في الوقت الذي كان فيه الاهلة يعيشون فرحة الفوز علي ندهم المريخ للمرة الثانية علي التوالي خارج السودان .. وفي الوقت الذي كان فيه الخليج العربي بصفة عامة ودولة الامارات علي وجه الخصوص تتحدث عن الهلال الذي تخصص في نده المريخ بالفوز عليه خارج وداخل الديار وحرمانه من البطولات ذات المواجهات المباشرة ..وفي الوقت الذي استبشر فيه الاهلة خيرا باستقرار فني واداري بعد فترة طويلة من التبديلات في الاجهزة الفنية والادارية رفض رئيس الهلال وهو المسؤول الاول عن الاستقرار وصاحب القدر الاكبر في الفرحة وصاحب النصيب الاعلي في رحلة الامارات رفض الا ان يقتل هذه الفرحة في مهدها بقرار غريب في التوقيت ومعيب من الناحية الفنية وسئ جدا من الناحية الادارية ومحبط جماهيريا وهو الخاسر الاكبرمن هذا القرار ..
من ناحية التوقيت فان الكاردينال حول افراح الهلال الي احزان .. وحول التركيز الاعلامي من هزيمة المريخ وفوز الهلال بالدرع الي تركيز اعلامي علي اقالة المدرب بشكل عام وعلي قرارات الكاردينال الغريبة في اقالة المدربين علي وجه خاص وقدم الكاردينال بهذا التحول الاعلامي خدمة للمريخ ما كان يحلم بها بعد ان اصبح تحت الضغط النفسي والتحول الاعلامي كله لصالح الازرق والحديث كله عن هدف النعسان ..
الكاردينال اعاد احياء المريخ من جديد وخفف الضغط علي (النعسان) و(صحي) الاعلام المريخي علي فكرة جديدة ليتحول من ملاحقة نجومه ومدربهم الزولفاني لملاحقة رئيس الهلال ومدربه المقال !
بعيدا عن صحة القرار او عدم صحته فان توقيته يؤكد بان الكاردينال يفتقد للاحساس الاعلامي ولا يجيد فن التعامل مع الوقت ..
لنفترض جدلا ان مدرب الهلال الامين نجاي قد جاء بكبيرة !! فهل هذا هو التوقيت المناسب لاقالته .. الم يكن بمقدور الكاردينال ان يصبر حتي يمر اسبوع او خمسة ايام علي انتصار فريقه علي المريخ وينتهي الحديث بشكل طبيعي عن المباراة وتداعياتها وبعد ذلك يقيل المدرب ..
بل بالعكس فقد كان الافضل للكاردينال ان يثني المدرب عن الاستقالة ان هو تقدم بالاستقالة ويقدم له تنازلات بالاستمرار حتي يجد الوقت المناسب لاقالته بعد ان يتفق مع مدرب اجنبي علي مستوي الامين نجاي او افضل منه .. وفي كل الاحوال فان الكاردينال كان الافضل له الصمت وعدم تبرير هذه الاقالة الغريبة بحديث اغرب من الاقالة نفسها ليؤكد الكاردينال بهذا الحديث بانه لا يجيد فن الحديث ايضا خصوصا في تبرير المواقف !
عندما يقول رئيس بانه خدع في التعاقد مع مدرب (عاطل) لست سنوات فانه ينتقد في نفسه فقط ولا ينتقد في اي شخص اخر لانه يتحدث عن معلومة متاحة وسهلة جدا ولا تحتاج الي مجهود ولا يمكن لاي شخص ان يخدع بها اي شخص .. السيرة الذاتيه للمدرب موجودة بوضوح شديد في الانترنت وليس في مكان لا يمكن الوصول اليه !
وعندما يتحدث الكاردينال عن عدم التأهيل الفني للمدرب فان حديثه ايضا يرتد اليه لانه المسؤول الاول من التاكد من شهادات المدرب قبل التوقيع معه مع ملاحظة هامة بان انجاي هو مدرب مازيمبي الذي احرز معه بطولة دوري الابطال واشرف عليه وهو يشارك في بطولة العالم للاندية في ابوظبي نفسها !!!
وعندما تقيل مدرب لعدم الكفاءة والشهادات فمن الطبيعي ان تاتي بمدرب يتفوق عليه ولكن ان يكون بديلك مدرب لياقة جاء للسودان معدا بدنيا فوجد نفسه علي رأس الجهاز الفني للهلال اكثر من مرة فهذا القول يرتد علي صاحبه ..
سبق ان تحدثنا عن الدبلوماسية في الحديث في المجال الكروي .. وقلنا ان هناك جمل محفوظة في الكثير من المواقف مثل حديث لاعبي التنس عند نهاية البطولات بشكر المنظمين والجمهور وجامعي الكرات والثناء علي الخصم .. وفي كرة القدم فانك لا تتحدث عن هزيمة تاريخية لندك لان كرة القدم غير مضمونة ابدا ! هذه التصريحات الغريبة للكاردينال امتدت مع اقالة المدرب عندما تحدث عن توصياته بشطب عدد من اللاعبين وهو امر لا يحدث عادة ويكون من الامور السرية خصوصا وان الاقالة لم تتم بسبب هذه الاختيارات ولو كان هناك خلاف ادي لاقالة المدرب بسبب خيارات الشطب والتسجيل كان يمكن ان يكون الامر مقبولا .
نلاحظ ان الكاردينال لا يذكر بالخير المدربين واللاعبين الذين يغادرون الهلال رغم انه امر طبيعي في عالم كرة القدم لذلك يجب ان يتخلص رئيس الهلال من هذه العادة وان يكتفي بدبلوماسية الحديث الكروي في مثل هذه المواقف بان يشكر المدرب الذي تنتهي علاقته بالهلال ويقول باختصار ان الطرفين اتفقا علي انهاء العقد او وصلنا لطريق مسدود او يقول هذا هو حال كرة القدم ..
يخطئ الكاردينال ان كان يعتقد بان البطولات الكبري يمكن ان تتحقق بهذه الطريقة ويخطئ ان كان يعتقد بان الهلال يمكن ان يلعب وباستمرار كرة برازيلية وجميلة لان البرازيل نفسها لا تفعل ذلك .. ويخطئ ان كان يعتقد بان الفوز في مباريات القمة يكون باهداف كثيرة وبسهولة .. ويخطئ ثم يخطئ وسوف يدفع الثمن غاليا ومعه للاسف الهلال أن كان يعتقد بانه يفهم في كرة القدم افضل من الامين انجاي !!!!
