كتبنا كثيرا عن أقتصاديات كرة القدم في السودان .. وتحدثنا كثيرا عن هذا الخلل الكبير في الاقتصاد الرياضي السوداني والذي يؤثر حتي علي الاقتصاد بشكل عام فالدولة التي لا تستطيع ان توفر الخبر والدواء والوقود بسبب العملة الصعبة تدعم كرة القدم وبملايين الدولارات ! اندية كبيرة وصاحبة امكانيات مادية وبشرية وفرت لها الدولة في زمن الرخاء كل شئ من ملاعب واراضي وقوانين ودعم فكري ورياضي فمن المفترض ان تعتمد علي نفسها ومن المفترض ان ترفع الدولة عنها الدعم قبل ان ترفعه عن الدواء ! ولكن الغريب والغريب جدا ان الدولة في ظل هذه الظروف تدعم الاندية وبمبالغ كبيرة وبدون مراجعة كمان .. نعود ونضرب الامثال بكل الدعم الذي تجده اندية الولايات وفي مقدمتها هلال الابيض والاندية التي تجد الدعم من الامن مثل الخرطوم الوطني من جهاز الامن رغم الحديث غير الرسمي عن توقف هذا الدعم واهلي الخرطوم الذي يجد دعما من الجيش والشرطة القضارف والهلال كادوقلي ومريخ الفاشر وحي العرب بورتسودان وغيرها حتي نصل لنادي المريخ الذي يعتبر اكثر الاندية السودانية التي وجدت دعما حكوميا علي مر التاريخ ورغم ذلك فان المريخ يطلب المزيد والدولة تدفع بكل مؤسساتها والمريخ يتورط في كل يوم في مشكلة جديدة ليؤكد بان اكبر المشاكل في دعم الدولة غير المنضبط وغير المراجع ويؤكد بان الاندية السودانية لا يمكن ان تتطور ان لم تعتمد علي نفسها ويتم تحويلها الي مؤسسات قابلة للربح والخسارة ومحددة الميزانية والي ذلك الوقت فان الاتحاد يجب ان يتدخل ويلزم هذه الاندية بالصرف في حدود امكانياتها الرياضية مع قليل من المرونة بتحديد قيمة للاقطاب او الداعمين خصوصا وان الاتحاد وصل الي مرحلة اعطاء الرخصة للاندية المشاركة خارجيا علي وجه التحديد ..
الصرف البذخي وغير المسؤول يقود الاندية في النهاية لمشاكل كبيرة لم تكن موجودة في السابق لعدم الارتباط الوثيق بالعالم الخارجي وعدم وجود المحترفين وعدم دخول كرة القدم لعالم (البزنس)
هاهو المريخ ومن خلال تسجيلات غير مبررة وغير منطقية يدفع في الثمن رغم مرور سنوات وسنوات علي هذه التسجيلات والشئ المؤسف ان الاعلام في اغلبه باستثناء بعض الاقلام الشجاعة والواعية لا تتحدث عن اصل المشكلة ولكن تتحدث عن (هوامش) المشكلة .. وأصل المشكلة ان المريخ كان يسجل لاعبين اجانب بمبالغ طائلة لا يستحقونها ولا يقدمون ما يشفع لهم بهذه المبالغ … مثل باسكال واوا الذي استغني عنه المريخ لضعف الاداء ثم اعاده بدون اي منطق مرة اخري لكشوفاته وقام بتسجيله في ايام (فوضي) التسجيلات في اتحاد المجاملات والفساد الرياضي .. سجل المريخ باسكال باعتباره سوداني رغم ان المريخ نفسه قد طلب سحب الجنسية ! لعب باسكال مع المريخ بدولارات الشعب السوداني وجنسية (مضروبة) ولم يقدر كل ذلك فقام بشكوي المريخ للفيفا ليدفع من هو (برئ) جريمة غيره ويدفع المريخ الثمن غاليا !! وتعاقد المريخ وبدون منطق مع (ديديه) هذا اللاعب ضعيف المستوي ورغم القيمة المادية البسيطة الا ان مجلس المريخ الذي قام بالتعاقد مع اللاعب لم يلتزم له فقدم شكوي للفيفا ثم استقال المجلس دون ان يسأله احد بما فعله بالمريخ وهنا نعود ونتحدث مرة اخري عن هذه المشكلة الكبيرة والخطيرة ليست في المريخ فقط ولكن في كل الاندية السودانية بما فيها الهلال .. فيمكن ان يفعل المجلس ورئيسه كل شئ في اموال الكرة السودانية ثم ينسحب دون ان تكون عليه اي التزامات ويورط النادي في ديون لا ينفك منها وربما قادته للدرجة الثانية ! المجالس المنتخبة لا تتم محاسبتها من الجمعيات العمومية لانها اصلا جمعيات انتخابات فقط اما المجالس المعينة فان احدا لا يسألها كما هو الحال مع لجان التسيير في المريخ والغريب ان الوزير اليسع مازال موجودا !!!
هاهو المريخ بفضل التسجيلات العشوائية وعدم المسؤولية مهدد بفقدان مقعده في الدرجة الممتازة وسيتم تحويله الي لجنة الانضباط خلال اسبوع اذا لم يدفع سبعة الف دولار من بقية حقوق قضية لاعب لم يقدم اي شئ للمريخ وتم تسجيله بدون منطق ولفترة وجيزة جدا !
هاهو المريخ مهدد بالهبوط والذين تسببوا في هذا الامر بعيدون جدا عن المسؤولية ويتفاخرون كمان بانهم سجلوا للمريخ نجوما كبار !
وهاهو الاعلام يلتف حول الحقيقة دون ان يتحدث عن هذا الخلل الاقتصادي الكبير الذي تسببت فيه التسجيلات العشوائية ومحاولة تكبير الذات علي حساب الكيان والدعم غير المحدود وغير المؤسس وغير المنضبط من الدولة والذي علم الناس الفوضي !
هاهو المريخ يقترب من الهبوط من الدوري الممتاز دون ان يعرف حتي مصيره .. هل سيذهب للدرجة الوسطية ام سيهبط مباشرة لدوري الخرطوم ليشرف عليه اتحاد بدون رئيس حتي الان !
مشكلة المريخ حدثت لنيل شندي وللفاشر ويمكن ان تحدث للهلال ولغيرهم من الاندية .. وحتي الان فاننا نتفرج في الخطا وليست هناك اي محاولات لاصلاح الاقتصاد حتي ولو كانت علي طريقة معتز موسي !
مازال الامر ممكنا ولكن علينا ان نبدأ قبل ان نغرق فنحن نسبح عكس التيار !! كرة القدم تغيرت في العام وعلي الدولة ان تعي ذلك عسي ان تنجح في اقتصاديات كرة القدم بعد ان فشلت في اقتصاد السياسة والخبز والدواء !