افياء
ايمن كبوش
الارباب يدعوكم للتحابب والتسامح والتواصل
# لم اجد في يومي هذا، بما فيه من بشريات.. وصفاء نفس.. ونقاء سريرة، اصدق من هذه الرسالة التي وجدت هوى في نفسي، بل استقرت حيثما احب واحتفي، لانها جاءتني في الوقت المناسب تماما.. وانا اكاد اعلن الاحتجاب اليوم بسبب السفر الى القاهرة لمتابعة لقاء الاهلي والهلال في ختام مشوار الفريقين في مجموعات دوري ابطال افريقيا، يضج المطار بالمغادرين والمودعين، الحقائب تتراص على مد البصر، وكأن شعب السودان كله بات الان في حالة رحيل.. زوجات في عمر الرحيق والندى وفي خضاب واهداب تكتحل بالشوق لزوج يقف على عتبات الانتظار في الرياض او جدة او القاهرة او بروكسل.. ضيوف الرحمن المعتمرون الذين نحس بوجودهم من خلال مسبحة صوفية، او جلابية سودانية.. وهناك ايضا (المستاءون) الذي اختاروا قدر الرحيل الى شرق الماء بدعوة غنائية تقول: (واللي ضاق بيهو المكان.. هجّ سافر واغترب).. و(هج) هذه بسودانيتها المألوفة، تفتح عندي الكثير من مغاليق الجراح ولكن..
# هاهو شهر الكرم والجود يطرق الابواب، بل يخترقها، بالفضائل والشمائل والخصال المنسية في زمن السقوط الاقتصادي والسقوط الاخلاقي والاقتراب من رحيل الوطن.. ولكن رغم ما فينا من (دبرسة عامة) الا اننا مازلنا (نعافر) ونقبض بايدينا على هذا الجرح المفتوح.. وندعو للصمود.
# اعود للرسالة التي اخذتني الى هذا التداعي، وربما استدعت امامي ذكريات حبيبة الى النفس، نطالعها جميعا لانها ليست رسالة خاصة، بل رسالة عامة تستحق الاحتفاء من خصوصية صاحبها الاستثنائي: (بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه وكل من والاه، واتبع هداه.. السلام عليكم جميعا، اينما تكونوا، ان شاء الله في كل اوقاتكم ربنا يبارك فيكم، ويطيب كل اعمالكم، انا اهنئكم بشهر كلنا يعرف عظمته، ويعرف ما فيه من خيرات وبركات، وما فيه من تخصيص للعمل في هذا الشهر الكريم، من صيام قال عنه، جل جلاله، في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له، الا الصوم فأنه لي وانا اجزي به) او كما قال.. ان شاء الله، ربنا يحسن لكم الصيام ويحسن لكم القيام ويكرمه بالقبول، شهر طيب مبارك، وكل ما فيه من خير، ان شاء الله يكون مكتوبا لكم، وكل ما فيه من فتوحات ودعوة وفرص للتحابب والتقارب والتسامح والتواصل، ربنا يتيحها لكم وينفعكم وينفعنا جميعا بها.. تحايا وتحايا وتحايا طيبات وصادقات، وربنا ان شاء الله يجمعنا في الخير دائما.. والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته).
# شكرا لك يا ارباب.. شكرا لك يا اخي (صلاح الدين احمد محمد ادريس) ونسأل الله ان يعطيك خيرا وفيرا في هذا الشهر الكريم بقدرما قدمت للوطن والناس والاشياء والانسانية.. لك التحيات النديات.
دا قايل نفسو الطيب صالح
غايتو فاكيها فى روحو بشكل