صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

هل إستفدنا من الدرس؟

951

زووم

 

ابوعاقلة اماسا

هل إستفدنا من الدرس؟

 

* ما يمر به المريخ الآن من محن، تتمثل في شكل إدارته التي تبدو كورطة تأريخية تورط فيها النادي، وما خلفه ذلك كله من تشرذم وانقسامات لم تسبق له مثيل، وما وصل إليه الإستاد من دمار، مع محرقة القيم التي تابعناها في بعض قروبات ناديه، في تقديري ماهي إلا دروس وعبر ستعود علينا بالفائدة إذا تعلمنا منها ما يجب ووقفنا عندها لنميز ما خبث وما طاب من العمل وحددنا ما ينبغي فعله حتى نخرج بالخلاصة، على الأقل في كيفية تنظيم هذا المجتمع الكبير تحاشياً لتكرار هذا المأزق مستقبلاً، خاصة وأن ما حدث لم يكن بمحض الصدفة، أو فجأة حتى نقول أنها باغتتنا، فقد كانت هنالك إرهاصات ومقدمات لأن المريخ منحدر نحو حقل أزمات وأن ظروفاً في غاية السوء ستمر به بعد الإستقرار الكبير الذي شهده النادي (مالياً) في سنوات جمال الوالي، فهي سنوات شهدنا فيها الكثير من الثورات، غير أنها كانت عبارة عن إنفعالات لحظية ذهبت جميعها مع الأيام، شهدنا ثورة وعي جماهيري دفعت إلينا بثورة الحوسبة لو تذكرونها، وعضوية الفئات التي قدمت مهندسين وأطباء وقانونيين ومصرفيين وكوادر أخرى كانت مؤهلة لكي تؤسس أرضية ممتازة لمريخ مواكب للعصر، ويبني مجتمع يجيد التعامل مع الأزمات وتزيده المحن تماسكاً، ولكن من حدث أن لجنة أطباء المريخ التي قدمت لنا أسماء كبيرة، والمهندسين المريخاب والقانونيين الذين مثلهم في فترة من الفترات أسماء في قامة محمد علي المرضي وعبدالباسط سبدرات وغيره والمهندسين والمصرفيين كلها كانت ثورات انتهت وإنهارت ليعود المريخ بدائياً كما كان قبل عقود.. يقوده رجل واحد… هو الذي يدفع ويستأسد ويقرر ويسيطر، وإن هو وصل حد الملل وضع كل الشعب أياديه على قلوبه خوفاً من الإنهيار.. وهو وضع لا يليق بنادٍ جماهيري كبير.
* مجتمع المريخ بحاجة إلى إعادة تنظيم بمنهج آخر غير المنهج الهتافي القائم على العواطف الآن، يحتاج لأن يوجد المريخ كقيمة كبيرة قبل أن يبحث أثرياء يقودونه، يحتاج أن يوجد عادات وتقاليده القديمة ويمزجها بالممارسة الديمقراطية الحديثة ليقدم الكفاءات تصعيداً من القواعد وبصورة منطقية بدلاً عن البحث عن قيادات من بعيد، تأتي لتستكشف ما يحدث في المريخ وتعرف وتتعلم وتمل وتذهب من حيث أتت.
* المريخ بحاجة إلى أن يحتضن الكفاءات من أبناءه، أطباء، مهندسين، قانونيين ورجال أعمال وضباط ورجال أمن وأكاديميين ومثقفين وفنانيين ومفكرين ورجال دين.. لأن محصلة التثاقف بين هذه الفئات هي التي تصنع الإستقرار وتمنحنا مجتمع مترابط ومتسق.. تقوده الكفاءات.. الإداري فيه إداري والمدرب مدرب والصحفي صحفي والمشجع مشجع والمدرب مدرب.
* ما يجري في المريخ الآن نتاج لفوضى خلط الأوراق، وتلقائية الممارسة التي هي ضد الإحتراف وروح العصر، وإذا مضينا في هذا الطريق فإننا سندخل حقل الألغام عما قريب وستكون الخسارة أكبر.. !!
حواشي
* قبل أيام كنت مع الصديق طارق المعتصم في ضيافة الأستاذ حسين خوجلي بمكتبه في قناة أم درمان الفضائية، إستمتعنا بإستدراكاته الذكية والجميلة في شتى المجالات.. حتى في الرياضة تحدث وكأنه يعيش معنا هذه الأزمات بتفاصيلها.
* حسين خوجلي يعيب على الرياضة أنها لا تملك (منظرين).. ويعني أنها تسير بتلقائية وبلا خطط مسبقة، وكلمة منظرين هذه تذكرين بمنطق العاجزين في الرياضة عندما يميلوا إلى تسفيه الآراء.. فيقول لك أحدهم: (ده تنظير ساي)..!
* ومن ذات القولبة المضرة والمعاكسة للأشياء عندما يقال عن أصحاب الرأي: (ديل منظراتية ساكت).. ويقال للثري: (ده زول كويس) وإن كان رأسه فارغاً لا يحتوي على شيء.
* يعتمد معظم الرياضيين في تقييمهم للكوادر على ما يملكون من مال وليس على ما يتمتعون به من حنكة وحكمة.. وعندما يقول لك أحدهم: فلان كويس فتيقن أنه يتمتع بإمكانيات مادية.. وإن كان أمياً وعشوائياً في تصرفاته وقراراته.. وهنا المتاهة..!
* في تقديري الشخصي كمتابع، أنجح الكوادر الإدارية في الرياضة دائماً هم ضباط القوات النظامية، وتحديداً الجيش والبوليس، وهم يتمتعون بصفة الإنضباط وهي كلمة السر في أي عمل ناجح…
* في تأريخ نادي المريخ كان ضباط الجيش مثلاً هم أنجح القيادات وأكثرها هيبة، لأنهم يتميزون بالوضوح والإنضباط والحسم والحزم والجرأة والقدرة على الصدام.. عكس القيادات الأخرى من الأثرياء والمدنيين الذين يميلون لتمييع الأشياء والمجاملات والهشاشة في المواقف وسرعة الإستسلام.
* عندما يتحدث قدامى المريخ يأتي ذكر الراحل الفخيم بشير حسن بشير وحسن أبوالعائلة وماهل أبوجنة، وثلة من الإداريين الناجحين في القمة، خالد حسن عباس وفيصل محمد عبدالله واللواء حقوقي عبدالمنعم النذير في المريخ وأبوسمره والسر محمد أحمد وحتى جيل السر أحمد عمر من جنرالات الهلال.. كلهم استمدوا نجاحهم وهيبتهم من الإنضباط.
* في الأندية الأخرى، ومن تجارب الحاضر الرياضي كنت ومازلت شاهداً على تجربة نادي النسور الذي نهض من الدرجة الثالثة وحتى الممتاز بفضل عقلية وشخصية اللواء مكي عبدالقادر.. ونادي أمبدة، بطل دوري الأولى بالخرطوم مرتين تحت رئاسة الفريق عبدالمنعم عبدالقيوم، فضلاً عن إسم الناديين معاً كأفضل مدرستين رفدا الدوري الممتاز والقمة بأفضل نجوم الكرة السودانية..!
* ذكرت كل هذه النماذج الناجحة من ضباط القوات المسلحة والشرطة كدليل على أنهم ليسو أثرياء ولا رجال أعمال ولكنهم قدموا ما لم يقدمه غيرهم، وتركوا بصمات حقيقية إعتماداً على الإنضباط والإلتزام والإتقان.
* أحد اللذين اعتادوا على التهريج في مقصورة المريخ ومجتمعه، أراد ذات مرة أن يقدم فاصلاً بائساً من تلك الفواصل التي يتحاشاها الناس عادة، بحضور ماهل أبوجنة… فما كان من الأخير إلا وأصدر تعليماته بالقبض على المهرج وإيداعه الحراسة.. وبعدها إنقطع التهريج من المكان.
* الآن يزدحم المريخ بالمهرجين ويندر في مجتمعه الإنضباط… فشتان ما بين رئيس يحسم الفوضى ورئيس يشيعها ويتسبب فيها؟

قد يعجبك أيضا
2 تعليقات
  1. محمد سر الختم يقول

    اتفق معك في ما حواه العمود . لكن في الوقت الراهن العببء النالي تضخم ولا يمكن للمنظر أن ينجح بدون سند مالي. إذن المعادلة تكون
    خليط من يملكون المال مع المنظرين. علينا البحث عن الكيفية التي تمكننا من إيجاد خليط. اصحاب المال الراغبين موجودن المنظاتية موجودن
    متبقي أيجاد تناغم بين الأثنين كانت التوايا خالصة لخدمة الكيان. أو على الملايين التي تشجع المريخ أن تنسق نفسها وتتناسق تحت شعار من
    أجل الكيان وتساهم كل بقد استطاعته بدء من الجنية إالىالألف جنينه.

  2. Muataz يقول

    رجعت لأصلك يا أماسا بقيت تقابل حسيت خوجلي، يعني قنعت من الشعبي خلاص، البل واحد وطني وشعبي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد