صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

علة الكرة السودانية..!

821

زووم
علة الكرة السودانية..!
* لسنا أسوأ من مالي وبعض دول غرب القارة الإفريقية التي تقدمت كثيراً في كرة القدم، ولن نكون أقل من بعض دول شرق ووسط أفريقيا (يوغندا، كينيا وتنزانيا) وقد إنطلقت هي الأخرى في سباق التطور المحموم، ولكننا نختلف عن تلك الدول بأننا نختار كوادر محدودة القدرات وضيقة الآفاق وظلامية التفكير في نفسها، مع أنانية مفرطة لا تخطئها العين لنوكل إليها مهمة أن تقود الكرة السودانية إلى النور، لذلك نتقهقر بنتائجنا كل مرة ونتلقى الهزائم العريضة كلما خرجنا إلى المشاركات الخارجية، وأختلف في ذلك كلياُ مع أولئك الذين يهاجمون اللاعب السوداني ويصفونه بالعاجز وغير المتطور، وأن السودان فقير من المواهب، فهذا الحديث لا أساس له من الصحة، ودفاعي عن اللاعب السوداني مبني على معايشة لصيقة لأحوال وأجواء الأندية السودانية والبيئة التي ينشأ فيها اللاعب السوداني، وقطعاً هو نفس اللاعب الذي يحقق النجاحات عندما يجد بيئة أفضل… ونهلل ونفتخر به الآن عندما شارك مع المنتخب القطري.
* ويتناول الرياضيون هذه الأيام عناصر منتخب قطر بشيء من الإحتفاء لأن أصولهم سودانية، ويكتفي البعض بجانب الفخر الفارغ فقط دون أن يتعمق في أصل الموضوع، وليسأل كل شخص سوداني نفسه… لماذا ينجح اللاعب هناك ويفشل عندنا؟… لماذا قاد منتخب قطر للمربع الذهبي على حساب منتخبات قويه بينما وقف لاعب المنتخب السوداني على الملعب وكأنه المهندس الذي صممه متعجباً ومستمتعاً بإنجازه…!!؟
* الإجابة الصريحة عندي أن السبب الرئيس يكمن في البيئة التي ينشأ فيها اللاعب السوداني، والثقافات المحلية التي تقيد عملية تطوره وتجعل سقفه وأفقه مرتبطاً بسقف إدراك إداريين متواضعين، كل منهم يفكر بصورة أنانية تهدف لتحقيق نجاحات آنية تدعمه إجتماعياً على حساب تطوير قدرات اللاعب أو توفير بيئة تساعده على إبراز أفضل ما لديه من قدرات، فيتحطم اللاعب في هذه البيئة وتهتز ثقتة في نفسه وقدراته، وبناءً على ذلك يعاني كثير من اللاعبين السودانيين من إضطرابات في مسيرتهم الكروية وفي الغالب تنتهي مسيرتهم قبل موعدها.. أو على الأقل تتأثر بالأجواء المحيطة.
* منتخبنا الوطني الأخير والذي خسر أمام مصر والجزائر ولبنان، هزمته بيئة الصراعات التي جاء منها، فالهلال الذي تجتهد فيه لجنة التطبيع لإستعادة ملامح الهيبة الضائعة مايزال تنقصه الكثير من الأمور حتى يصل إلى مستوى يليق بإسمه، أما المريخ فحدث وحدث وحدث بلاحرج، فقد أنهكته الصراعات، وبدا أن أنصاره مايزالون يدفعون ثمن التغافل في لحظة مرور سوداكال لرئاسة النادي بالتزكية، فقد خسر المريخ كل شيء في حين غفلة وأنانية.. هيبته التأريخية، وأجواء جماهيره في القلعة الحمراء وحنكة إدارييه، ودقة تنظيم إداراته، وبالتالي افتقد اللاعب إحساس التميز والبطولة.
* المنتخب سافر إلى الدوحة وكلنا قد تابع ما كان بشأن الإنتخابات وما خلفها من أجواء (قاتلة) على الكرة السودانية، ويكفي إن قيادات الإتحاد المنوط بهم تطوير اللاعب واللعبة قد انغمسوا في معركة تحقيق الذات وكل طرف يكيل الإتهامات والسباب للآخر.. فكيف بالله عليكم يخرج من هنا منتخب يفوز على مصر بثباتها وملامحها الحضارية، والجزائر القوية صاحبة الإرادة والتأريخ والنظام..؟… حتى لبنان التي استخف بها الناس نتابع فيها حركة تطوير ممتازة تجعلها أفضل من السودان… فما الذي قدمناه نحن في العمل الرياضي حتى يكون لنا ولو (مظهر) فقط نتفاخر به في مثل هذه البطولات؟
* لاعبو المنتخب القطري مثلهم مثل ثروات السودان المهدورة التي تتسرب إلى بعض دول الجوار كمواد خام يتم تصنيعها وتصديرها على أساس انها صناعة تلك البلدان، بينما يعيش الشعب السوداني في فقره المدقع.. في كل شيء.. هي ذات الفكرة.. قطر المجتهدة تلتقط إنسان السودان المهدور، وتعيد إنتاجه وتصنيعه وإعداده ليدافع عن ألوانها، ولأنها تبذل في ذلك الأمر جهداً ومالاً وفكراً تقطف ثمار ما تصنع ولكل محتهد نصيب، ولو فعلنا نحن ربع ما تفعله قطر، ولو (بالنوايا الحسنة) لكان مظهرنا مشرفاً الآن ولما احتجنا لأراقة مشاعرنا على العدم.
* معظم الدول الأفريقية التي تعاني من ظروف مشابهة لظروفنا أصبحت تعتمد على لاعبين ولدوا وترعرعوا خارجها، في أوربا وغيرها، ووجدوا هناك بيئة ترعى مواهبهم وتعدهم لعالم النجومية بوسائل علمية وفكر متطور، فتتم الإستعانة بهم ليشاركوا مع منتخبات بلدانهم الأصلية رغم أن علاقتهم بها قد انتهت كوطن ومقام… ونحن كسودانيين لم تقصر عنا حكوماتنا في هذه الناحية، وهجرت السودانيين إلى كل بقاع العالم، خاصة في الثلاثين عاماً التي حكمت فيها الإنقاذ، ولم تبق هنالك دولة في العالم لم تستقبل لاجئين من السودان.. حتى اسرائيل حظيت بعشرات الآلاف من الشباب السودانيين، ومؤكد سينشأ أبناءهم في تلك الدول ويستفيدوا من إمكانياتها ويتطوروا كما حدث لهم في قطر.. ولو كان منتخبنا محظوظاً بالفعل فإنه سيجد من يعتمد على أبناء السودانيين المهجرين أسوة ببقية دول القارة… أما ما يحدث في بيئتنا المحلية من صراعات ومشاحنات ومهازل فهي لا تؤهلنا لنكون حاضنة أمينة للمواهب، ولو نشأت موهبة في مستوى ميسي ونيمار وامبابي لانطفأت جذوتها هنا من كثرة الأهوال التي نراها.

حواشي
* أستغرب أيما استغراب من ردة فعل الجمهور على هزائم منتخبنا في الدوحة… ماذا قدمتم لكرة القدم حتى تفوزوا على مصر والجزائر؟
* لا أريد أن إحبط الناس ولكن ما يحدث عندنا يقتل المواهب ويبعثر كل ما من شأنه ان يكون رصيداً نبني عليه.
* كذلك إنبهر السودانيون بمستوى ملاعب قطر واحتفوا بأن من صمم ملعب (البيت) مهندس سوداني شاب… وتمنى البعض أن تكون إحدى تلك الإستادات من نصيب السودان.. حسناً…!
* لنفترض أن قطر منحتنا ثلاث إستادات من الأجمل.. ماذا لديكم لكي تحافظوا عليها؟…. وهل ستحافظوا عليها وتطوروها.. أم ستفتحوها لتخاريج الشرطة الشعب وكتائب الجهاد والدفاع الشعبي لتتحول إلى حواشات؟
* يكفي أننا كسودانيين بدأنا العمل منذ ما لا يقل عن ٣ سنه في تشييد إستادين.. في زمن لم تكن فيه قطر تملك مثل استاد الخرطوم، وتتمنى إنديتها لو أنها حصلت على مشاطيب المريخ والهلال.. وحتى الآن مازالت تحت التشييد..!!
* لو كانت رأس مالية بلادنا (الغبية) قد استثمرت في إستاد (العيلفون) الدولي… لكفتنا شر التنقل للعب خارج البلاد..!!
* أذكركم بأن إستاد العيلفون كان قد أسس على طراز عالمي يسع لسبعين ألف متفرج، ولكن جور الحكومات وضيق أفق الرأسمالية جعلته محلك سر حتى الآن.
* تكلفة إستكمال ستاد العيلفون متوفرة في القرى التي تجاورها فقط دون الحاجة لبنك السودان… لو إستثمروها في تشييد الملعب ومع فندقين أو ثلاثة من فئة الخمسة نجوم لما احتاجت أندية القمة لمعسكرات مصر والخليج.. ولتحولت مدينة العيلفون إلى مركز تجاري بسبب مباريات كرة القدم…!!
* التطور أحياناً (فكرة) لا تحتاج لإمكانيات ضخمة بقدر ماتحتاج لشجاعة في اتخاذ القرار وتنفيذه…!!
* ما يحكيه الناس عن بعثة منتخبنا إلى الدوحة كفيل بهزيمة الأرجنتين بطل كوبا أميركا، وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا تحت هذه الظروف..!!
* مجموعة النهضة أصبحت تتصيد الأخبار السالبة في الإتحاد بعد خسارة الإنتخابات، وبذلك لا تستطيع أن تخفي أن ما حدث قد أطربها حتى مال أفرادها طرباً ورقصوا… لذلك هم عنوانهم (الأنانية) وليست (الوطنية)..!
* الفرق بين الإنسان المتحضر والآخر غير المتحضر.. أن الأول يفهم ما تعني كلمة ديمقراطية، يسلم بما تنتهي عليه نتيجة الإنتخابات ولا يبدي إعتراضاً عليها.. ولا يفعل شيئاً لإفشال من خلفه، بل يجتهد معهم في اتجاه البناء.. حتى إذا دارت الأيام وعاد لذات الموقع وجد ما يستطيع ان يبني عليه نجاحاته..!!
* أعتقد أن سوداكال سيكون رجلاً متحضراً وينصاع لإرادة الجماهير التي رفت رئاسته دون السعي للإنتقام والتخريب..!!

قد يعجبك أيضا
3 تعليقات
  1. عبده يقول

    شكرا لك استاذ ابوعاقلة علي هذا المقال الهادف وسبحان الله انت وطارق محمد عبدالله يضمكم موقع واحد اصلا ده حال السودان

  2. سوداني وأفتخر يقول

    كفيت ووفيت ي أستاذ أبو عاقلة لكن للأسف الشديد أنتم تكتبون لخشب مسندة ( حنك بس ) وفصاحة ف الفاضي للأسف الشديد ولسة ي أستاذ أبو عاقلة دي المناظر والفلم لسة م بدأ الله يستر ندعي الفهم والطيران و بأننا أفهم الشعوب ولكن العكس صحيح شئنا أم أبينا والدلائل كثيرة .
    الله يستر من الجاي ويحفظ م تبقى من السودان !

  3. روجر ميلا يقول

    كفاية شكوى يا استاذ ابو عاقلة

    * الادارة تكون لاصحاب الاختصاص فقط من مارسوا اللعبة المعينة .
    المال … من وزارة الرياضة اولا او مافي داعي للوزارة ناس طفيلية تقعد تصرف رواتب في الفاضي.
    فتح وتشجيع العضوية في الاندية ليساهم الجمهور اذا كان فعلا يريد التطوير .

    انتم الاعلاميين تعملوا باستمرار على الدفع في هذا الاتجاه بكل السبل المتاحة .. من ضمنها الاحتجاج او التظاهر امام المقرات المعنية
    -: وزارة .. اتحاد .. اندية –

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد