صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

خالد عز الدين الذي افتقده

94

افياء

ايمن كبوش

خالد عز الدين الذي افتقده

ارجو الا يغضب مني اساتذي الكثر في الصحافة الرياضية.. وكذلك أصدقائي الذين كانوا ومازالوا “ملء الارفف” واباهي بهم بذلك القدر الذي يجعلني اهتف سعيدا “هؤلاء أصدقائي فجئوني بمثلهم.. إذا ما جمعتنا يا دنيا المجامع”.

تربيتنا الصوفية التي يتصدرها “شيوخ الطريق” من لدن القادرية الأحمدية والختمية الذين تربينا على أيديهم الصالحة.. بين دندنات “النوبة التي ترجحن وترن”.. وأصوات التسبيح والمناجاة.. تعطينا الحق في تلك الاستعارة التي تدفعنا الى القول بان الصحافة الرياضة تفتقد “شيخ الطريقة الخالدية” ممثلة في الأستاذ “خالد عز الدين هارون”.. صحيح أن مشيخته الخالدة تلك، لا تخلو من “نرجسية” ولكنها “نرجسية” محببة لا مقودها ورسنها الثقة والاعتداد بالنفس واحساس التميز عن الأقران والجيل الذي يحسب بأصابع اليد الواحدة.

كل “نرجسية” الدنيا، أيها السادة، لن تمنعني من الإشارة لذلك القلم الباهر.. وتلك الفكرة الموحية التي تجول بك، كقارئ، في مساحات رحيبة.. تسوقك مغمض العين، إلى براحات من الدهشة.. لتستقر في القلب وتسكن تحت الجلد.

منذ فترة طويلة ظللت اقول بأن الصديق الدكتور “مزمل أبو القاسم” استطاع بموهبته التي لا تخطئها الأنامل، أن ينصب نفسه عرابا لصحافة “التيوة” الحمراء.. وكأني به يقول للناس أنه متنبئ هذا الزمان الذي يسير في السطور ليقول يا قوم: “انا الطائر المحكي والآخرين الصدى”..

ما من معادل موضوعي مساو لمتنبئ الصحافة المريخية في المقدار والاتجاه وقوة التأثير.. الا هذا الخالد الذي افتقدناه، بل قولوا افتقده بشكل شخصي، كقارئ، يريد أن يقول انه مثل “دودة الكتب” التي تلتهم السطور التهاما.

من هذا المدخل.. اريد ان أتقدم باعتذار للاستاذ “خالد عز الدين”.. صاحب “بدون حجاب” الذي يفتقده القارئ.. وتفتقده الصحافة الرياضية في زمن وحشة الكتابات وانتحار المكتبات وغياب “شيخ الطريقة” الذي يقف مثل السيف وحده على ضفة تمشي فيها الحروف مزهوة وباهرة بطعم الحكايات.

قد يسألني سائلا عن سبب الاعتذار.. في هذا التوقيت الذي يشهد البيت ويشكو موات الأغنيات.. وكلينا قد تجاوز تلك المخاشنات التي عبرت إلى النسيان قبل أكثر من عام.. فأقول أن أثرها مازال باقيا عند خالد عز الدين على الأقل.. فهو مازال يلتقيني كفاحا بذلك الفعل الحرام الذي يجعله يعرض عني ولا يبدأ بالسلام، انا اسجل له هذا الاعتذار.. لأن ما يصلني من جانبه.. يدفعني دفعا لهذا الفعل المبدئي على أمل مني بأن يصفح.. وان يسامح.. وهاأنذا أمد له يدي من أجل السلام وتأكيد الاحترام.. و.. “هي الدنيا ايه غير لمة ناس في خير”.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد