افياء
أيمن كبوش
حكاية بخروهم مرة أخرى..
# بكل المقاييس، وبكل الأرقام المنثورة على صفحات التاريخ، فإن هلال الموسم الماضي، على الاقل أفريقيا، أفضل بكثير من هلال هذا العام، وهو هلال صنعت منه الصحافة الرياضية ماردا ولكن على الورق، نزعت عنه الايام ورقة التوت التي تغطي سوءاته فلم يعد هناك شيئا خافيا علينا حتى في كواليس الذكريات.. نحن نحزن كثيرا، أن صح التعبير، عندما تصدق رؤيتنا في تفسير المستقبل، صحيح أننا لا نملك عيني زرقاء يمامة ولا نقرأ طالع الفريق عبر الفنجان، ولكننا ندقق في المعطيات التي ترتكز على رؤية واضحة ولا خطة أوضح ولا اهداف أكثر وضوحا لكي نجلس على يقين الانتظار باحثين عن نتائج مختلفة.. هذه النتائج المختلفة لن تحدث حتى في حالة صعود الهلال إلى دور الثمانية الكبار، لأنه لو فعل ذلك سيكرر فقط ما حدث في موسم 2011 عندما تأهل الهلال بخدمة معتبرة من فريق انيمبا الذي دك حصون الوداد في المغرب والقطن الكاميروني في غروا ثم عاد الهلال بتعادل من الدار البيضاء ليعلن صعوده برصيد 7 نقاط فقط.. ثم حدث ما حدث في نصف النهائي امام الترجي في النباراة ذات البونية الحيمودية.
# في العاشر من نوفمبر من العام المنصرم، عندما كانت الصحافة الرياضية والجماهير الهلالية ترقص “عشرة بلدي” مع انتصارات واكتساحات لجنة التطبيع في التسجيلات كتبت الاتي تحت عنوان: “حكاية.. بخروهم.. ما يسحروهم” فقلت: “في أيام مثل هذي، من العام 2014 والأفق يمتلئ بالدعوات والأمنيات بالتوفيق والسداد للجنة تسيير نادي الهلال، أقام فريق كرة القدم الأول، معسكرا تحضيريا نموذجيا بالعاصمة القطرية الدوحة، على نفقة عميد الأندية القطرية الأهلي، كنا وقتها سعداء جدًا بمرافقتنا للبعثة، وبتلك الأجواء الهلالية الرائعة.. وكنا كذلك أكثر سعادة بالإضافات الجديدة التي أجرتها لجنة التسيير، بقيادة الحاج عطا المنان وعبد الله البشير والسر أحمد عمر والفاضل التوم التهامي والبقية.. ضم الهلال – أيامها – اللاعب النيجيري الضجة استيفن وارغو وديفيد سيمبو والسنغالي سيسيه والمالي كوليبالي وصلاح الجزولي.. ومن خلال متابعتنا للتحضيرات اليومية وأداء الفريق لمباراته الكبيرة التي كانت حديث الدوحة أمام زينت الروسي، وكان بطلها النجم الصاعد بكري المدينة، اعتقدنا بأن الهلال وصل إلى درجة الكمال، فبات المارد الأزرق جاهزا للبطولة الأفريقية.. بل والظفر بتاجها، بينما كان المدير الفني “نصر الدين النابي” يعمل في كل لقاء بالإعلاميين على إيقاظنا من هذا الحلم بقوله: إن اللاعب السوداني غير مستعد لهذه النقلة وليس جاهزا لها، وأستغرب لماذا تقومون بتضخيمه.. ثم يضيف: “انا غير محظوظ لأن الاختبارات الأولية أكدت لي بأن “وارغو” خارج مدارج العشم.. وديفيد سيمبو ليس أفضل حالا من مالك واتير توماس وسيف مساوي.. ولكن حزني الأكبر الذي سوف يجعلني أقول إن الحظ ليس بجانبي في هذه المرحلة، هو ألا يشكل المهاجم كوليبالي الإضافة المرجوة..” بعد انتهاء المعسكر واستعداد البعثة للعودة إلى السودان، كان النابي يتحدث عن أول مباراة في الدوري أمام الاتحاد بمدني، ويؤكد لي بأن كوليبالي لن يكون مفيدًا له في التنافس المحلي، ناهيك عن التنافس الأفريقي، ثم قال:” أستطيع أن أقود الهلال إلى المجموعات رغم قوة منافسنا الملعب المالي، وتربص ليوبار الكونغولي بنا، أبعد من المجموعات لن أعدكم بشيء، ما لم يلعب الحظ معنا في بعض الإضافات الجديدة القادمة”. اقول قولي هذا، تذكيرًا للزملاء الإعلاميين بعدم التضخيم ورؤية الأشياء على حقيقتها.. اسأل الله ان يوفق الهلال في نجاح الأجانب الثلاثة، فيني.. واتارا.. جيسي.. هؤلاء عليهم العشم والحلم في نقل الهلال إلى المراقي التي تنتظرها الجماهير، أما الرهان على اللاعب السوداني، فهو رهان غير واقعي يجب أن نتعامل معه على نسق: “من غير ميعاد.. واللقيا أجمل في الحقيقة بلا انتظار”.. أو كما غنى عملاق الأغنية السودانية محمد عثمان بيه وردي.
# انتهى ما كتبته في التاريخ المدون أعلاه، ولم تنته حكاية بخروهم عشان ما يسحروهم.. وهاهي الاسطوانة المشروخة عن التسجيلات والاضافات الجديدة ستنطلق من جديد وتضج الصحف والقروبات بأخبار القادمين الجدد فينال السماسرة ما يحبون.. ويظل الحال على حاله القديم مع قصة شعب “البوربون”.