صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بالعمل وليس الأمل

21

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* بعد تعثر المريخ في جولتين متتاليتين أمام مريخ الفاشر والخرطوم الوطني على التوالي، واتساع فارق النقاط الذي يفصله عن الغريم التقليدي لأربع نقاط، بدأت فئة ليست بسيطة في المجتمع الأحمر تفقد الأمل في إمكانية تتويج المريخ بلقب النسخة الحالية، وتتعامل مع البطولة بشعار (الدوري اتحسم)، وهو سلوك كما أشرت في هذه المساحة من قبل وفي تلك الفترة لا يشبه الأندية الكبيرة التي ينبغي أن يتحلى منسوبوها في مختلف القطاعات بالثقة، وأن يتمتعوا بالإيمان الكامل في قدرة الفريق على العودة من بعيد مهما تأخر سواء في مباراة أو في سباق البطولة؛ لأن الاستسلام واليأس، وسهولة الوقوع في فخ الإحباط، ورفع الراية البيضاء لا يليق بمن يشجع نادياً بحجم وإمكانات المريخ.
* وذاك الحديث لم يكن مقبولاً ولا مهضوماً ليس لأنه لا يعكس الصفات التي ينبغي أن يتمتع بها مشجع الزعيم فحسب، وإنما لأن عدد جولات الدوري المتبقية وقتها كان (12) جولة وهو رقم كبير، والأهم أن المريخ ورغم تعثره وتأخره في سلم الترتيب، إلا أنه يظل الفريق الأفضل في المسابقة لكل صاحب بصيرة ورؤية سليمة رغم ظهوره غير الجيد في بعض الجولات وفقاً لظروف معينة، كما أن المقارنة بينه وبين غريمه تبقي معدومة، فالمريخ في أسوأ حالاته لا يمكن أن يصل لسوء فريق الهلال الحالي الذي تعتبر صدراته الحالية صناعة خالصة من الحكام الذي منحوه أكثر من (10) نقاط لم يكن يستحقها، والمردود الذي يقدمه الفريق منذ بداية الموسم يفترض أن يجعله منافساً على مقعد يؤهل للكونفدرالية حال كان التحكيم نزيهاً وشجاعاً في منح كل ذي حق حقه، وحريصاً على توفير العدالة في كل المباريات.
* واحدة من المبررات التي كان يشير لها البعض في تبرير حالة الإحباط والاستسلام تلك التي أعقبت تعثر المريخ في مباراتي مريخ الفاشر والخرطوم الوطني كانت تشير للجولات الصعبة التي تنتظر الأحمر، وبالتحديد مباراتي (كادوقلي والأبيض) خصوصاً في ظل استصحاب الكثيرين لسجل المريخ السيئ في زياراته الأخيرة لكادوقلي وفي مبارياته أمام التبلدي الموسم الماضي، وعلى الرغم من التأمين على حقيقة صعوبة الجولتين وقوة المنافسين فيهما، إلا أن ذلك لم يكن مبرراً من وجهة نظري لرفع الراية البيضاء، وذلك لاعتبارين الأول أن المواهب والعناصر الشابة والتوليفة شبه المتكاملة التي تتوافر للمريخ حالياً لا تتوافر لأي فريق محلي آخر، وبالتالي لم يكن الخوف مبرراً من أي منافس، أما الثاني فهو أن من يريد اللقب ويسعى للبطولة عليه أن يكون مستعداً لتجاوز أي منافس، وأن يتمتع بالثقة في تخطي أي فريق والإرادة على تجاوز أي عقبة، وذلك من قبل جميع منسوبيه سواء أجهزة إدارية وفنية أو إعلام وجمهور أو لاعبين.
* دارت الأيام وتحسن الوضع المعنوي للقاعدة الحمراء بعد تجاوز مباراتي الرابطة ومريخ كوستي على التوالي ليتحول الوضع في كوكب المريخ إلى (تفاؤل حذر) قبل موقعتي مورتا وشيكان، لكن من يسلط الضوء على الشعب الأحمر بعد مباراتي الغرب وبعد تعادل الهلال أمام الأمل وتقلص الفارق إلى نقطتين، يجد أن الأوضاع أخذت منحى (التفاؤل المطلق والثقة المفرطة) وهو سلاح ذو حدين.
* فالتفاؤل والثقة صفات جيدة ومطلوبة بشدة لكن بمقدار ودون إفراط، ومن المهم أن يتذكر الجميع أن (كل شيء يفوت الحد ينقلب إلى الضد)، فالثقة أمر إيجابي أما (الثقة الزائدة) فأمر سلبي ومضر، وكذا الحال في ما يتعلق بالتفاؤل الذي يبقى مطلوباً بعكس الإفراط فيه.
* فإن كنا تحدثنا من قبل في وقت الإخفاق والنتائج السلبية عن أن الإحباط والاستسلام واليأس صفات لا تليق بالأندية الكبيرة، فإن استسهال المهمة والتقليل من احترام بقية الأندية والسخرية والاستهزاء بالمنافس تبقى أيضاً أمور سلبية وصفات لا تليق بأندية البطولات التي تبقى مطالبة بكافة قطاعاتها على التركيز على ما يليها من عمل، والتركيز على بذل الجهد بصورة مستمرة للتطور والتحسن في كافة الجوانب والمحافظة على التركيز والتواضع لتحقيق الأهداف الموضوعة، خصوصاً وأن بطولة (الدوري) تحتاج إلى (النفس الطويل) والاستمرارية في الانتصارات والنتائج الجيدة لأطول فترة ممكنة سيما عندما يكون الفريق في وضع مثل الذي يعيشه المريخ حالياً حيث يحتل الترتيب الثاني، ويتأخر بفارق النقاط عن المتصدر، وبالتالي فإن موقفه لا يحتمل التفريط في أي نقطة ويحتاج للمضي قدماً في الاجتهاد ومضاعفة العمل وليس إهدار الوقت والتركيز على السخرية من تعادل الهلال أمام الأمل التي لا تخدم المريخ في شيء.
* نسبة التفاؤل طغت وزادت كثيراً عند البعض لسببين؛ الأول أن المباريات المتبقية للفريق تبدو أسهل (على الورق)، وهنا لابد من التأكيد على أن سهولة وصعوبة أي مباراة يحددها طريقة تعامل القطاعات المختلفة معها لأن (استسهال) أي مواجهة يعني دخولها بثقة زائدة واحترام ناقص للمنافس، وهو أمر يمكن أن يقود للتعثر فيها حتى لو كانت بالقلعة الحمراء، ويكفي أن المريخ خسر (أربع نقاط) من المتذيل مريخ الفاشر بالتعادل معه ذهاباً وإياباً، وهو درس كافٍ للجميع للتعامل بجدية مع كل الجولات المتبقية.. أما الثاني فهو صعوبة المباريات المتبقية للهلال (على الورق) مقارنة بالمردود الضعيف للأزرق، وهنا أيضاً يجب التأكيد على أن ضعف الهلال لم يبدأ بمباراة الأمل، وإنما ظل هذا هو المستوى شبه الثابت للند التقليدي في غالبية مبارياته هذا الموسم، ومع ذلك يتصدر الترتيب، صحيح أن الحكام لعبوا دور البطل في تلك الصدارة لكن الحكام أنفسهم موجودون، ومثلما وضعوا فريقهم المفضل في الصدارة بعد (28 جولة) فيمكن أن يواصلوا ما بدأوه في الجولات الثماني المتبقية، ولذا يبقى الرهان على جولات لم تلعب بعد أمراً غير صائب، والأفضل للمريخ أن يركز الجميع على مبارياته المتبقية، وأن يعمل كل قطاع على تهيئة أسباب الانتصار للفرقة الحمراء، بأن يؤدي واجبه كما ينبغي لأن التحدي الذي يواجه الزعيم، كما أشرت أكثر من مرة من قبل هو (تحقيق الفوز في كل مبارياته المتبقية) دون أن يشغل باله بنتائج الهلال.

حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل

 لزوارنا من السودان متجر موبايل1

http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html

3,699 حملو التطبيق

لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل

https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app

13230 حملو التطبيق

على متجر   mobogenie

 http://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html

5000+ حملوا التطبيق

 

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. ابوعمرو يقول

    يا أخى خليك زول عقلانى ويجب ان تراجع ماتكتب قبل ان تنشره كيف تكتب فى البداية وانت مبسوط لتعادل الأمل وتجى وتقول بان التعادل لم يخدم المريخ الخدمة التى قدمها لك الأمل ماكنت بتحلم بيها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد