صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

من غير “زعل”

53

لأجل كلمة

لينا يعقوب

من غير “زعل”

من غير “زعل”.. من هم خبراء الحكومة ومختصوها فيما يتعلق بمفاوضات جوبا..؟
من الذي يأتيهم بالمعلومات الأكيدة والإحصائيات الحديثة والأرقام، بل والدراسات والتحليلات والأفكار والمقترحات والموجهات..؟
هل يغادر أعضاء السيادي إلى جوبا دون خبراء وبما تم جولاتهم السابقة..؟!
يذهبون إلى المنبر ويبصمون ذات الاتفاقيات السابقة التي تم توقيعها، بإضافة كلمة “نجدد”..!
ويبدو أنهم يفعلون ذلك لحفظ ماء الوجه، بإظهار أن الجولة لم تفشل أمام الإعلام وهناك اتفاقية موقعة..!
كان ضمان الاتفاقيات تنفيذ ما اتفقت الأطراف عليه، بإدخال دول الجوار والاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي ليكونوا شهوداً من ناحية ومعينين من ناحية أخرى وهو ما لم يتم حى اللحظة لتلكؤ الأطراف في الإنفاذ.
كما أن عدم وجود حلول لما تطرحه الحركات من جانب الحكومة بات يصيب الجولات بعدم الحيوية أو شيء أقرب للفشل.
مثلاً إن كان القيادي عبد العزيز الحلو، يطرح علمانية الدولة في المفاوضات، فما هو رد الحكومة.؟
رد الحكومة يتمثل في إرجاء الأمر إلى مؤتمر دستوري، وبذلك يغلق الحلو باب التفاوض، فمن الأجدى أن ينتظر إقامة المؤتمر الدستوري ومعرفة نتائجه لاستئناف المباحثات على ضوئه..!
وكذلك طلب الحكومة وإصرارها أن يُدمج جيش الحلو مع القوات المسلحة في الإطار العام لإعادة الهيكلة، إلا أن رئيس الحركة الشعبية يرفض ذلك، فلماذا يدمج جيشه في ظل وجود جيوش أخرى موزعة، أو هكذا يرى..!
لا نرى حلولا وسطية أو مقترحات عملية في التفاوض، ولا يبدو أن الوسيط قادر على إحداث اختراق ولا الحكومة ومعها الحركات قادرتان الابتكار، والنتيجة مزيد من السفر والبطء والفشل.
مفوضية السلام كأنها تحاول اللحاق بمفاوضات تخطتها كثيراً من ناحية الزمان والمكان، فلا وجود لها أو لا قيمة لها، على الأقل حتى الآن.
في ضوء ما هو ماثل وما نرى، سيغادر أعضاء المجلس السيادي مرةً أخرى إلى جوبا وقد ينجحوا في إضافة بند أو اثنين على اتفاق وقف العدائيات لتمر فترة الستة أشهر دون تحقق شيء على أرض الواقع.

 

 

لينا يعقوب

السوداني

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد