن.. ما يستطيع لفت الأنظار هنا هو السلوك الإداري والوعي الجماهيري.. وهذه لا تشترى بالمال، فنحن ننفق من الأموال مثلما ينفقوا وربما أكثر.. فهم لا ينفقوا إلا على صفقات تستحق.. أما نحن فننفق كما تنفق ببذخ بدون خطط ولا فهم ولا وعي..!!
* ما أريده من أعضاء مجلس المريخ أن يساعدوا النمير على وضع مشروع رياضي طموح يعيد للفريق بريقه ولمعانه، ليس بالتسريبات التي برع فيها البعض ولا بالمؤامرات والدسائس، وإنما بالرؤى السليمة وحصر الإهتمام والجهد في تصحيح الأخطاء وتقليلها حتى يلحق النادي بالركب..!!

حواشي
* لم نقارن بالأهلي المصري والترجي والوداد والرجاء.. فقط قارنا بمن هم في محيطنا..!
* من حيث الإنفاق.. نجد أن المريخ ينفق أموالاً لا تقل عن تلك الأندية.. مايعني أن العقبة ليست في الإمكانيات المالية في المقام الأول.. بل في جودة العمل الإدارية وقدرات بعض الأفراد..!!
* اللاعب البوروندي المرشح للمريخ الآن ذكرني ب(الكوتة) الشهيرة التي كان المريخ قد تعاقد معها بداية الألفية..!!
* وكان وفد المريخ المكون من الكابتن عادل أبوجريشه والأخ حسن إدريس قد سافرا إلى بوروندي قبل البطولة العربية بأيام من أجل التعاقد مع لاعبين يسعفوا الفريق.. وكأن البطولة العربية مثل دوري (الدبة) في تلك الأيام…!!
* ذلك الملف (الكوتة) كانت فكرته سيئة، والتنفيذ سيء.. والإخراج رديء.. والتسويق أردأ.. والغريبة أن معظم تعاقدات النادي قد جاءت على تلك الشاكلة.. مع اختلافات طفيفة..!!
* المؤسف أن معظم إداريي المريخ لا يملكون رؤية واضحة لمعالجة المشكلات العالقة، وبعضهم مايزالوا مشغولين بأمور العضوية حتى يضمنوا دورة أخرى..!
* الكفاءات لا تستمر.. والعطلجية مكنكشين للنهاية.. ده الحال المايل..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد