صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

العليقي… أعِـــد !!

293

صَـابِنّهَـا
محمد عبد الماجد

العليقي… أعِـــد !!

منذ 2020م، ظَـلّ نادي الهلال يبحث عن مهاجم صريح (سوبر)، ولم يظفر الفريق بما يُـريد أو بما يُحقِّق طُموحات جماهيره، إذ ظَـلّ هذا المقعد شاغراً منذ قدوم هشام السوباط بمجلسه المُعيّن والمُنتخب تباعاً، وقد كان ذلك حتى في فترةٍ، كان فيها المستشار تركي آل الشيخ يشغل فيها منصب الرئيس الفخري للهلال، وكأنّ مجلس الهلال بقيادة السوباط تعاقد على أن لا يتعاقد مع مُهاجم سوبر، لتظل جماهير الهلال زي إبل السقى شايلة السقى وعطشانة!!!
ظَـلّ محمد عبد الرحمن الغربال وحيداً في مركز رأس الحربة الذي يلعب فيه مع الهلال ومع المنتخب الوطني، وهو يُشارك في كل المُنافسات والتصفيات المحلية والقاريّـة، دون أن يكون هناك بديلٌ مُناسبٌ له في الهلال أو حتى في المُنتخب.
والقاصي والداني يعرف أنّ أزمة الهلال ومشكلته التي ظَـلّ يُعاني منها وتقف عائقاً أمام اللقب، تتمثّل في مهاجم أجنبي سوبر، إلى جانب كابتن الهلال ومُهاجمه الغربال، الذي يُغرِّد مُنفرداً في قلب الهجوم.
لا أمقت شيئاً في التسجيلات أكثر من العبارة التي ظللنا نسمعها دائماً في الأيام الأخيرة للتسجيلات ويلوكها الإعلام: (الهلال يُسابق الزمن)، وهي عبارة لا تختلف كثيراً عن (رمضان فاجأنا)، وهي تجسيدٌ للمذاكرة أيّام الامتحانات، رغم أنّ التسجيلات يُعلن عنها مُبَكِّراً وتصادقها الفيفا وتوجد تواريخها مُفصّلة في منصاتها ـ لا أريد أن أقول منذ الأزل ـ إذ يعلم راعي الضأن في الخلا قبل عام أنّ التسجيلات الشتوية تبدأ يوم 1 يناير وتنتهي 31 يناير، وأظن أنّ العليقي يعلم هذا، وهذا شأنها في كل عام بعد أن أصبحت حركة تنقُّلات اللاعبين مُتوحِّدة ومُتقاربة في جميع أنحاء العالم، مع ذلك يأتي الهلال ويتفاجأ بها أو يُعلن مجلسه أنّه يُسابق الزمن في الأسبوع الأخير منها لإنجاز صفقاته، رغم أنّ مُعظم الأندية تُحدِّد وتنجز صفقاتها قبل 6 أشهر من فتح باب التسجيلات، والهلال نفسه أنجز صفقة مصعب كردمان قبل ثلاثة أشهر من انطلاق فترة التسجيلات الشتوية، فعَلامَ يتعذّر ويتعلّل بعامل الزمن عندما يُريد أن يُسجِّل مهاجماً أجنبياً صريحاً وسوبراً؟ (والما بريدك في التسجيلات يقول ليك ما لقينا مهاجم سوبر)!!
في إحدى فترات التسجيلات عندما كان الكاردينال رئيساً، وعندما كانت الجماهير تنتظر مهاجماً بمواصفات خاصّة، وتُمني نفسها بعد أن أعلن الكاردينال بنفسه في لقاء تلفزيوني أنّ الهلال لو عائز ميسي بسجلو، ثم قال في مخاطبة جماهيرية مشهودة ح نسجل ساماتا والأخطر من ساماتا، ليكتفي الهلال بعد ذلك بـ(تيتيه)، ويخرج الكاردينال في قناة الهلال ويقول للجماهير إنّهم بحثوا في أفريقيا والبرازيل والعالم كله ولم يجدوا مُهاجماً مُميّزاً واحداً يستحق الدخول لكشوفات الهلال، في الوقت الذي دخل فيه لكشوفاته مُهاجمٌ عراقي أظن أنّ اسمه عماد لم نشاهده إلّا على المضمار وهو يتوكأ، ومهاجم تونسي آخر لا أذكر اسمه، وكل الذي أذكره له أنه شارك في مباراة واحدة مع الهلال ثم غادر مطالباً بحقوقه كاملةً، ومهدداً اللجوء للفيفا.. وبعض الذين كانوا يتصورون من محترفين أجانب مع الكاردينال في منزله في قاردن سيتي.
ما فعله الكاردينال سابقاً يفعله العليقي الآن، (ولكنكم تفضِّلونه).. العليقي الذي ارتبط ظهوره في مواقع التواصل الاجتماعي بإحباط جماهير الهلال رغم نجاحات الرجل، وكأنّ العليقي قصد أن يربط نفسه بالفشل وهذا في اعتقادي ضعف خبرات وسُوء تخطِيط وتدبير!!
عندما كانت جماهير الهلال تنتظر إعادة قيد أبوعاقلة على أحـرّ من الجمر وتترقّب الأخبار والمواقع، ظهر نائب رئيس الهلال ورئيس القطاع الرياضي على مواقع التواصل الاجتماعي (متشمراً) في بث مباشر ليحبط الجماهير عن الصعوبات التي تواجههم في إعادة قيد أبوعاقلة، في إشارةٍ واضحةٍ لصرف النظر عن تجديد عقد اللاعب مع الهلال رغم حاجة الهلال له وهو يتطلّع إلى التقدم في البطولة الأفريقية، وأبوعاقلة وقتها كان يلعب للهلال وليس بايرن ميونخ الألماني، ثم ظهر العليقي بعد ذلك (بعد ما وقع الفأس في الرأس)، وكتب في صفحته الرسمية على الفيس بوك متغزلاً في ياسر مزمل، لأنه استجاب وأعاد قيده في كشوفات الهلال، وهو يلمح في ذلك إلى أبوعاقلة الذي رفض عرض الهلال وفضّل الانتقال إلى الدوري الليبي.
العليقي كتب في آخر يوم في التسجيلات على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي بعد أنَ أضنى الجماهير الشوق والانتظار والمواقع والتسريبات ومجلس الهلال وصحيفته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تُبشِّر بالمفاجأة وتؤكد إنجازها، والمواقع الأخرى تجتهد وتبحث وتُبشِّر بعدد من المُهاجمين، منهم البرازيلي الذي لا يشق له غبارٌ، ومنهم الكونغولي الصَّعب والنيجري الخطير، ولا شئٌ بعد ذلك غير خفي حنين!!
العليقي كتب:
(في ملف الأجانب، استقرت الترشيحات على أسماء محددة، لكن كالعادة اصطدمنا بكثير من العقبات، رغم أنّ المفاوضات تأخذ وقتاً طويلاً وعملاً كبيراً ليلاً ونهاراً، وكان لِزاماً علينا بذل مجهودات خارقة لتجاوزها، لكن للأسف كانت هذه العقبات كبيرة، وتخطيها عسيراً).
وهل هنالك تسجيلاتٌ بدون مفاوضات وعقبات.. لا يحدث ذلك إلّا إذا أراد الهلال أن يُسجِّل لاعباً لا قيمة له.. كل الصّفقات الناجحة تُجَابَـه بالعقبات والمفاوضات الطويلة، وهي أمورٌ كلها يذيبها المال ـ إذا حضر الدولار تكسّرت العقبات وتلاشت.
والعليقي يقول:
(كانت هناك بعض الخيارات المُتاحة لنا لكنها لا تتوافق مع المصفوفة الموضوعة، ولا تُلبِّي تطلعاتنا، ولا تُشكِّل أي إضافة فنية، وقناعتنا الراسخة بأن (التسجيل من أجل التسجيل) ليس منهجنا، ولن نمضي في هذا الطريق مهما حدث، من يدخل كشوفات الهلال إمّا أن يكون لاعباً بحجم هذا الكيان، وإمّا أن لا نضيف وما التوفيق إلّا من المولى عز وجل).
المصفوفة دي جديدة علينا!!
علماً أنّ كشف الهلال الآن فيه أسماءٌ أجنبيةٌ ليس بحجم الكيان.
ما قاله العليقي هو نفس كلام الكاردينال.. عندما يحدث الفشل تتشابه الأعذار والمُبرّرات!!
هذه المواقف التي يتحدّث عنها العليقي كان يُفضّل عدم التعليق عليها، إذ يجب في مثل هذه الإخفاقات أن لا يظهر العليقي وإن كان نائب رئيس الهلال ورئيس القطاع الرياضي، يحسب ذلك شجاعةً وجرأةً منه، وهو يظهر في اليوم الأخير ليحبط الجماهير، وذلك خوفاً من أن يرتبط العليقي عند جماهير الهلال بالفشل، لأنّ شجاعته لا تعنينا في شئٍ إن فشل، وذلك لتعليل بسيط وفلسفي جداً، وهو أنّ الفشل لا يرتبط بالشجاعة، وأنّ الشجاعة الحقيقية تؤدي تلقائياً إلى النجاح.
أقدِّر في هذه الحرب الظروف، وأحاول قدر الإمكان أن أتجنّب الانتقاد والقدح، لأنّ الأوضاع الحالية تضع الأعذار للجميع، ولكن في نفس الوقت أمقت نقص القادرين على الكمال، خاصّةً بعد أن ظهر رئيس الهلال مع الأستاذ خالد عزالدين مُـؤكِّداً تكفُّله وتجهيزه للأموال التي يحتاجها الهلال في إنجاز صفقة المهاجم السوبر، وقد كان يمكن أن نحسب أنّ السوباط قصد بذلك إحراج العليقي وإخلاء مسؤوليته، ولكن للأمانة أنّ السوباط أعلن عن ذلك قبل أسبوع من نهاية التسجيلات، وكان أمام العليقي الوقت الكافي لإنجاز الصّفقة السوبر، والأكيد أنّ السوباط جهّـز الأموال قبل ذلك الوقت، والعليقي يُحاسب على ذلك، لأنه أبعد الجميع عن ملف التسجيلات، بما في ذلك أعضاء المجلس ودائرة الكرة وربما الجهاز الفني أيضاً، واختزل العمل على نفسه ومجموعة مُقرّبة منه، لذلك ليس مقبولاً منه أن يأتي الآن ويعلن عن فشلهم في إكمال الصَّـفقة، أو عن عدم وجود المُهاجم المُناسب للهلال، أو عن العقبات وصُعوبة المُفاوضات، وهنالك جهاتٌ كثيرةٌ قادرة على المساعدة وتقديم العون والمُهاجم السوبر إذا أشركهم العليقي في الأمر ـ لكن العليقي أراد أن يُقرِّر وحده، ويُسجِّل وحده، وينجح وحده، ويفشل.. العليقي يحكي (مسرح الرجل الواحد).
شخصياً، امتلك علاقة جيدة مع العليقي ومع غيره، وأرى أنّ العليقي نسخة يمكن أن تكون مُتطوِّرة من صلاح إدريس، لكن مع ذلك لم تجعلنا علاقاتنا يوماً ندافع عن شخص لأنه صديقٌ، أو نهاجم شخصاً فقط لأنه خصمٌ، بل دائماً نكون أسرع لانتقاد مَن نحب، لأننا نحسب أنّ أفضل ما نقدمه له عندما يُخطئ أو يفشل أن نقول له أخطأت، وها أنذا أقول.
نعم، أخطأ العليقي وفشل في أهم الملفات، وكثيرون يعتقدون أنّ الهلال لا يمنعه من اللقب إلّا إضافات محدودة، وكان مهاجماً سوبراً معروفاً يمكن أن يجعل الحلم مُمكناً، والأمل مشروعاً.
في هذه التسجيلات التي يتحدّث فيها العليقي عن مَشَقّة المفاوضات وتعدُّد العقبات، سجّل فريق النصر السعودي الكولمبي جون دوران من نادي استون فيلا الإنجليزي، وسجّل الأهلي السعودي البرازيلي جالينو من بورتو البرتغالي، وسجّل فريق الشباب ما شاء له، وسجّل فريق الاتحاد الألباني ماريو ميناي، وسجّل فريق الفيحاء غابرييل من بالميراس البرازيلي، وسجّل فريق الرياض الروماني أنيس سالي والفرنسي سيكو، وسجّل فريق الفتح البرتغالي جورج والبرازيلي ماثيوس ماتشادو، وسجّل فريق القادسية اللاعب الإسباني ميغيل من ميريد الإسباني، وسجّل فريق نيوم درجة ثانية سعيد بن رحمة من ليون الفرنسي.
وعيييك.. بس أسكت عــد.
يعني التسجيلات شغّالة وكل هذه الأسماء انضمت لفرقها في اليوم الأخير، وبعد عقبات ومُفاوضات طويلة.
طبعاً مُمكن ينط لي واحد ويقول لي كيف تقارن تسجيلات الأندية السعودية المدعومة والمُخطّط لها بتسجيلات الهلال القائمة على الفردية والنظرة الشخصية والدعم الخاص من الرئيس ونائبيه، وردِّي على ذلك، إنِّي أتحدّث عن وجود العقبات وعن طول المُفاوضات، وأطالب بتسجيلات في حدود ميزانية الهلال، بعد أن أعلن رئيس الهلال عن توفير ميزانية المُهاجم السوبر (يعني مافي مشكلة في القروش)، كما أنّ نادي نيوم الذي سجّل من الدوري الفرنسي يلعب في الدرجة الثانية، والهلال الآن ضمن أفضل وأكبر ثمانية أندية في أفريقيا.
وحتى لا تشرعوا وتنظروا كثيراً في هذه النقطة، دعوني أتحدّث عن الأندية المُنافسة للهلال هذا الموسم على لقب الأميرة السَّمْـرَاء، إذ أنجز الأهلي المصري صفقات تصل ميزانيتها إلى 10 ملايين دولار، وتعاقد مع المهاجم جوري يشار من الدوري المجري، وتعاقد مع المغربي أشرف بن شرقي والمصري محمود تريزيجيه بعد أن جاء بهم من الدوري القطري، إلى جانب صفقات محلية.
وكذا الحال بالنسبة للترجي التونسي ومُعظم الأندية التي تُنافس الهلال على اللقب القاري.
بل إنّ المريخ الذي خَرَجَ من التمهيدي في البطولة التي يُشارف الهلال إلى النهائي فيها، سجّل خمسة محترفين أجانب وربما أكثر.
الهلال إذا كان يُـريد أن يُحقِّق اللقب أو ينافس، مطلوبٌ منه أن يفعل مثل ما يفعل الأهلي وصن داونز والترجي.. لا يُعقل أن تلعب أمام هذه الأندية بعقلية أندية الممتاز السوداني، الأهلي شندي وحيدوب النهود والزمالة أم روابة والأمل عطبرة وحي العرب بورتسودان وهلال المناقل.
نحن لا نُطالب أن يصل الهلال في صرفه إلى ما وصل إليه الأهلي وصن داونز، ولكن نُطالب من الهلال في هذا الوقت أن ينجز صفقات في حدود ميزانيته ويُمكنه أن يجد أسماءً جيدة كما وجد جان كلود وكوليبالي والحاج ماديكي وإيبولا وخادم.. نحن لا نُطالب أكثر من ذلك.
في اعتقادي أنّ العليقي دائماً يُحاول أن يضع نفسه في أنه بلغ مرحلة من القوة لا يستجيب فيها لضغوط الجماهير ومواقع التواصل الاجتماعي.. دائماً يدخل العليقي في تحدٍّ لرغبات الجماهير، فعلها العليقي مع أبوعاقلة، وفعلها مع المهاجم السوبر الذي كانت جماهير الهلال تتمنّـاه.
العليقي يُريد أن يثبت أنّ الجماهير لا تُسيِّره وأنّ الإعلام لا يُخيفه، وإذا أصبح هذا الأمر هدفاً للعليقي فهو في بداية طريق الفشل.. لا أحدٌ يستطيع أن يقف أمام جماهير الهلال، ومن لا يُحقِّق رغبات الجماهير لا يصمد كثيراً.. ذهب صلاح إدريس، وذهب البرير، وذهب الكاردينال.. هؤلاء جميعاً ذهبوا عندما عجزوا عن تحقيق رغبات الجماهير وتطلعاتها أو عندمـا توقّفوا عن الحُلُم.
لا تتركوا أحلامكم.. فنحنُ لا نملك غير أحلامنا.
لا تتخلّوا عن طموحاتكم.. فليس لنا سواها.
…………
متاريس
ألا هل بلغت!!
أسهل حاجة تقول ما في صفقة.
الموضوع ما فيه شجاعة ولا فضل ولا يمكن أن يُعتبر ذلك إنجازاً.
أين مجلس الهلال؟ يجب أن يُحاسب العليقي على هذا الفراغ الذي تركه في الفريق.
رئيس الهلال يجب أن لا تكون مُهمّته هو أن يدفع فقط وأن يُوفِّـر الكاش.
مهام الرئيس أكبر من ذلك.
حاسبوا العليقي.. هذا يُمكن أن يحدث لو كان هنالك مجلس إدارة.
لماذا تأخّـرتم عن تطلعات الجماهير؟!!
نشوف اللقب قريباً منا.. وفجأةً يطير بسبب التخبُّط الإداري!!!
مرة صلاح إدريس.
ومرة الكاردينال.
ومرة البرير.
ومرة العليقي.
كل مرة في لقب بضيع بنفس الطريقة!!!
ٱلا هل بلغت.. اللهم فاشهد.
تم تمديد فترة التسجيلات من قبل “كاف” ومن قبل اتحاد الكرة السوداني حتى يوم 28 فبراير المُقبل، لكن مع ذلك أرجِّح أن يظهر العليقي يوم 28 فبراير ويكتب ما كتبه يوم 31 يناير!!
وحتى لو حدث ونجح الهلال في ضم مهاجم سوبر في فبراير، كنا نتمنى أن يكون ذلك قبل يوم 31 يناير حتى يتأقلم المهاجم الجديد ويتجانس مع الفريق واللاعبين.
……….
ترس أخير: لا تبخلوا على الجماهير بالفــرح.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد