كبد الحقيقة
د.مزمل ابوالقاسم
اولمبياد تحت الصفر!
- تشرفت قبل فترة بحضور الاحتفالية الفخمة التي نظمتها لجنة الإعلام الرياضي القطرية، بالتعاون مع الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، لاختيار وتكريم افضل رياضيي العام عربياً.
- خلال الاحتفال تمثلت اللحظة الفارقة في اعتلاء البطل الأولمبي معتز عيسى برشم للمنصة متوجا بجائزة افضل رياضي عربي، بعد ان فرض نفسه، وبهر العالم بموهبته الفذة.
- وكما كتبت من قبل فان القراء الأعزاء لن يجدوا ادنى صعوبة في معرفة اصول البطل الذهبي (برشم)، لأن اسمه يحمل صبغة خاصة، لا تتوافر في اي مكان اخرسوى السودان.
- بطل قطري الجنسية (سوداني الأصل)، ولدفي الدوحة، وتربى فيها وسبقه والده في دخول مضامير العاب القوى، وورث ابنه جينات التفوق، فنبغ واكتسب اسماً رناناً، وشوف بلاده في اكبر المسابقات العالمية.
- تخرج معتز (الحاصل على برونزية اولمبيادلندن ٢٠١٢ في الوثب العالي، وعلى فضية اولمبياد ريو ديجانيرو٢٠١٦) في اكاديمية (سباير) التي انشأها القطريون وخصصوها لصناعة الأبطال، وحصل على عناية قضوى من مدرب خاص، فرض عليه نظاما غذائيا وتدريبيا قاسيا، ونمط حياة (بطل) يهوى جمع الميداليات، ويعشق اعتلاء المنصات.كورة سودانية
- لم اشعربالأسى عندما رايت معتزعيسى برشم يحمل العلم القطري ويطوف المضمار فرحا بميداليته الأولمبية في البرازيل، مع انني تمنيتها يومئذ لوطني الحزين.
- مبعث (عدم الأسى) يكمن في تمام علمي بان معتز ما كان له ان يتفوق ليصبح بطلا عالميا لوبقي في السودان، وعانى مثل غيره من الموهوبين بالفطرة من ويلات عدم الاهتمام بالألعاب الجماعية، التي يطيب لنا ان نسميها (الألعاب الشهيدة)، بسبب ضعف الاهتمام بها، وعدم تخصيصن اي ميزانيات لدعمها.كورة سودانية
- في العام ٢٠٠٢ سافرت الى كوريا الجنوبية لتغطية فعاليات بطولة الألعاب الآسيوية، بمعية زميلي الصديق علي سيد احمد، واثناء تجوالنا في القرية الرياضية نادى علينا شابان يرتديان بدل تدريب قطرية، وتحدثا معنا بلهجة لا نضل عنها.
- سألناهما عن قصتهما ضحك احدهما وقال لنا: (شفتوا العمارة الورانا دي.. فيها المنتخب السعودي لألعاب القوى، ومليانة سودانيين)!كورة سودانية
- تابعناهما في المنافسات، ففاز احدهما بميداليتين ذهبيتين لقطر، وحقق رقما اسيويا جديدا، مع ان من اشرفوا على تدريبه عندنا طالبوه بالتوقف عن الركض والتحول الى التدريب، بادعاء انه بات غيرقادر على العطاء، فتحول الى قطر، واصبح بطلا قاريا فيها.
- تعج اكاديمية (سباير) بالمئات من المواهب السودانية في كل الألعاب، والمنتخب القطري الذي فاز بلقب كاسن دورة الخليج في السعودية وحصل على لقب بطل امم اسيا ضم سبعة لاعبين من اصول سودانية.
- لنسال انفسعنا: كيف تمكنت دولة صغيرة المساحة ( 0٠ه,١١ كلم مربع)، قليلة السكان (اقل من نصف مليون نسمة)، من التفوق على دول بحجم قارات، مليارية السكان، مهولة القدرات، لتحرز لقب بطولة امم اسيا الأخيرة لكرة القدم؟
- كيف افلحت قطر الصغيرة المحاصرة، في التفوق على منتخبات دول بامكانات الصين، التي تستند الى مليار وثلاثمائة مليار نسمة، وكيف (هكرت) الكمبيوتر الياباني في الدور النهائي، وهو المهيمن على اللقب لأربع مرات، بكل ارثه الكروي والتقني والسكاني ( ١٣٠ مليون نسمة)؟
- في البطولة المذكورة نجح العنابي في التفوق على ثلاثة ابطال سابقين للقارة، وتوج باللقب على حساب منتخب قاهر، ومدجج بمحترفين يلعبون في أوروبا.. منتخب مدعوم باقتصاد مهول، يحتل المرتبة الثالثة عالميا، بفضل شركات بحجم تويوتا ونيسان وسوني وميتسوبيشي وهوندا ومازدا وفوجي وباناسونيك وكاواساكي وياماها وبقية الشركات اليابانية العابرة للقارات، باصفارها الخمسة الشهيرة، (صفرمخزون، صفراخطاء، صفر اوراق، صفر اعطاب، صفرتاجيل)؟
- الإجابة تنحصر في اكاديمية صغيرة للتفوق الرياضي، اسمها (اسباير)، تحوي مرافق رياضية متطورة، وتنحصر مهمتها في اعداد النشنء وتدريبهم وتطوير مواهبهم بطريقة علمية، بغرض تحويلهم الى ابطال، وتستعين باحدث ما توصل اليه العلم والتقنية من مختبرات علوم رياضية، وصالات لياقة، ومركز طبي وعلاج فسيولوجي، وملاعب كرة قدم داخلية، ومضمار لألعاب القوى، وحوضن سباحة وغطس بمواصفات اولمبية، وصالة للجمباز، وقاعتين للالعاب الرياضية المتعددة، وصالات صغيرة لكرة الطائرة، وملعب للخماسيات، وصالة للمبارزة، وساحتين للاسكواتش.
- بفعل تلك الأكاديمية تربعت قطر على عرش قارة اسيا في كرة القدم،وحققت القاباً عديدة في رياضات اخرى، بعد ان استوعبت في اسباير ابناء المواطنين والمقيمين، ومنحت المتفوقين منهم جنسيتها، كي يحسنوا تمثيل البلد الذي استضافهم واعتنى بمواهبهم، فبرز منهم سبعة ابطال من السودان، ونال احدهم (المعز علي) لقب افضل لاعب وهداف بطولة الأمم الأخيرة، وتالق معه زملاوه عبد الكريم حسن، وعبد العزيز حاتم، وعاصم مادبو، وحامد اسماعيل، بل ان اولهم، لاعب نادي السد (عبد الكريم)، حمل قبلا على لقب افضل لاعب في اسيا للعام ٢٠١٨.
- بلادنا تمتلك كنوزا من المواهب، ومشاريع ابطال عالميين، مطمورة في تراب الإهمال، داخل دولة تعتبر الرياضة ترفا ولهوا، لا طائل منه.كورة سودانية
- عدنا من اولمبياد طوكيو من دون خفي حنين، وتركنا ابناءنا خلفنا يتالقون ويحصدون الميداليات باعلام دول اخرى، عرفت كيف تستثمر فيهم، وتحولهم الى ابطال عالميين، لتترك لنا دموع الخيبة.. واجترار التاريخ.
آخر الحقائق
٥ امسن قفز اسم معتز عيسى برشم الى المقدمة مجددا، بميدالية ذهبية تاريخية، اضافها الى رصيد البلد الذي احتضنه واحتفى بموهبته الفذة.
٥ حق له ان يحمل العلم القطري ويطوف به ارجاء الملعب بكل فخر، لأنه حصل منه على الاهتمام الذي يستحقه، ونال العناية التي تليق به.
٥ كان من الطبيعي ان يرد معتز الفضل الى اهله، وان يفرح لوطنه الذي فجر موهبته ووفر له التدريب الملائم والتحفير الذي يناسب بطل من طينة العظماء.
٥ نهنئ برشم ولا نعزي انفسنا، لأننا لانعرف قيمة مواهبنا، ولا نجيد المحافظة عليها، ولا نحسن فن صناعة الأبطال، ونهديهم لغيرنا كي ينافسعوا بهم، ويحققوا الإنجازات في كل المجالات.
٥ احتكرنا المركز الطيش في منشط السباحة ( فى 100 متر صدر)، وفي التجديف.كورة سودانية
٥ وفي التايكوندو انسحب لاعبنا من مواجهة منافسه الإسرائيلي، وادعت اللجنة الأولمبية السودانية والوزارة انه تعرض الى اصابة قبل المباراة.
٥ امسن خرج العداء صدام كومي بعد ان احتل المركز الخامس في التصفيات الأولية لسعباق 400 متر عدوا.
٥ المحصلة السودانية في اولمبياد طوكيو تحت الصفر.
٥ كالعادة.. اقتصر ظهورنا على ارتداء الجلاليب والثياب والتلويح بالعلم في طابور الافتتاح.
٥ اما في الملاعب فلاحظ لنا من النجاح.
٥ لاغرابة، فمن يخفق في الحصول على اي ميدالية في بطولة كل الألعاب الإفريقية من الطبيعي ان يعود خفيفا ولفيفا من الأولمبياد.
٥ بالأمسن تابعت منافسات العاب القوى والكرة الطائرة والسلة وتنسن الطاولة وغيرها من الألعاب الأولمبية عبرالتلفاز، ثم ادرت الموشر نحو قناة الملاعب لمتابعة مباراة المريخ واهلي الخرطوم، فوجدت الصورة (طشاش طشاش)!
- بث تلفزيوني يليق ببواكير القرن المنصرم. كورة سودانية
٥ وملعب لا مثيل له في السوء.
٥ بالطبع كان المستوى الفني متناسقا مع شكل الملعب ومستوى البث التلفزيوني المتخلف ومستوى المنافسة نفسها.
٥ فاز المريخ بصعوبة، بعدان ادخل انصاره في حيص بيص.
٥ فريق بلاهوية يلعب كرة قدم متخلفة ويخطئ لاعبوه في تمرير الكرة اكثر من ما يصيبوا.
٥ على ابراهومة ان يلحق فريقه قبل ان يفقد فرصة المنافسة على اللقب.
٥ اذا استمر بالمستوى الحالي فسيصبح التعثر مجددا مسالة وقت.
٥ المريخ يعاني على كل الصعد.
٥ عشعنا وشفنا جمعية (الأصلة) التي اريد لها ان تزور ارادة اهل المريخ العظيم بقوة عين غريبة وعجيبة.
٥ اخر خبر: زين سوداكال الإستاد لعضويته المستجلبة وجمعيته المضروبة ولم يفلح في تزيينه لفريقه المهمل.
من سخرية الاقدار ان يتحدث مزمل عن فشل السودان رياضيا في الاولمبياد وهو واحد من الذين ساهموا في تدهور الرياضة بشكل عام في بلدنا. الاعلام السالب مثل النبت الشيطاني لا يثمر الا الخراب. سوف ينصلح الحال يوم توضع منظومة رياضية واعلامية وادارية متكاملة ويبعد منها كل دجال وافاك.
متى قدم اليخماو مقترحات الهدف منها تطوير الرياضة في السودان؟ ومتى تناول السلبيات التي ظلت تعيق تقدم الوطن رياضيا بالرغم من اننا نملك سلة من الاعراق واعداد مهولة من المواهب بشهادة جميع الخبراء المحليين والاجانب. فاقد الشىء لا يعطيه. لذلك خليك في مريخك وفي هجومك الدائم على الاتحاد وعلى شداد وخليك في خذعبلاتك ونفختك الكذابة.
كيف ساهم يأحمد التجاني مزمل في تدهور الرياضة في بلدنا ؟ هل مزمل تبوأ احد المناصب الرياضية ” مزمل صجفي يكتب حسب رؤيته فليس له علاقة بتطور او تدهور الرياضه ، مزمل بنتقد المسئولين عن الرياضة في بلدنا ونقده في محله .
هذا اصلا اسلوبهم الهدام الأستاذ / مزمل فنط كل شئ بالنسبة لابطالنا الذين لم يجدوا الدعم في وطنهم فاتجهوا للذي يعرف قدرهم.
همسة……
مزمل أبوالقاسم الي الامام دائما وقلمك سيف حاد علي رؤوسهم