صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الموت على حافة السرير !!

476

بالعربي الكسيح

محمد الطيب الأمين

الموت على حافة السرير !!

 

* حاول شاب سودانى (كامل الدسم) الإنتحار والتخلص من نفسه قبل ثلاثة أيام .
* وقتل النفس من الكبائر ، ولا يجوز القتل إلا بالحق ونصوص القتل بالحق معروفة ومنصوصة فى كتاب الله ولا غموض فيها .
* شاب سودانى يسكن (الحاج يوسف) تسلق (عمود الكهرباء) حتى بلغ قمته فى محاولة للتحرش بالأسلاك العارية بحثا عن (الخلاص) و(الموت) .
* وأظنه لقى الكهرباء قاطعة .
* تسلق هذا الشاب (العمود) وسط جموع غفيرة من الناس وكاد أن يفعلها قبل أن يلحق به شاب (ود بلد) فى قمة العمود .
* هذه المحاولة الإنتحارية تم تصويرها وهى الآن متبادلة بين الناس عبر (الواتساب) و(الفيس) .
* بعدما بلغ الشاب (المُحبط) قمة العمود تسلق شاب آخر العمود ولحق به وأفشل المحاولة بعد ان (نكزه) بيده فسقط على الأرض ثم نزل الشاب المنقذ .
* قالوا ان الشاب هذا قرر الإنتحار لانه فشل فى توفير (حق العلاج) لوالدته المريضة .
* و(عسر الحال) و(الفقر) يُغرى بالكبائر عادة ويجعل الشيطان يسيطر على العقل والقلب فتبدأ الوساوس بـ(السرقة) وتنتهى بـ(الإنتحار) والعياذ بالله .
* وعندما يقترن الفقر بالمرض يُوشك الإنسان على الكُفر والفعل المُشين .
* هذا الشاب تلاعبت به الظروف القاسية وتلاعب المرض بجسد والدته الشريفة فلم يهن عليه مشاهدتها وهى تتوجع وتبكى وتموت فى اليوم ألف مرة دون أن تتمكن من شراء الدواء فى زمن اضحى فيه العلاج (أوجع) حتى من المرض نفسه .
* فى السودان العلاج أوشك أن يصبح حصريا على فئة معينة من السودانيين .
* بلغنا زمن يحتاج فيه العلاج والشفاء لرأس مال وكثير أموال .
* المستوصفات فى الأحياء إمكانياتها فى العادة شحيحة لا تواكب أوجاع وأمراض الناس .
* وهنالك أمراض لا ينفع علاجها فى مستشفيات الحِلة المتواضعة من حيث الإمكانيات الطبية والكادر الطبى المشكوك فى طبه .
* واذا لم تتوفر عندك الملايين عليك أن تعتصر المرض مهما كان وتنتظر الموت فى حافة السرير .
* إهتزت ثقة الناس فى الطبيب السودانى لان ضمائر كثير من الأطباء ماتت منذ تخرجهم من الجامعات واصبح الطب عندهم (تجارة وإستثمار) يجلب المال .
* مثلما إنقسم السودان وإنفصل الجنوب فأن الإنسانية إنفصلت من الطب حتى صار من النادر جدا ان تجد طبيب إنسان .
* وفوق هذا كله عندما تذهب للطبيب وتدفع اموالك ينسى لك الطبيب (شاش) فى بطنك ويصيبك بمرض اخطر من المرض الذى كنت تقصد العلاج منه .
* هذه المهازل والظروف العصيبة داهمت الناس وجعلت ذلك الشاب يقرر الإنتحار فى وطن إشتهر بالبسالة والتكاتف والترابط .
* يقرر شاب الإنتحار فى بلد فيه أكثر من (35) ألف طبيب !!
* يقرر شاب سودانى الإنتحار فى وطن فيه (17) ألف مستشفى !!
* يقرر شاب سوداني الانتحار في وطن عدد الصيدليات فيه يفوق عدد الدكاكين .
* يقرر شاب الإنتحار فى بلد كنا نبكى له واليوم نبكى عليه يا حمدوك .
* يفضل شاب سودانى الموت فى بلد فيه ألف ديوان ذكاء ومليون صندوق دعم .
* الأم هى اعز ما يملك الإنسان والمكروه الذى يصيبها يجعل الإنسان أعمى فى البصر والبصيرة .
* والخرطوم تحتفظ بقصص كثير من النساء الشريفات اللائى وافقن على الرذيلة مقابل العلاج .
* ولا نتحدث عن أسر باعت البيوت من اجل العلاج .
* أن مقطع هذا الفيديو الذى يوثق لمحاولة إنتحارية بسبب (حق العلاج) يبقى وصمة عار فى جبين هذا الوطن .
* ثم أننى أقول لهذا الشاب : ما أقدمت عليه هو حرام والحرام أكبر من العيب .
* مرض والدتك هو إمتحان من الله والفقر إبتلاء والصبر ينفع لانه مفتاح الفرج .
* لا نريد هذا العجز لانه يهزم الدين .
* والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول فيما معناها : (من قتل نفسه فهو فى النار) .
* ونحن ضيوف فى الدنيا ، والأخرى هى دار الإقامة والبقاء فلا تكتب لنفسك إقامة أبدية تعيسة تعيشها فى نار جهنم التى لا ترحم .
* ان مرض والدتك وعدم توفر حق العلاج لا يبرر الإنتحار مهما كانت الظروف .
* كان سيكون رائعا اذا فوضت أمرك لله وصليت ركعتين وسألت الله الذى يستجيب لمن دعاه .
* صلي فى جوف الليل ركعتين واسأل الله الذى لا يغضب حين تسأله ويغضب كل الغضب حين تسأل سواه .
* كن قويا فى مثل هذه الإمتحانات وتذكر ان من يقتل نفسه متعمدا قد كفر وهو فى النار .
* أنا اسأل الله العلى القدير ان يشفى والدة هذا الشاب وان يجعل العافية تاج فى رأسها وأن يغفر له هذا المحاولة ويتجاوز له هذا العثرة ويملأ قلبه بالإيمان .
* ثم اننى أستغرب جدا فى ناس يشاهدون إنسان ينتحر وهم يصورون المشهد بواتفهم .
* ما تقول لي : هو ما داير ينتحر ودي حركات منو .
* بدل تسئ الظن وتستعجل في التصوير حاول انقذو .
* هوس الواتساب والفيسبوك جعل الناس لا تفكر إلا فى الصور .
* وهذا يعنى أنك يا مولانا إذا ضربتك عربية فى شارع الظلط لن تجد من يسعفك لان الكل سيكون مشغولا بتصوير منظرك وانت ملطخ بالدماء .
* الناس دايرة تتفرج عشان كده الله أعلم تانى زول ينقذ ليهو زول .
* ربنا يقطع سنين والواتساب وسنين الفيسبوك والهواتف الذكية .
* الهواتف دى ح تخلينا زى الخواجات .
* عينك فى الزول داير يموت وانت بتصور عشان ترفعها فى الواتساب .
* الله يدينا خير ها الزمن .
* و..و..
* والله في .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد