صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شدَّاد … من جديد

24

همس الضفاف
صلاح ادريس
شدَّاد … من جديد

‏‏‏‏
لا أذكر آخر مرَّة تابعت فيها برنامج عالم الرياضة في القناة القوميَّة وليس في ذلك انتقاص للبرنامج أو مقدِّمه الأخ رضا مصطفى الشيخ إذ لا تعني متابعتي لأيِّ برنامج ، أو مدى الحرص عليها ، شيئاً أو قدراً ذا بال أمام أرتال وأعداد المشاهدين والمتابعين أصحاب القيمة الفنيَّة والمهنيَّة والتسويقيَّة في وقت أصبحت فيه الرعاية والتسويق هما المحددين الأوفر حظاً والأوسم قدراً .
ومع ذلك فإنَّني أعترف بأنَّ ما يهمُّني يصل إليَّ على أطباق طائرة فمن الأحبة والأصدقاء من رهن ذلك على عاتقه من باب حسن الظن والتقدير لظروف يعلم بأنَّها تحول بيني وبين المتابعة الدقيقة والرصينة … وهكذا ، وبمثل هذا ، جاءني لقاء الأخ البروف كمال شدَّاد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم والذي أرى أنَّه ، وأعني اللقاء ، يستحق وقفات ووقفات بأكثر ما كانت لقاءات البروف ، نفسه ، تستحقه في فترات قيادته للاتحاد في الفترات السابقة .
نقطة هامَّة عرض عليها البروف شدَّاد ، ويحمد له أنَّه قد فعل ذلك ، وهي تلك المتعلِّقة بالمحترفين الأجانب ويؤخذ عليه ، في ذات الحلقة والوقت ، بأنَّه قد جاء منها بما يعضِّد موقفه الهش ويقوِّيه ، وما درى أنَّنا في عصر تعيش فيه حيطاننا باذاننا لا بآذانها فقط … ونسى ، رعاه الله ، بأنَّ هناك عكليتة ما زال يحفظ له الود ويقارعه الحجَّة بالحجَّة .
قال البروف ما يفيد بأنَّ ” صلاح إدريس طالب برفع عدد اللاعبين الأجانب إلى خمسة لاعبين وحينما رفضت الجمعية العمومية طلبه ذهب ليبدأ رحلة التجنيس ” أو هكذا قال .
فتح البروف ملفَّاً انتابه الكثير من الغموض جراء ثقافة المشافهة وإهمال التوثيق والتدوين وإعلام التغبيش والتدعيم المطلق المؤسس والمبني والقائم على الدفع العاطفي وعصبيَّة الطائفة والقبيلة بمفهومها العصري الحديث .
في الجمعية العمومية للاتحاد العام في خواتيم عام 2005 كنت أحضر كأحد ممثلي كتلة الممتاز وكنت وقتها في أول أعوام تشرُّفي بتكليف الجمعيَّة العموميَّة لنادي الهلال لي برئاسة مجلس إدارة النادي وما يحلو لي ، بدرجة كبيرة ، بأن أذكره هو أنَّني قد كنت من المقربين و)المحبِّين( للبروف وبصورة لافتة .
لم أستسغ ردود وتوجيهات البروف الفجَّة والفظة على كلٍّ من أخويَّ الكريمين أستاذي محمَّد الحسن خلف الله وأخي آدم صالح ، يرحمهما الله ، وفي شأنين لم يكن أيٌّ منهما يتكلَّف أو يستوجب غلظة أو حدَّة .
طلبت الفرصة للحديث وأعطانيها البروف فتقدَّمت بطلب زيادة اللاعبين الأجانب إلى خمسة لاعبين فتنمَّر البروف وتذمَّر وقال مستخفِّاً ومستهزئاً :ـ انت عايز الهلال يكون هلال نيجريا … ووددت أن أقارعه الحجَّة بالحجَّة ، هذا إن كان فيما قاله حجَّة ، فصرخ صرخته :ـ خلاص يا صلاح … خلاص ….. فخرجت ولم أعد إلى جمعية منذ ذلك الوقت رغم أنَّ أكثر من لقاء ايجابي تمَّ بعد ذلك .
نعم توجَّهت إلى التجنيس وأقررت بذلك الذنب كتابة لمن يتابع كتابتي … ليس ذلك فحسب بل إنَّني قد أعلنت عن ندمي رغم أنَّ تعاملي مع التجنيس لم يكن بعيداً عن مبادئي ومنطلقاتي المرعيَّة .
الآن وبعد ما يزيد على العشر سنوات أطلق سؤالاً علَّ الأخ البروف شدَّاد يجيب عليه … أهو خير أن يكون عدد اللاعبين الأجانب المسموح بتسجيلهم خمسة لاعبين أم يكون المجنسين في فريق واحد أكثر من خمسة لاعبين .
* اللاعب المجنَّس أخي البروف لا يحق لك أن تقيِّد حقَّه في المشاركة وحكم المحكمة الدستورية نافذ وقاطع وغير معني بإلغاء المادة )14( على سبيل التحديد والحصر إنَّما ممتد إلى المضمون والحق الدستوري …. وحق العمل هو من الحق في الحياة .
* وأستغرب عن الحديث عن ضرورة اشراك لاعب واحد دون سن الواحد والعشرين بقرار يصدر من اتحاد ألغى منافسات الرديف أو الأولمبي .
* في العام 1977 كان يسمح بثلاث لاعبين أجانب وفي عام 2018 سمح بتسجيل ثمانية لاعبين أجانب … هذا في السعودية

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد