إختيار المدرب والإستقرار الفني

.
*مقال غير*

بقلم … عبدالوهاب جعفر

*إختيار المدرب والإستقرار الفني*

* تداولنا في الآونة الأخيرة مصطلح الإستقرار الفني كثيرا دون أن نتمعن فيه جيدا، وذلك بعد المستويات الضعيفة التي يقدمها فريقي القمة، فمنا من يطالب بإقالة الأجهزة الفنية ومنا من يطالب بإعطاءها الفرصة، حيث تقف تجربة مجالس الإدارات بفريقي الهلال والمريخ في الآونة الأخيرة متمثلة في الرئيس السابق لنادي الهلال السيد أشرف سيد احمد الكاردينال والرئيس الحالي لنادي المريخ السيد آدم سوداكال شاهدتان على عدم الإستقرار الفني، بعد أن ضربا الرقم القياسي في إقالة الأجهزة الفنية وشطب اللاعبين الأجانب .
* تجربة مجلس الكاردينال مع الأجهزة الفنية واللاعبين الأجانب أدخلت لجنة التطبيع الحالية فيما يشبه العقدة من إعفاء وإقالة الأجهزة الفنية حتى لا تستنسخ تجربة العهد السابق في كثرة وسرعة إقالة الأجهزة الفنية ، وهي ما تعرف بظاهرة ( الكيس الفاضي ) .
* قبل أن نتحدث عن المفهوم الحقيقي لمعنى الإستقرار الفني يجب أولا أن نثبت الحق الأصيل لمجالس الإدارات في التعاقد مع الأجهزة الفنية ومتابعتها وإبداء الرأي ومناقشتها ومحاسبتها حسب الخطط والبرامج والإستراتيجيات الخاصة بالنادي وإن قرار الإعفاء أو الإستمرار هو جزء من هذا الحق ، حيث أن مجلس الإدارة هو المسؤول الوحيد عن الأجهزة الفنية ومحاسبتها .

*كيفية إختيار الأجهزة الفنية*

* بعد إنتخاب مجلس الإدارة أو تعيينه يجب وقبل إختيار الجهاز الفني وضع الأهداف الرئيسية للنادي فنيا، على أن تكون واضحة ومعلنة للإعلام ولأعضاء الجمعية العمومية للنادي لكي تتم محاسبة مجلس الإدارة من قبل الجمعية العمومية وهي أعلى سلطة تشريعية ورقابية بالنادي، بالإضافة إلى أن هنالك بعض النقاط والإستفسارات يجب أن توضع في الإعتبار وهي تمثل الإطار العام لوضع الأهداف والرؤية العامة :
1 / هل النادي ينافس على لقب البطولة المحلية ؟
2 / هل النادي يمثل خارجيا ؟ وإذا كانت الإجابة بنعم هل الهدف من التمثيل الخارجي المشاركة فقط أم المنافسة على الألقاب.
3 / هل يعتبر تسويق اللاعبين جزء من سياسات النادي ؟
4 / هل هنالك تصور للشكل الفني داخل الملعب للفريق ؟
5 / يجب تحديد القيمة التعاقدية للاعبين المحليين والأجانب .
6 / يجب تحديد القيمة التعاقدية للأجهزة الفنية .
7 / يجب ضبط وتحديد القيد الزمني للخطط المقترحة للأجهزة الفنية .
8 / هل تتناسب امكانيات الكادر الإداري الموجود مع الأهداف الفنية الموضوعة .
9 / توفير بيئة صالحة لعمل الأجهزة الفنية ، وتوفير معينات العمل الفني .
10 / وضع كل الشروط والأهداف بشكل واضح داخل العقد مع الجهاز الفني مع وضع الشرط الجزائي في حالة الإخلال بالشروط التعاقدية .

* بعد تحديد الأهداف الفنية لمجلس الإدارة ومناقشتها مع المستشارية الفنية يتم وضع الإطار العام لكيفية الإختيار والتي من المفترض أن تعتمد بشكل أساسي على الأسلوب الفني لمدير الجهاز الفني المقترح .
* يجب دراسة السيرة الذاتية جيدا لكل المدربين المرشحين، وعدم الإعتماد الكلي على جزئية الإنجازات السابقة حيث تختلف بيئة النجاح من نادي لأخر، وعلية يجب التركيز على دراسة إسلوب وسياسة مدير الجهاز الفني وطاقمه المعاون المتبعة من واقع التجارب السابقة ، مع الوضع في الإعتبار القيمة التعاقدية للمدرب بمعنى لا يمكن أن تهدف الي المنافسة على الألقاب الخارجية وتتعاقد مع مدير فني بقيمة لا تتجاوز 10,000 دولار على سبيل المثال ، يجب وضح الهدف المطلوب والقيمة التعاقدية وفق نسب منطقية تتناسب مع إمكانيات وقيمة الجهاز الفني .
* إذا إتبعت مجالس الإدارات العمل المدروس الممنهج وفق رؤا واضحة يمكننا أن نضرب على وتر الإستقرار الفني ، حتى وإن فشل في المرة الأولى وسار على نفس النهج فلن نحس بعدم الإستقرار لتشابه الفلسفة وتوحيد السياسة التدريبية .
* هنالك عدة طرق أخرى لكيفية إختيار الأجهزة الفنية ، ولكن إذا لم يكن هنالك شكل واضح لعمل مجلس الإدارة في وضع الخطط والأهداف وكيفية تنفيذها وكيفية إختيار الشخص المناسب فإننا لن نخرج من دائرة ( تعاقد ثم تهليل، هزيمة ثم فشل، هروب أو إقالة ) .
* هل نحلم بمجلس يقدم طرح واضح ومنطقي ويرسم لنا خارطة طريق نراه جميعا وهو يتقدم أمامنا في تنفيذ ما خطط له وليس ما وعد به فما أسهل الوعود وأصعب التنفيذ ، ومع نهايات فترته يقدم كتابه بيمينه .

نتمنى ذلك ونرجو أن يكون ذلك كذلك .