صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الحسنكيت

111

طق خاص

خالد ماسا

ربما يكون مفهوماً إطار الأحداث الذي دفعت أمين (هيئة علماء السودان) للإقرار بتفشي ظاهة (الشماته) في المصائب حسب ماجاء على لسانه للزميلة (التيار) والتي بدى فيها (الأمين ) الكاروري متأسفاً على الظاهرة التي طرأت على المجتمع السوداني الذي قال بأنه كان معروفاً بأنه أكثر الشعوب تسامحاً وصبراً .

ووصف أمين (الهيئة) الأسباب التي أدت لهذه الظاهره بأنها تعود لزيادة حالة (الإحتقان) الذي يصنعه الواقع الذي يعيشة المجتمع وأن هيئته ليس لديها فتاوي ملزمة لأولي الأمر .

لم يتوقف (الكاروري) عند هذا الحد بل مضى لتوصيف ظاهرة أخرى يرى بأنها قد تفشت في المجتمع السوداني وأرجعها للأزمة المالية التي تعيشها البلاد الآن وهي ظاهرة (الربا) .

ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء في آرشيف (الظواهر) التي علقت عليها الهيئة سنجد بأن (التشفي) و(الربا) لم تكن هي أول الظواهر التي وجدت الهيئة نفسها مواجهة بالتعليق عليها .

ففي أكتوبر الماضي أجرت الهيئة مسحاً عن ظاهرة (الإلحاد) وقبله في يوليو كان (التحلل) و(التسويات) في قضايا الفساد تحت نظر الهيئة وكلها (ظواهر) تحتاج للدراسة والتشريح .

هنا لا نريد أن يضيع الزمن في النقاش حول وجود (الظواهر) المشار إليها من عدمها إذ نبدأ بفرضية وجودها وتفشيها في المجتمع السوداني إلا أن (المنهج التحليلي) هو المطلوب للتعاطي مع هذه الظواهر بدلاً من المنهج (الوصفي) الذي لا يتسق مع نوعية هذه الظواهر .

الحديث عن (الإحتقان) يجب أن يكون مبنياً لى (الفعل) المؤدي للإحتقان وليس (ردة الفعل) الموصوفة كظاهرة (تشفي) .

التغييرات (السلوكية) على المجتمع السوداني لابد من توصيف الظرف (الزماني) الذي بدأ فيه (مؤشر) التغييرات على (تسامحه) و(صبره) بالإنتقال لأوضاع غير طبيعيه ومن ثم قراءتها وفقا لما هو جديد على مجتمع الدراسة سياسياً وإقتصادياً وسنكتشف من الذي (شتل) شتول (الغبينة) في المجتمع السوداني ومن الذي كان (فاجراً) في خصومته تجاه هذا الشعب المتسامح .

وقتها لم يكن المجتمع هو المحتاج لفتوى (التسامح) و(الصبر) وإنما الحاكمين هم من كانوا محتاجين لفتاوى تبدأ ب( العدل أساس الحكم) و( أعدلوا هو أقرب للتقوى) ..

وهذا يعيدنا لقراءة صفحة (الرياضة) في المجتمع السوداني وكيف أن (تربية) الغبينة الرياضية صارت (المانشيت) والثقافة المتداولة في الوسط الرياضي .

صعود الهلال في البطولة الأفريقية في مقابل مغادرة نادي المريخ من أدوارها التمهيدية كانت مبرراً عند البعض لتسويق بضاعة (الشماته) التي تحدثنا عنها أعلاه .

صار البعض أكثر قدرة وإستمتاعاً بالشماته في الآخرين من قدرتهم وإستمتاعهم بالأفراح التي تخصهم مع أن كرة القدم لم توجد من أجل هذا .

(إنتصار) الهلال وتأهله هو الأصل والباعث للفرح والإستمتاع برياضة كرة القدم وليس (خروج) المريخ من الدور التمهيدي لأن تحميل الآخرين حِمل عبء (الهزيمة) زائداً حِمل (الشماته) لابد وأن يوّلِد (الإحتقان).

(صعود) المريخ لدوري المجموعات في البطولة العربية كذلك الشيء الطبيعي أن تكون المشاعر فيه موجهه لمداواة أحزاب جمهور المريخ على الخروج الأفريقي الذي لم تبرأ جروحه بعد وليس لأغراض ( فش الغبينة) في الطرف الآخر بغرض ( فك الإحتقان) .

لابد من السؤال عن من (المسؤول) عن نمو هذا (الحسكنيت) في المجتمع السوداني بشكل عام والوسط (الرياضي) بشكل خاص .

(شتول) الغبينة هناك من يرعاها بتصرفاته أو بالسكوت على (الفعل) ليعطي الضوء الأخضر لأي (ردة فعل) مساوية في المقدار ومضادة في الإتجاه .

(الإعلام الرياضي) ينبغي أن يكون منصات (وعي) و(تنوير) وهيئة (فتاوى) بالإنذار كلما نبت (الحسكنيت) وتسلق (لبلاب) الغبينه .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد