صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

(مايو الازرق)

708

افياء
ايمن كبوش
(مايو الازرق)

 

# قلت له: هو لقاء الأوراق المبعثرة على قارعة الطريق.. والامتحان المكشوف في كل المواد.. الدعم النفسي.. اللياقة البدنية.. الحضور الخططي.. الثبات الانفعالي وقبل كل ذلك الدافعية والثقة.. يدخل عملاقا السودان إلى ارضية ملعب (شيكان) اليوم السبت الذي نتمناه ازرقا بحجم” زرقتنا” والوان السماء.. وكل فريق منهما يعرف ما يريده من المباراة.. ويعلم كل شيء عن الآخر.. هذا الكتاب المفتوح على كل ناحية.. وعلى كل ناصية في علم التدريب سيجعل المباراة صعبة على الفرقتين.. بل فوق صفيح ساخن.. لا مجال اليوم لكي تلعب الأرض مع أصحابها.. لانها ارض محايدة.. ولكن ليس من المنطق ان يطمئن الهلال إلى حياد الارض.. في ظل وجود جمهور الفريقين.. والصراخ العالي.. لذلك لابد من العمل الجاد والاجتهاد.. فمباريات كرة القدم بقدرما تُبنى على حسابات دقيقة.. وعلى جزئيات معلومة ومسبقة كذلك.. فإنها أيضا خاضعة إلى متغيرات لا تخلو احيانا كثيرة من المفاجآت.. موتا في مواجهة ابراهومة.. هذه معادلة صعبة تحتاج لحذر شديد من جانب الهلال الذي نخشى عليه جدا من معركة خط الوسط.. باعتبار ان ابراهومة سيدفع بخمسة لاعبين، ربما، في مواجهة ثلاث من الهلال.. والبرتغالي لا يبالي ابدا من تكرار الاخطاء..
# بعيدا من (المكاواة) الموروثة.. لابد ان نقول ان المريخ فريق كبير، له طموحات كبيرة، ولكن الهلال أيضا هو الفريق الاكبر في السودان والسيد على هذه البطولة وبالتأكيد لديه طموحاته في ان يُبقي على ارقامه المميزة في المنافسة الاولى بالبلاد.
# مباراة اليوم عادية ومخيفة في ذات الوقت، مخيفة كونها مع نهايات تكليف لجنة التسيير الهلالية، وعادية لانها تحمل ذات العناوين المحفوظة منذ سنوات طويلة.. ولكن في اعتقادي أن لاعبي الهلال بمقدورهم أن يقدموا مباراة كبيرة اذا آمنوا بقدراتهم وتعاملوا على اساس انهم الافضل في السودان، بلا تفريط أو إفراط، وهي في النهاية مباراة في كرة القدم لا تخرج من نطاق التسعين دقيقة التي يمكن أن يتم تقسيمها ثانية.. ثانية.. وان نكسب مثلما كسبنا في نهائي ذات المنافسة.. والديربي الافريقي الاخير في دور المجموعات.
# اعود واقول ان اهمية ديربي السودان يتحدث عنها الان طريق الصادرات، او الطريق الغربي ام درمان بارا الابيض المزدحم حاليا بانواع مختلفة من السيارات التي تنهب الارض نهبا مع الامنيات الصادقات بسلامة الوصول.. اداريون ورجال الاعلام والمشجعون الذين ارتحلوا بالبصات.. كلهم قصدوا حاضرة شمال كردفان وعروس الرمال من اجل الهلال والمريخ.. تلك المباراة التي لا تعرف الاحكام المسبقة ولا الاعتراف بالجاهزية الفنية.. هذه المباراة التي كثيرا ما طبقت مبدأ (عنتر كتلو اعمى)، لذلك على الهلال الحذر لان الاعمى المتربص يبحث عن خنجر مسموم يجرح به كبرياء البطل وحامل اللقب..
# يصادف لقاء اليوم شهر مايو.. وعندما كانت (مايو) حمراء فاقع لونها، كان سدنتها وطلائعها يغنون انبهارا مع شاعر الشعب محجوب بيه شريف (حكاياتنا مايو) و(مايو) اليوم هو (مايو الازرق) الذي سيقضي على الرايات الحمراء مثلما قضى عليها المشير جعفر نميري.. سيكون مايو اليوم هو (مايو الازرق) بأمر ياسر مويس ومحمد عبد الرحمن ووليد الشعلة.. سبت ازرق بحول الله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد