صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو

7

 

أبوعاقله أماسا
* عند كل قبيلة سودانية بلا استثناء سفهاء وأراذل، إذا آلت إليهم الأمور جعلوا عاليها سافلها وأوردوا الناس المهالك، وصار صوتهم أعلى من العقلاء والحكماء من جنسهم وعرقهم ودمهم، ولأن العقل الجماهيري (الديماجوج) يتبع أول ناعق وتجذبه الأصوات العالية والضجيج والصخب، فلا غرابة إذا اتبعت القبيلة سفهاءها، ولكن مآلات ذلك الإنحراف ستكون كارثية بلاشك، وقد ذهبت بإشاراتي إلى ذلك التحليل عند بداية الحرب، واتفق معي كثيرون في توجيه اللوم لزعماء ونظار بعض القبائل بعد أن تبعوا أولئك السفهاء وألقوا بقبائلهم إلى التهلكة.. وكان الدافع والهدف أنهم استجابوا للأصوات العالية التي انحازت لحمية الجاهلية، على وعود كاذبة وشعارات براقة، واختارت أن ترتكب جريمة في حق الدين والإنسانية والشعب السوداني بدخولها في هذه الحرب تحت لواء العطاوة أو أولاد جنيد أو بإسم أي قبيلة أخرى.
* كنت أكتب كل ماخطر على بالي في هذا الأمر وفي مخيلتي المئات من أصدقائي من هذه القبائل التي ارتمت في أحضان مشروع الدعم السريع الكارثي، وأكثرهم كان يتفق معي في أن من أسسوا الدعم السريع قد ساهموا في دق الإسفين الأخير في النعش الذي سنشيع به السلام والوئام والوحدة والتآلف والتعايش في السودان، لأن المشروع في كل مراحله كان جاذباً للسفهاء من تلك القبائل، وجمع كل من كان له سجل حافل في النهب والقتل والسرقات.. حتى ضد أهلهم في دارفور وكردفان، وأصبح الدعم السريع مكب ضخم للتناقضات مازالت تظهر مع مرور الوقت وتوضح أكثر.
* ذلك كان رأيي في منهج الحركة الشعبية لتحرير السودان وبعض الحركات المسلحة التي اتخذت من القبائل قاعدة انطلقت منها نحو أهداف لا يقبلها العقل والمنطق، فدولة ذات تركيبة متنوعة يجوز لنا أن نسميها (معقدة) لن تقبل هذا المنطق، أن تقود قبيلة مثل النوبة حرباً بإسم المهمشين، بينما السودان كدولة ظلت ترزح وتئن تحت سياسات التهميش في ظل حكومات متعاقبة وأصبحت كل بقاع السودان تشتكي من ذات السياسات، الشمال والغرب والشرق والوسط كلها تساوت في التهميش..!
* القبائل التي تبنت فكرة الدعم السريع واحتضنتها ودعمتها دفعت ثمناً باهظاً، وستدغع أكثر لو أنها استمرت في هذا الطريق، وليس أغلى ثمناً أن تفقد القبيلة الواحدة عشرات الآلاف من شبابها لتعاني من نقص في هذه الفئة في المستقبل، فالرزيقات والمسيرية والهبانية والبني هلبا والسلامات الآن يدفعون ثمن هذا الحرب دون أن يقيموا الخسائر بالعقل، وأخشى أن ينتبهوا لذلك بعد فوات الأوان.. ففي الديار هناك لم يبق لديهم بيت لم يخسر ثلاثة أو أربعة من الشباب على الأقل.. فهل يكفي ذلك كمقابل أن يمنح حميدتي حكم السودان؟
* مجموعة كبيرة من القادة التابعين للدعم السريع يكفي فقط الإطلاع على سيرهم الذاتي وقصص حياتهم ليعرف الناس أن هذه القبائل التي تبنت الفكرة والتي تحالفت لاحقاً قد (لبست في الحيطة)، فمعظمهم ما كانت لديهم أهداف نبيلة في هذه الحياة غير أنهم مارسوا العنف والقتل والسلب والنهب وعاثوا في الأرض فساداً وسجلوا أسماءهم ضمن كبار المجرمين قبل أن يتستروا خلف شعارات آل دقلو الزائفة ويصبحوا أبطالاً.
* حتى الأحزاب السياسية من الحرية والتغيير وتحالف صمود وتقدم وما شابه كلها لبست في الحيطة يوم أن اختارت أن تربط تأريخها بالدعم السريع وهي تأمل أن تعود وتحكم البلاد.. تحكم ذات الشعب الذي يتعرض للتنكيل من الدعم السريع، تنهب أمواله ويتعرض للتصفية بناء على الأعراق والألوان في مفارقة لا يقبلها عقل..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد