فضيحة انداي

افياء
أيمن كبوش
فضيحة انداي
# لا أستطيع أن أكتب حرفا عن فضيحة اللاعب السنغالي “ابراهيما نداي” وإصابته بالتهاب الكبد الفيروسي وكيفية تقييده في كشوفات الهلال، دون ان نأخذ “سندة” قصيرة فيما كنت قد أشرت إليه عن إصابة لاعب المريخ السابق “كونلي”.. وذلك في فبراير من العام 2017 حيث كتبت: “ليس للكرة السودانية على مر سنواتها الطويلة، “تاريخ مرضي” معلوم، خاصة بعد ان فتحت ابوابها مشرعة امام المحترفين الاجانب، الا ان حادثة النيجيري ايداهور وسقوطه المميت باستاد المريخ، تعد هي الفاجعة الاكبر والافدح في تاريخنا الرياضي القريب، وبعيداً عن سيرة (الموت)، وقريبا منها، يبرز (المرض) كعائق قانوني امام الرياضيين، خاصة وان هناك قانون امضى واكثر اعاقة من قانون الفيفا نفسه، اسمه (قانون الطبيعة)، واذا لم تكن طبيعياً وفي كامل لياقتك البدنية، فلن تستطيع ان تمارس اي منشط يتطلب حركة واسعة مثل كرة القدم، بصورة طبيعية.. وتاريخ (المرض) في الكرة السودانية وملاعبها، كما (الموت) تماماً، ولكن (المرض) تم التوثيق له تاريخياً بحادثتين، احداها عندما قام المريخ بابعاد مدافعه المالي (ابوبكر كوني) حال اكتشاف اصابته بمرض في القلب، وتم تطبيق الابعاد فوراً رغم رغبة اللاعب في البقاء وتعهده الشخصي، اما الحالة الثانية فقد كانت للنيجيري (موسى عليو) الذي استقدمه الهلال وشرع في اجراءات قيده قبل ان يُبطلها الكشف الطبي الذي اكد اصابته بإلتهاب الكبد الفيروسي (سي).. وقريباً من هذا المرض الخطير المذكور اعلاه، يبدو أن الكرة السودانية ستعيش هذا الكابوس من جديد، وذلك بإكتشاف اصابة مدافع المريخ (اودنلامي كونلي) بمرض التهاب الكبد الوبائي (ب) وهو الاخطر على الاطلاق، ولكن ما يثير التساؤلات الان هو ان الوحدة الطبية بنادي المريخ اكتشفت مبكراً اصابة الدولي النيجيري القادم من فريق (صن شاين) بالمرض، حيث اكتملت اجراءات الكشف الطبي الذي تم في مستشفى معروف بتاريخ 2/11/2016 وجاءت النتيجة المعملية ايجابية، هذا يضعنا امام خيارات عديدة، اهمها ان نادي المريخ قام بضم (كونلي) مع سبق الاصرار ودون ان يخبره بمرضه… او ان المسئولين عن هذا الملف بالنادي اخبروا اللاعب وشرعوا في مساومته مابين الابعاد او فرض الامر الواقع مع تقليل النفقات، خاصة وان المرض يحتاج لعلاج مستمر وربما تظهر مضاعفاته الخطيرة بعد انتهاء عقد اللاعب مع النادي، الا ان هذه الفرضية لا تجوّز خطوة نادي المريخ لسببين، اولهما الخوف من انتقال المرض لبقية اللاعبين، وثانيها القانون الذي يمنع ذلك وسيضع النادي ووحدته الطبية التي اشرفت على ذلك في مواجهة علنية مع (قسم ابوقراط).. وبتعريف مبسط للمرض حسب الموسوعة الطبية العالمية نجد ان إلتهاب الكبد B هو مرض معد يسببه فيروس التهاب الكبد ( HBV )، ويسبب التهابات حادة ومزمنة. هناك كثير من الناس الذين ليس لديهم أي أعراض خلال العدوى الأولية للمرض والبعض يظهر لديهم تطور سريع لاعراض المرض وغالبا ما تستغرق اعراض بدءه من 30 الى 180 يوما ومعظم الذين يعانون من مرض مزمن ليس لديهم أي أعراض ولكن مع مرور الوقت قد تظهر مضاعفات أكثر خطوره كتليف الكبد وسرطان الكبد.. وينتقل الفيروس عن طريق التعرض المباشر لدم المصاب أو سوائل الجسم ولا يمكن لفيروس التهاب الكبد (ب) أن ينتشر من خلال مصافحة اليدين ويتم التشخيص عادة عن طريق اختبار الدم لأجزاء من الفيروس والأجسام المضادة له.. ويستغرق العلاج من ستة أشهر إلى سنة وذلك اعتمادا على العلاج وجينات الشخص وعلى الرغم من عدم قدرة أي من الأدوية المتوفرة على إزالة العدوى, إلا أنها قادرة على أن توقف تضاعف الفيروس وبهذا تقلل من تلف الكبد.. ستدور الاسئلة في رؤوسنا جميعا، لان الموضوع خطير ومثير، ولابد ان يفتح باب التحقيق فيه على مصراعيه، بطرفنا المستندات التي تؤكد اصابة (كونلي) واسم المستشفى، فماذا انتم فاعلون يا اهل المريخ.”
# واحدة من اختلافات الحالة المرضية التي بين كونلي المريخ وانداي الهلال هي أن الهلال أعلن عن مرض اللاعب والمريخ لم يفعل ذلك، ولكن اخطر ما في القضية الحالية أن نادي الهلال لم يخضع اللاعب السنغالي للكشف الطبي قبل تسجيله وهنا يبرز التواطؤ الذي يدعو للتحقيق وهو عين ما طالب به الأخ ايهاب حجازي.. لا أتوقع أن يتجاوب الاتحاد العام مع طلب عضو الجمعية العمومية لنادي الهلال لأن الاتحاد لا يتجاوب مع قضايا الفساد.. ولكن من هو صاحب قرار تقييد أنداي في كشوفات الهلال على طريقة “دفن الليل اب كراعا بره”.. ومن هو صاحب المصلحة الفعلية فيما جرى..؟! غدا نرد بما نعلمه من تفاصيل مثيرة.