صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

خماسية انيقة ومزيكا

2٬419

افياء
ايمن كبوش
خماسية انيقة ومزيكا

# سألني (بخش) او (باخشوين) ونحن على عتبات الخروج من مقصورة ملعب (الجوهرة الزرقاء).. ! هل اختلف العطاء مما كان عليه في التجربة الاولى.. ؟! وجدتني اقولها (طبعا) !! مثلما قلتها للمترجم (خالد امبدة) و(بشير كيدز).. ! انا وانتم، بطبيعة هذه الاحوال، في حاجة لاعادة بعض ما كتبنا او ما قلنا عن تلك المباراة التي تجاوز بها (الخبير فلورانت) حمى البداية.. وأوجد بها تلك المعادلة الصعبة ما بين المدرب الافريقي (الشُجاع) والعارف بخبايا واسرار الكرة في القارة السمراء، وذلك الاوروبي المتعجرف (الخواف) القادم من تلك (المناخات العجيبة) وريثما يكتشف (مزاج) وقدرات لاعبيه.. يجد ان مقصلة الاستغناء قد اطاحت برأسه واغتالت (أكل عيشه).
# يا صحاب وشهود هذا الفرح الازرق الممراح.. لابد من استصحاب بعض مقتطفات مما قلته عقب المباراة الاولى، ثم اُجيب على السؤال المفتاحي المذكور اعلاه: (قدم الهلال مباراة جيدة بحسابات البداية.. واستطاع اكثر من لاعب لفت الانظار.. خاصة لامين جارجو الذي خطف قلوب الجماهير منذ الوهلة الاولى.. وكذلك المدافع نانيكي الذي استحق لقب (رجل المباراة) بثباته ووقفته الصحيحة وتمريراته الطولية المتقنة).. ثم مضيت في دعم ايجابيات تلك المواجهة وكتبت: (حقق الهلال فوز معنوي مهم في فاتحة مشوار التحضيرات.. المباراة لا يمكن ان تعطينا الاحكام القاطعة حول مستويات اللاعبين.. ولكن مع استمرار المباريات سيحدث الانسجام.. وسيظهر الفريق بالشكل الذي يجعله جاهزا لمقارعة جميع الفرق الافريقية.. مازلنا في بداية الاعداد.. والطريق طويل نحو الكمال.. ولكن محصلة الامس تعطي مؤشرا مهما لما سيكون عليه الحال في الايام المقبلة.. هناك تجارب اخرى كفيلة باحداث التناغم المطلوب.. فقط نحتاج للصبر وان تقوم الجماهير التي حضرت بعد غيبة طويلة بكثافة كبيرة الى ملعب الجوهرة الزرقاء.. بدورها كاملا مثلما فعلت رابطة (شباب الموج الازرق) التي تحملت عبء المؤازرة والمساندة وحدها.. بينما غابت مجموعة (الالتراس) التي تمنينا تواجدها في عرس البداية لتشكل لوحة بديعة في استقبال اللاعبين.. ولكن مازالت الفرصة مواتية امام الاشانتي في اللقاء الثاني وسيمبا التنزاني.. خرجت الجماهير الهلالية بانطباعات جيدة عن الاجانب الجدد… ولكننا نستطيع ان نؤكد ان الهلال كسب لاعب الشُبّاك الذي انتظرته الجماهير طويلا.. لامين جارجو (جناح) من طراز فريد.. باختصار شديد (واحد لى واحد بسوق المدافع.. بسوق المدافع) سواء بالمهارة الممتازة في المراوغة او استخدام السرعة… وهذا ما كان ينقص الهلال في هذه المنطقة، اما مكابي فقد تحرك ايضا في مساحات واسعة ولكنه صاحب اسلوب مختلف عن جارجو ولديه جرأة واضحة في التسديد من كل الاتجاهات.. الثنائي سيشكل قوة ضاربة مع محمد عبد الرحمن وسيساعدا الغربال كثيرا في صناعة الفرص وفتح المساحات في دفاعات الخصوم..)… حسنا.. اكتفى بهذا القدر واشرع في الاجابة مباشرة واقول ان الهلال يسير بنسق تصاعدي نحو الافضل.. بدليل ان رماته نجحوا في تسجيل خماسية بديعة كانت تحكي عن تفاصيل جديدة في شكل الهلال من ناحية تكتيكية وخططية.. سواء كان ذلك عن طريق استغلال الضربات الثابتة المباشرة في المرمى كما فعل (المدرعة) مكابي في الهدفين الاول والثاني، او عن طريق التسديد من وضع متحرك كما في حالة اجاقوون في الهدف الثالث، بينما يبرز التنوع في الهدفين الرابع والخامس في استغلال الاطراف بانطلاق (الجناح الايسر) مكابي او موفق صديق وهكذا سجل موفق ثم مبارك عبد الله على التوالي.
# من خلال مباراة امس.. اكتملت بعض الحلقات المفقودة في اداء الهلال كفريق (شبه متكامل) حتى الان استطاع ان يطبق استراتيجية المدرب في الشقين الدفاعي والهجومي (زي ما قال الكتاب).. اتوقع ان تكتمل الاستراتيجية بالثبات على التشكيلة بعد اداء المباراة الثالثة امام سيمبا.. خاصة بعد الارتفاع الملحوظ في اللياقة البدنية وسط الاجانب والمجنسين على امل ان يرتقي بعض اللاعبين الوطنيين لمستوى الحدث دون الاشارة اليهم بالاسماء.. بالتأكيد الايام القادمة ستكشفهم.. وتكشف كذلك رأي مدربهم فيهم بعد ان وضح تماما ان (ابينجي) يقف على مسافة واحدة من جميع اللاعبين ولا يريد ان يظلم احد.
# واصل المدرب سياسة اشراك عدد كبير من اللاعبين امس.. ولم يكمل المباراة بزمن كامل، الا الحارس فوفانا ومتوسط الدفاع الطيب عبد الرازق والمدافع الايسر فارس عبد الله، فيما غاب اسحق آدم عن المشاركة، ولم يكن الثنائي خاطر وابراهيم امورو ضمن خيارات المباراة بينما شارك الحاضر الغائب، كالعادة، عيد مقدم لاول مرة.
# في الختام اقول ان المباراة ادت غرضها الفني تماما.. ورفعت الروح المعنوية لجميع المكونات الهلالية.. كما اثبتت بان الهلال سيكون بمن حضر على صعيد المدرجات التي تفاعلت مع مناشدة الامس ورسمت لوحة زاهية في مساندة اللاعبين وقامت بتحيتهم على مجهودهم الكبير.. الهلال يمضي الى الامام بعزم الرجال.. ولن ينظر للخلف.. اللهم جنبنا (عوارض العرضة ديك).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد