صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

في الطريق الى بورسعيد سودانية..!!

38

كـــــــرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

في الطريق الى بورسعيد سودانية..!!

* مخطئ من يظن ان العبط والهبل والاستخفاف والاستهتار والاستهبال الذي يمارسه البعض منذ سنوات والمتمثل في بث كل ما له علاقة بالتعصب لن يؤثر على فهم المشجع السوداني والعاشق للمريخ والهلال.. نقول ذلك وامامنا ما حدث في شمال الوادي بين الاهلي والزمالك في قمة السوبر بأبوظبي الاماراتية..

* لقد تابعنا قبل سنوات الحادث المؤسف باستاد بورسعيد والذي راح ضحيته العشرات بعد ما تدافعت الجماهير واقتحمت الملعب.. والمتابع يجد ان ما يحدث في ملاعبنا يحمل معه الكثير من الاشارات الدالة على اننا صرنا على بعد خطوات معدودة من تكرار نفس كارثة بورسعيد بحيث يكون جمهور المريخ والهلال هما طرفا النزاع وأساس المأساة..

* الشحن الزائد عنوانه الاول اسلوب التعصب الذي صار من اقصر الطرق المؤدية الى شهرة كل باحث عن الفلاشات، وكيف لا واصحاب المرض تحولوا الى قتلة عبر السموم التي يبثونها بأقلامهم في الاسافير وبكبسة زر تصل الجرعة المميتة الى أبعد مدى..

* وفي سبيل الشهرة والفشخرة، والبحث عن التميّز ولو حتى بالوهم وبث الاكاذيب بين البسطاء من ابناء بلادي يمكن لاي شخص مصاب بداء العظمة ان يسرح ويمرح في ظل تواضع امكانيات جل قادة الادارة سواء في الاندية الكبيرة او الصغيرة والاتحادات..

* وحتى لا ننسى فان مباريات القمة في السودان ارتبطت بكل ما له علاقة بالتخوين والاساءة وتبادل الاتهامات وغير ذلك من الكلمات والصفات الدخيلة والتي لا علاقة لها البتة بالرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص.. لماذا يا ترى..؟! هل تحولت المفاهيم في دواخلنا ووصلت لهذه الدرجة المتواضعة..؟!!

* من يا ترى المستفيد من تأزم الوضع بين الجماهير ووصوله الى هذا المستوى البائس والذي تشهد عليه نهاية كل مباراة للقمة باعمال الشغب سواء كان هنالك سبب او بدون اي سبب.. ولدرجة صارت معها الهزيمة بعيدة عن فهم جل عشاق القمة..

* الشجب والاعتراض والاحتجاج لا يتوقف عند الجماهير التي تحضر مقابلات القمة في المدرجات خاصة بعد الهزيمة، ونتابع ادعاء الصحافين الذين ولجوا بلاط صاحبة الجلالة في غفلة من الزمان وهم يرتدون ثوب التعصب بدرجة أعلى واكبر وأفظع..

* مثلاً، تعادل الهلال امام الامل الاخير تحول الى بكائيات في المدرجات عقب اللقاء مباشرة، وفي اليوم التالي تابعنا الحزن وهو يفرض نفسه على جل الاصدارات الزرقاء وكأن قاعدة كرة القدم قد تبدلت وسمحت لفريق الهلال واعطته حق الفوز باستمرار..!!

* اما اذا خسر المريخ في الدوري فان (الحيطة القصيرة) تظل على الدوام هي الاتحاد الهلالابي، والبروف شداد ولجانه الزرقاء، ولا مانع من وصف ما حدث من هزيمة على انه يندرج تحت بند المؤامرة الزرقاء وغير ذلك الكثير من الأوهام الثابتة والمتحركة..

* تلك الاساليب وللاسف تجبرن جل العشاق على التهرب من الهزيمة ومواجهة الواقع البائس لفرقنا التي تنكشف على حقيقتها بمجرد ان تظهر في المسابقات الخارجية سواء في بطولات العرب او افريقيا او حتى اقليمياً على مستوى شرق ووسط افريقيا..

* الى جانب كل ذلك لا احد يدرك حجم الماساة التي تسير في صمت مقتربة من الظهور في الواقع.. اي نعم انهم لا يدركون تأثيرات ما يشكلونه من خطر على واقع ومستقبل الكرة السودانية لانهم الأبعد عنه والاكثر جهلاً به، وعليه فاننا لا ننتظر منهم اي شئ..

* الخوف يفرض نفسه علينا وينبئنا باقتراب ظهور مشهد مأسوي لا يقل في خطورته عن ذلك الذي تابعناه مع كل عشاق الكرة في الوطن العربي والعالم وحدث في مباراة لكرة القدم بين الاهلي والمصري ببورسعيد والذي أفرغ الساحرة المستديرة من كل مضامينها.. فحذاري من بورسعيد على الطريقة السودانية.

* تخريمة أولى: مكالمة طويلة جمعتني بالاخ علي اسد عضو مجلس ادارة نادي المريخ الشرعي والذي تقدم باستقالته مؤخراً اعتراضاً على القرارات التي اصدرها الرئيس المكلف مادبو استفسرته فيها عن امكانية سحب استقالته فاكد لي ان قراره الخاص بالاستقالة نهائي ولا رجعة فيه، متمنياً التوفيق لكل الاعضاء في مقبل الايام.. ولم انهي المكالمة الاّ بعد ما سألته عن قصة الشكوى اياها فجاءت ردوده عميقة ومنطقية وحمدت الله كثيراً على ان بمجلس الشرعية رجل بقامة (على اسد)..!!

* تخريمة ثانية: تذمر افراد مجموعة الكومبارس الذين تناولتهم بالاشارة في عدد الامس بهذه المساحة وظهرت انفعالاتهم من خلال عدد من الردود والرسائل في بعض القروبات.. ساعتها حمدت الله كثيراً ان رسالتي قد وصلت ولا زلت عند موقفي الخاص بان الكومبارس كومبارس والصفاق صفاق والهتيف هتيف وهنالك عدد من مقدر من الدخلاء يحلمون الوقوف بالصفوف الموجودة خلف الصفاقة للقيام بدور كومباس الكومبارس. اللهم احفظنا واسترنا وانصرنا على كل طبال ومحتال..!!

* تخريمة ثالثة: اللهم أرحم عبدك الجعلي عبد الله وتقبله قبولاً حسناً بقدر ما اعطى لمهنة الصحافة التي كان يتعامل فيها بكل الاريحية بحيث لا تفارق الابتسامة وجهه الصبوح البشوش.. اذكر أنني التقيه قبل شهور في شارع عطبرة بالخرطوم وكالعادة قابلني بضحكته الشهيرة وتناولنا اطراف الحديث وودعته دون ان أعلم انه اللقاء الاخير.. يارب العرش العظيم ارحم عبدك الجعلي والهم اله وذويه الصبر وحسن السلوان واسكنه فسيح جناتك مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا.

* حاجة أخيرة: مشيت لود العمدة وقال لي ما بمضى.. (يكون ماشي كاس يا ربي)..؟!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد