هلال وظلال
عبد المنعم هلال
مباراة العبور
ـ منتخبنا الوطني يقف على أعتاب إنجاز طال انتظاره حيث يحتاج لنقطة واحدة فقط من مواجهته المرتقبة ضد منتخب النيجر ليحجز مقعده في نهائيات كأس الأمم الأفريقية وهذا اللقاء يحمل أهمية كبرى ليس فقط لأنه بوابة التأهل بل لأنه يمثل اختباراً حقيقياً لقدرة المنتخب على إثبات جدارته أمام التحديات وتحقيق أحلام السودانيين بالعودة إلى المنافسات الأفريقية.
ـ على مدرب منتخبنا الوطني كواسي أبياه أن يرمي بكل أسلحته في هذه المباراة شديدة الأهمية حتى يدخل مباراة أنغولا وهو ضامن التأهل.
ـ المباراة ليست سهلة وتحتاج إلى مجهود جبار وأبطال صقور الجديان سوف لن يخذلوا شعب السودان.
ـ منتخب النيجر رغم عدم تحقيقه لتألق كبير في التصفيات يعتبر خصماً لا يستهان وتظهر المخاوف حول مدى قدرة المنتخب الوطني على مواجهة هذا الضغط والحفاظ على الثبات طوال المباراة ولكن يجب أن نذكر أن منتخبنا قدم أداءً رائعاً في المباريات الماضية ونجح في تحقيق نتائج إيجابية رفعت من معنويات اللاعبين والجماهير.
ـ تأتي هذه المباراة وسط ظروف مختلفة فالمنتخب السوداني يلعب بحسابات دقيقة ويعلم أن التعادل يكفيه لتحقيق هدفه ومع ذلك الحذر مطلوب إذ أن اللعب من أجل التعادل قد يكون فخاً يقع فيه المنتخب فمن الأفضل أن يدخل المباراة بعقلية الفوز ويحافظ على تركيزه من البداية للنهاية ويعمل على إحراز هدف مبكر يريح الأعصاب ويزيد من ضغط المنافس.
ـ أبرز ما يجب أن يتوافر في مباراة النيجر هو الأداء المتزن والالتزام بتعليمات الجهاز الفني وإغلاق المساحات أمام مهاجمي النيجر فالمنتخب الوطني يمتلك عناصر قادرة على التحكم بزمام الأمور ولكن عليه تجنب الأخطاء الدفاعية التي قد تكون مكلفة.
ـ كل المؤشرات تدل على إمكانية تحقيق ذلك لكن يجب ألا يستهان بالمباراة أو يفرط في الثقة بل يلعب بروح عالية وتضحية حتى الدقيقة الأخيرة.
ـ غياب الحارس المتألق محمد المصطفى عن مباراة النيجر يمثل تحدياً كبيراً للجهاز الفني للمنتخب الوطني خاصة وأن المصطفى أثبت قدراته العالية في التصفيات بأدائه القوي وتصدياته الحاسمة التي كانت عاملاً مهماً في تأهل المنتخب إلى هذه المرحلة لذلك اختيار بديل مناسب يحافظ على توازن الفريق الدفاعي ويمنح الثقة للخط الخلفي أمر بالغ الأهمية وأمام الجهاز الفني عدة خيارات لتعويض غياب المصطفى والقرار يعتمد على رؤية المدرب وتقييمه للجاهزية البدنية والنفسية للحراس المتاحين ومن الضروري أن يتمتع الحارس المختار بثبات نفسي وتركيز عالٍ ليكون قادراً على تحمل ضغط المباراة والمساهمة في تأمين النقطة المطلوبة لتحقيق التأهل.
ـ بجانب غياب حارس المرمى محمد المصطفى سوف يغيب أيضاً لاعب الوسط المتألق والي الدين خضر بوغبا والمدافع أحمد عبد المنعم طبنجة بسبب تراكم البطاقات الصفراء.
ـ كل الآمال تتجه نحو نجم المنتخب الوطني محمد عبد الرحمن الغربال ليحسم نتيجة المباراة أمام منتخب النيجر ويخطف بطاقة التأهل الثانية لصالح السودان خاصة بعد أن حجز المنتخب الأنغولي مكانه مبكراً.
ـ الغربال الذي لطالما كان رمزاً للهجوم السوداني وهدافاً يعرف طريق الشباك جيداً يحمل على عاتقه آمال السودانيين في هذا اللقاء المصيري.
ـ إلى جانب الغربال هناك أسماء أخرى قادرة على تغيير مسار المباراة مثل أولاد عيسى وسيف تيري وياسر مزمل لاعبين يتمتعون بالموهبة والقدرة على استغلال الفرص أمام المرمى وهؤلاء النجوم يعرفون طريقهم إلى الشباك جيداً وبإمكانهم تقديم الدعم اللازم لتحقيق الهدف المنشود.
ـ تأتي هذه المباراة بشعار (نكون أو لا نكون) فاللاعبون يعرفون جيداً أن هذه المباراة ليست كغيرها بل هي فرصة ذهبية للعبور نحو نهائيات كأس الأمم الأفريقية وبما أن الطريق إلى المغرب يتطلب نقطة واحدة فقط يجب على الفريق أن يدخل المباراة بروح قتالية وتركيز عالٍ لتجنب أي مفاجآت غير مرغوب فيها لكن السؤال المطروح هل سيستطيع منتخبنا اقتناص هذه النقطة وتأمين التأهل أم سيضطر إلى تأجيل الحسم إلى المباراة الأخيرة ضد أنغولا ..؟
ـ يقف الجهاز الفني أمام تحد كبير في إعداد اللاعبين ذهنياً وبدنياً لهذه المواجهة حيث لا مكان للأخطاء أو التهاون وأي تعثر قد يعقد مهمة المنتخب الوطني.
ـ المباراة تتطلب أداءً متوازناً فمنتخبنا بحاجة لثبات دفاعي قوي وفعالية هجومية في استغلال أي فرصة تتاح والنجاح في هذه المباراة سيفتح باب الأمل واسعاً أمام السودان للتواجد في نهائيات كأس الأمم الأفريقية وهي فرصة يستحقها الشعب السوداني بعد انتظار طويل.