كبد الحقيقة
د. مزمل ابو القاسم
أستقيل .. يا إبراهومة
* قبل يوم واحد من موعد مباراة القمة الكروية الإفريقية بين المريخ والهلال في القاهرة تحدثت هاتفياً مع الكابتن إبراهومة، المدرب العام لفريق المريخ، وعلمت منه أنه كان في طريقه لإبلاغ رئيس النادي باستقالته.
* تحدثت معه باستفاضة، ورجوته أن لا يقدم على تلك الخطوة، أو أن يؤجلها إلى ما بعد مباراة الهلال، كي لا يتسبب في توتير أجواء الفريق قبل واحدة من أهم مبارياته في مرحلة دور المجموعات.
* استجاب مشكوراً ووعدني خيراً، وعلمت لاحقاً أنه تحدث مع رئيس النادي وشكا من أنه مهمش وأن المدير الفني لا يستشيره ولا يستعين به.
* علمت كذلك أن الأهلي أقول لإبراهومة إن استقالته أصبحت واجبة ومطلوبة، لا لأنه ليس مؤهلاً للعمل في منصب المدرب العام لفريق المريخ، بل لأن المستر كلارك المدير الفني للمريخ لا يرغب في خدماته.
* بعد نهاية مباراة الأهلي شكا كلارك من تدخل إبراهومة في عمله، بل حمله مسئولية التبديلات الخاطئة التي تمت في أواخر زمن المباراة، ومضى أبعد من ذلك وهدد بالاستقالة حال بقاء إبراهومة في منصبه.
* بالطبع لا يوجد مدير فني يحترم نفسه يمكن أن يسمح لكائن من كان بأن يتدخل في عمله ويطغى عليه إلى درجة إجراء تبديلات لا يرغب فيها.
* محاولة كلارك التنصل من مسئولية التبديلات لا يعفيها منها، ومع ذلك نطالب إبراهومة بأن ينسحب بهدوء، طالما أن رئيسه لا يرغب في خدماته، ويشكو من طغيانه عليه.
* ابتعاد إبراهومة سيوفر هدوءاً مهماً في دكة البدلاء وغرفة الملابس الحمراء، كما سيضع البيض كله في سلة المدرب الإنجليزي.
* المرحلة الحالية لا تحتمل النزاعات، ولا تقبل تفشي الخلافات حول الفريق.
* نعود إلى المباراة نفسها ونذكر أن المريخ قدم فيها مردوداً طيباً، وكان قريباً من الخروج بنتيجة إيجابية أمام أقوى فرق القارة.. على أرضه وبين أنصاره.
* عودة الفريق من بعيد ونجاحه في إدراك التعادل بعد أن تأخر بهدفين أمام فريق بقيمة الأهلي في القاهرة أمر يحسب للاعبين ولمدربهم الإنجليزي بلا شك.
* كما إن نجاح الفريق في تسجيل أربعة أهداف في مباراتين متتاليتين يعد مؤشراً إيجابياً لقوة الترسانة الهجومية الحمراء في البطولة الحالية.
* بالطبع نال السماني الصاوي نصيب الأسد منها بتسجيله ثلاثة أهداف، ومساهمته في صناعة للرابع.
* كذلك يعتبر ارتفاع المردود البدني لغالب لاعبي المريخ مؤشراً إيجابياً يحسب للجهاز الفني.
* بنهاية النصف الأول لمباريات المجموعة تساوى المريخ مع الأهلي في عدد النقاط، وتفوق عليه في عدد الأهداف المحرزة، وذاك يعتبر مؤشراً طيباً لمريخ 2022، لأنه حقق حتى اللحظة محصلة تفوق ما حصده في كامل مرحلة دوري المجموعات للنسخة السابقة للبطولة.
* معادلة النتيجة بعد التأخر بهدفين نظيفين تدل على جرأة وتصميم وقوة شكيمة ورغبة في الانتصار، وسعي محمود لتجنب الهزيمة.
* لكن فشل الفريق في المحافظة على تعادل غال كان سيقربه من حصد بطاقة التأهل يحسب سلباً على كلارك، الذي فشل في إدارة الجزء الأخير للمباراة، وأخفق المحافظة على النتيجة الإيجابية أمام الأهلي تحديداً مرتين.
* في الموسم الماضي تقدم عليه بهدفين نظيفين في إستاد الهلال، وفقد الفوز في الدقائق العشر الأخيرة.
* ويوم أمس الأول أدرك التعادل في زمن متأخر، وفشل في الحفاظ عليه.
* من المآخذ المحسوبة على كلارك أنه لعب بتنظيم دفاعي بالغ السوء، طيلة زمن المباراة.
* تكليف عماد الصيني وعمار طيفور بمتابعة لاعبي محور الأهلي أليو ديانغ وعمرو السولية في منتصف ملعب الأهلي كان قراراً غريباً، تسبب في إفراغ محور وسط المريخ من اللاعبين، وكما خلق فراغاً كبيراً في منطقة المناورة، استغله لاعبا الأهلي مجدي أفشة وبيرسي تاو بالدخول إلى منطقة الوسط الفارغة لصناعة هجمات شكلت خطورة بالغة على مرمى المريخ، وكادت تكلفه هزيمة قاسية سيما في الحصة الأولى للمباراة.
* كرر كلارك ذلك الخطأ الكبير مرتين على التوالي، حيث سبق له أن كلف الصيني بمطاردة صانع ألعاب الهلال عبد الجليل أجاجون في اللقاء الأسبق، مثلما أخطأ في التبديل في المباراتين.
* بعد أن أفلح المريخ في إدراك التعادل توقعنا من كلارك أن يعزز ترسانته الدفاعية بإلزام الصيني وطيفور بالعودة للعب بجوار محمد الرشيد في عمق الوسط، مع سحب أحد المهاجمين وإدخال لاعب وسط ذي نزعة دفاعية (ضياء الدين مثلاً)، سعياً إلى المحافظة على النتيجة، لكنه فاجأنا بإدخال مهاجم (الجزولي) وبسحب الكاميروني توماس وإشراك التاج يعقوب، مع الاستمرار بذات طريقة اللعب الخاطئة (والمتهورة).
* كانت المحصلة خسارة تعادل كان سيمنح المريخ أفضلية كبيرة على الأهلي.
* استبان الفرق بين مدرب ومدرب في ما فعله موسيماني، المدير الفني للأهلي الذي بادر بسحب مهاجمه الخطير محمد شريف وإشراك لاعب المحور حمدي فتحي بعد الهدف الثالث مباشرةً.
* فعل الجنوب إفريقي ما تفرضه عليه حسابات المباراة بلا تلكؤ، بينما أخطأ كلارك في التبديل ولم يساعد فريقه على المحافظة على التعادل الغالي.. حتى فقده بهدف موجع!
* تفكير منطقي وتبديل سليم عند موسيماني، وخرمجة واضطراب وتبديلات خاطئة عند كلارك الذي رمى أوزار خرمجته على مساعده الوطني المسكين!
آخر الحقائق
* ليت كلارك كلف نفسه عناء مشاهدة مباراة إلتشي وبرشلونة التي أقيمت في الدوري الإسباني أمس، ليتعلم من مدرب إليتشي (فرانسيسكو فيلشيز) كيف يدافع بطريقة منظمة.
* لا نريد أن ندخل في مقارنات ظالمة بين مدرب في الدوري السوداني وآخر في الدوري الإسباني.
* ولا مجال بالطبع للمقارنة بين فريق يلعب في أحد أضعف دوريات القارة السمراء وآخر ينشط في أحد أقوى الدوريات الأوروبية.
* لن تكون تلك المقارنات منصفة ولا منطقية، بسبب عظم الفارق بين هذا وذاك.
* مع ذلك نقول إن كرة القدم في مجملها تشكل لغة عالمية، لها حروف مشتركة يفهمها كل محبي اللعبة.
* فريقك متعادل ومستفيد من النتيجة، والمباراة في نهاياتها، الطبيعي أن تعزز الوسط وتهتم بتقوية الدفاع.
* عندا تلعب مع خصم بقيمة الأهلي المصري (ثالث العالم وحامل لقب دوري أبطال إفريقيا في آخر نسختين)، وتواجه على أرضه وبين أنصاره فمن الطبيعي أن تهتم بالدفاع أولاً، وأن تفكر ابتدءاً في حماية مرماك قبل أن تغامر بالهجوم.
* كان بمقدوره أن يخرج بنقطة ثمينة لو أحسن إدارة الجزء الأخير من المباراة.
* إفراغ محور الوسط بتكليف لاعبين اثنين بملاحقة لاعبي محور الأهلي في منتصف ملعب الأهلي شكل حماقة فنية كاد المريخ يدفع ثمنها غالياً.
* من حسن الحظ أن الأهلي لم يكن في أفضل حالاته، وإلا لتسببت تلك الحماقة في هزيمة كبيرة للمريخ.
* أمام الأهلي واصل رمضان عجب مسلسل الأداء المتواضع، وأهدر فرصةً ثمينة داخل منطقة الست ياردات.
* بالطبع نحسب له صناعته لهدف توني.
* لكن استلامه السيء للكرة كاد يهدر الفرصة.
* لو أحسن ترويض التمريرة الذهبية التي أتته من السماني لتمكن من التسجيل بنفسه.
* إخراج توماس الحاضر بدنياً والإبقاء على بخيت خميس بعد نفاد وقوده قضى على كل الخزعبلات التي يرددها المعد البدني إسلام جمال عن استخدامه برنامجاً متطوراً لقياس بعض المؤشرات الحيوية للاعبين.
* سنطوي صفحة مباراة الأهلي مع تمام قناعتنا بأنه كان بالإمكان أفضل من ما كان.
* العين على الهلال.
* آخر خبر: نعيد ونكرر: إقامة مباراة الإياب مع الأهلي في القاهرة تعني التنازل له عن بطاقة التأهل.. بالمجان!!