صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

البصيرة أم حمد

26

خارطة الطريق
ناصر بابكر

* منذ نهاية مباراة المريخ والجيش السوري في إياب الدور الأول من كأس العرب للأندية وجل إعلام وجمهور المريخ يتناول حال أرضية القلعة الحمراء مع إجماع على أنها باتت الخصم الأخطر والأصعب الذي يواجهه المريخ للدرجة التي بات فيها كل عاشق للزعيم يضع يديه على قلبه قبل أي جولة يتأهب المريخ لخوضها على ملعبه .
* وعندما أراد المجلس معالجة الأمر كانت طريقة معالجة (البصيرة أم حمد) حاضرة، والبصيرة أم حمد لمن لا يعرفون قصتها هي باختصار مشكلة حدثت في قرية عندما علق رأس ثور داخل جرة وصعب على القوم إخراجه فلجأوا لأخذ رأي البصيرة أم حمد التي أشارت لهم بقطع رأس الثور ثم كسر الجرة فمات الثور وتدمرت الجرة وكانت الخسارة مزدوجة .
* مجلس المريخ ولمعالجة مشكلة الملعب تعاقد مع شركة متخصصة لصيانة الأرضية وهي خطوة ممتازة وكانت مطلوبة بشدة .. لكن حتى تكتمل ويجني المريخ ثمارها وتؤتي أكلها كان المطلوب ومنذ اليوم الأول للتعاقد مع الشركة إصدار قرار فوري بإغلاق الملعب لمدة شهر أو حتى نهاية الموسم ونقل مباريات الفريق المتبقية لملعب آخر سواء استاد الهلال وهو الخيار الأنسب من واقع نجيله الطبيعي وأرضيته الجيدة أو بالعدم اللجوء للخيار الصعب الاضطراري وهو خوض بقية المباريات على إستاد الخرطوم حال رفض الهلال السماح للمريخ باللعب على ملعبه .. ومع التأمين على أن النجيل الصناعي خصوصا النوعية السيئة منه يتطلب اللعب عليه مجهودا كبيرا وربما يؤدي لاحقا لإصابات لكنه يبقي خيارا أقل سوءا من اللعب بالقلعة الحمراء في حالتها الراهنة مع التذكير بأن المريخ لعب عدد كبير من المباريات من قبل في إستاد الخرطوم ومع التنبيه لنقطة مهمة أخري وهي أن غالبية عناصر توليفة المريخ الأساسية قدموا للمريخ من الخرطوم الوطني ما يعني أنهم اعتادوا أرضية إستاد الخرطوم التي كانوا يلعبون عليها موسما كامل والأمر حاليا لا يتجاوز بضع مباريات تقل عن الست وطالما أن الأرضية لا تعيق عملية التمرير وتناقل الكرات والتسديد فتبقي هي الخيار المتاح والأفضل للمريخ من اللعب على ملعبه بوضعه الحالي.
* فممارسة كرة القدم في أرضية القلعة الحمراء حاليا وأغلب أرجاء الملعب مكسوة بالرمال أمر صعب ومعقد للحد البعيد إن لم يكن مستحيل إلا للاعبي الكرة الشاطئية وقرار اللعب عليه ليس وصمة عار للمجلس فقط بل لاتحاد الكرة نفسه لأن أرضية إستاد المريخ حاليا ليست سيئة فحسب بل الأسوأ على الإطلاق بين كل ملاعب السودان .. وبالتالي كان طبيعيا أن يتضرر المريخ من اللعب على ملعبه وإن سلمت الجرة في مباراة الوطني في الكأس فإنها لم تسلم أمام هلال الأبيض مع العلم أن اللعب في الرمال مرهق بدنيا أكثر من اللعب على النجيل الصناعي لذا تراجع المريخ بدنيا في الجزء الأخير من المباراة مع الإشارة لأن تأخر دخول الفريق لمعسكر مغلق قبل مباراة الوطني في الكأس ثم قبل مباراة هلال الأبيض حتى ما قبل ساعات فقط من المواجهة من الأخطاء الكبيرة لأن الكل يعلم محدودية الفكر الاحترافي للاعب السوداني وبالتالي من الصعوبة بمكان المحافظة على لياقته وجاهزيته بالحصول على القسط الكافي من الراحة والالتزام بالتغذية السليمة والصحية وهو موجود بعيد عن المعسكر ومن الطبيعي أن تؤثر تلك النقاط على أداء الفريق سلبا .
مخاطر وأضرار اللعب في القلعة الحمراء بعد التعاقد مع شركة للصيانة لن يضر الفريق فقط ويتسبب في تعثره وإرهاق لاعبيه وتعرضهم لإصابات فحسب وإنما سيدمر الملعب نفسه تماما وسيجعل من التعاقد مع الشركة مضيعة الوقت والمال دون فائدة لأنه وببساطة لا يوجد ملعب في العالم يتم معالجة نجيله ومشاكل أرضيته ونشاط الفريق مستمر عليه حيث يتم إغلاق الملعب فورا، وشخصيا أخشي جدا جدا جدا من أن يجد المريخ نفسه يلعب مبارياته الإفريقية في النسخة القادمة من مسابقات الأندية التي تنطلق في نوفمبر (بعد شهرين فقط) خارج ملعبه لأن أي حلول مؤقتة حاليا لن تجدي نفعا وسرعان ما سيعود الملعب لحالته السيئة مع العلم أن الحلول المؤقتة نفسها لن تتم في أقل من شهر وبالتالي أيضا سيخوض المريخ بقية مباريات موسمه الحالي في ملعب آخر لذا الأجدى والأفضل للمريخ حاضرا ومستقبلا إغلاق الملعب فورا والبدء منذ اليوم في الحل الجذري الذي يتطلب تغيير التربة بالكامل على أمل أن يكون الملعب جاهزا في الموسم القادم لاستقبال مباريات الفريق .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد