صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الزعفوري ينتصر لابناء جلدته

25

افياء

أيمن كبوش

بكل اللغات الناطقة في العالم.. وبكل المقاييس المعروفة في دنيا كرة القدم.. الساحرة المستديرة.. وبكل تفاصيل الكبيرة.. والجزئيات الصغيرة التي تلعب عليها كرة القدم.. نستطيع ان نقول بأن الهلال كان الاحق بالانتصار على الافريقي التونسي.. داخل ارضه وبين جماهيره.. ولكن.. !!

لم يكذب المدرب (اراد الزعفوري) حدثي في التنظيم والطريقة التي طالبت امس في هذه الزاوية بان يؤدي بها المباراة.. وافقني حتى على مستوى العناصر التي اختار اصلبها لخوض المواجهة.. حيث دفع بجمال سالم في المرمى وكان على غير العادة يقظاً وثابتاً واستطاع ان يبطل مفعول الكثير من الهجمات الخطيرة التي ان عانقت الشباك لما سأله عنها احد.

اما على مستوى متوسطي الدفاع فقد كان هناك عبد اللطيف بوي والنيجيري ايمانويل بجانب سمؤال ميرغني وفارس عبد الله في الاطراف.. تحمل الدفاع عبء المباراة وقدم مردوداً طيباً ولا يسأل عن الهدف الاول الذي نتج عن ركلة جزاء (وهمية) احتسبها الحكم الجزائري من خياله.. اما الهدف الثاني فيتحمل مسئوليته نصر الدين الشغيل ثم ايمانويل واخيراً سمؤال ميرغني حيث فرطوا جميعاً في كرة كانت بين الاقدام واهدوها للخصم ليصنع منها فرصة من احدى الكرات الميتة.. وحدث ذات الشيء الكارثي ليأتي الهدف الثالث الذي يؤكد ضعفنا المريع في الانضباط التكتيكي.. كانت الكرة في رمية التماس لصالح الهلال فلم استعجل ابوعاقلة في تنفيذها والمباراة تمضي نحو الخواتيم.. ؟!

الشوط الاول.. كان هو شوط الهلال الذي تمدد طولاً وعرضاً وكان هو الفريق المبادر (الواقف على كورتو) مستفيداً من انطلاقات محمد موسى الضي وجيوفاني اللذان شاركا تحت المهاجم الوحيد (ادريسا مبوبو) فصنعا العديد من الفرص الجيدة ولكن المؤسف حقا ان الهلال لم يستغل حالة الاضطراب الواضحة التي بدا عليها دفاع الافريقي وكان بالامكان افضل مما كان حيث كانت شباك الافريقي تقول للاعبي الهلال (هيت لكم) ولكن ماذا نقول لعقلية اللاعب السوداني الذي يركن للاسترخاء امام ضعف خصمه ولا يستطيع ان يجير ما يحدث داخل الملعب لصالحه في تحريك النتيجة.

اعتمد الزعفوري على تنظيم 4/5/1 واستطاع السيطرة على منطقة الوسط في وجود ثلاثي الارتكاز ديارا وابوعاقلة ونصر الدين الشغيل وامامهم محمد موسى الضي وجيوفاني وكان بامكان الهلال ان يحسم المباراة منذ شوطها الاول وللتدليل على وضع الهلال الاميز في المباراة ان هدفه جاء في الدقيقة 18 الامر الذي يؤكد بان بطل السودان لم يركن كثيرا لفترة (جس النبض) وانطلق مبكراً نحو الاراضي التونسية.

في الحصة الثانية منح الزعفوري الفريق التونسي المباراة بكلياتها وارتكب اخطاء كارثية في التبديل حيث سحب اثنين من عناصر قوته هما ادريسا مبوبو ومحمد موسي الضي واستعان بأحد اللاعبين من (خارج الموضوع) هو محمد احمد بشة.. فكشر الافريقي عن انيابه وسجل هدف الثالث وسط تفريط دفاعي مريع.

اخيرا اقول بان النتيجة لا تعبر عن مجريات المباراة وكان امام فرصة كبيرة لتحقيق الانتصار او على الاقل التعادل ولكنه اضاع المباراة بعدم احترافية لاعبيه وغرور مدربه الذي يبدو انه لا يعرف بأن الافريقي من فرق الشمال الافريقي.

اخيرا جداً.. امام الهلال فرصة ثانية في ام درمان يحتاج فيها لهدفين نظيفين ليعبر الى الدور التالي ولكن هذا لن يتحقق بالامنيات وحدها والاشواق السودانية التي تضعنا مباشرة في خانة (حشاش بى دقنو).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد