صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

شهادة وفاة (مؤقتة)..!!

177

كـــــــرات عكســـــية

محــمد كامــل سعــيد

Mohammed.kamil84@yahoo.com

شهادة وفاة (مؤقتة)..!!

* قبل ان يفرض التعجب نفسه على القارئ من العنوان اعلاه، يشهد الله انني تفاجأت ايضاً من ما حدث، واجبرني الموقف على وضع “ما كادت معه ملامح وجهي ان تتحول الى علامة استفهمام” كعنوان لمقال اليوم.. اي نعم انها واحدة من الاعيب عهد الانقاذ المشؤم البائد البائس الذي اورد بلادنا مورد الهلاك بقوة عينه وجبروته وشروعه في قتل كل ما هو رائع وجميل داخل نفوس افراد شعبنا المناضل..

* قبل ايام، وفي احدى المناسبات الخاصة، قصدتني واحدة من معارف الاسرة، وتقدمت نحوي برغبة التحدث معي بشأن معاش زوجها، الذي انتقل الى رحمة مولاه قبل شهور من الان، ومباشرة شرعت في القصة واخرجت شهادة وفاة اكدت انها كانت تستخدمها لصرف معاش زوجها الراحل، لكنها وبعد 3 او 4 شهور تفاجأت بمن يقول لها كلاماً غريباً..

* الكلام الغريب تمثل في ان موظف المعاشات اكد لها ـ عبر الشخص الذي كلفته بصرف المعاش خلال شهور العدة ـ  ان شهادة الوفاة هذه لن تكون صالحة لصرف المعاش في الشهر المقبل لان مدتها القانونية قد انتهت ولابد من استخراج شهادة دائمة..!

* واخرجت لي السيدة شهادة الوفاة (المؤقتة) ولم اتمالك نفسي ومنعتني تقديراتي لحالتها كارملة من اي ردة فعل لان تفاصيل شهادة الوفاة تشير الى انها (مؤقتة)، ما معناه ان اللجنة الشعبية في الحي العريق تمارس النصب والاحتيال و(تقلع القروش) عياناً بياناً..!

* وواصلت صاحبة القصة روايتها وقالت: اوكلت من اثق فيه، وارسلته الى مكتب اللجنة الشعبية بالحي الام درماني العريق ليقوم باستخراج شهادة وفاة (دائمة) بعيدة عن تلك (المؤقتة) التي بطرفها.. وعملياً ذهب مندوبها ليجد ان الرسوم اغلى وعليها الدفع..!

* ثم اخرجت لي شهادة الوفاة الدائمة، وعملياً وجدتها (تستحق زيادة القيمة من تلك الشهادة المؤقتة التي دفع فيها مبلغ يسير لا يوازي وضعيتها الاعتبارية، ولا حجمها ولا الالوان الموجودة في ترويستها في اشارة حملت معها الكثير المثير من الدلالات)..!!

* حتى شهادات الوفاة لم يتركها الكيزان، ووصلوا اليها، واستغلوها اسوأ استغلال، واجبروا اهل كل من يرحل عن دنيانا الفانية هذه على ان يظل محل شك حتى في امر الله بدليل انهم عرفوا كيف يتحايلون على الاموات، ويصنفون شهادات وفاتهم ما بين المؤقتة التي لا تتجاوز صلاحيتها شهور معدودة، والدائمة.. ولا دائم الاّ وجه الكريم..!!

* وكما هو معلوم فان شهادة الوفاة ـ دون اي شهادة اخرى ـ لا تقبل ابداً اي تلاعب، لكن قادة اللجان الشعبية الكيزانية لا يفوت عليهم التجاوز، حتى ولو كان على حرمة الاموات الذين يجب عليهم دفع الاتوات ورسوم الدمغات حتى بعد رحيلهم من هذه الدنيا الفانية..!

* طيّبت خاطر تلك الارملة، وواسيتها بعبارات التعجب التي شاركني فيها كل الذين تابعوا حديثها المأسوي ذلك، وتذكرت سياسات اللهف واللغف والبروقراطية، وكل ما له علاقة بالاستبداد والاساءة للمواطن، واستنزافه خاصة اذا اراد ورقة او وثيقة معتمدة..

* ان (شهادة الوفاة المؤقتة) ما هي الاّ امتداد لغيرها من سياسات الاستبداد والاستخفاف بالمواطن الغلبان، ومعها تذكرت الحديث الذي دار مع احد قادة اللجان الشعبية في حي ما عند ما قال لي (ان شاء الله تكونو اشتريتو السكر المدعوم الجبناهو في دكان فلان قبل شهر رمضان) وكان ذلك الحديث قبل اسبوع من عيد الاضحى المبارك (منذ سنوات)..!

* وغير ذلك من صفقات بصات الوالي التي تحولت بعد اسابيع معدودة الى خردة، لهف من ورائها من لهف مليارات الجنيهات ليضاعف بذلك من عمق الجراحات التي ملأت جسد المواطن البسيط الذي وصل به الحال الى ان يستغني عن الطماطم لان سعر الكيلو منها وصل الى (150) جنيهاً متفوقة على (مس كول اللحمة)..!!

* تخريمة أولى: لم اتعجب، ولن اتعجب حتى ولو اشار ابراهومة الى ادارة المريخ بضرورة التعاقد مع (اكرم الهادي سليم) لان بامكانه تحقيق الاضافة المرجوة في المرحلة المقبلة.. والسبب هنا لانه ـ اي ابراهومة ـ وجد ادارة النادي (في السهلة) واستند على لقب الدوري الممتاز الفطيير الذي احرزه في عشرة ايام بالصدفة ليوهم الجميع بانه مدرب كبير وقدير.. يا حبيب القصص دي ممكن تتعمل في اي فريق آخر غير المريخ الذي تشير الدلائل الى انه سيودع من التمهيدي مرة اخرى ولو من باب ان ارتكازه نيلسون وطرفه الايمن كرنقو.. و(بكرة نقعد جنب الحيطة.. ونسمع الزيطة)..!!

* تخريمة ثانية: يظهر السماسرة ـ في مثل هذه الايام ـ على حقيقتهم وهم يهاجمون الادارة لا لشئ سوى لانها حرمتهم الحصول على السمسرة التي تعودوا عليها ايام (الجنينة الكان غفيرها نايم).. نعم انهم قادة الدمار الذين سيتحولون اعتباراً من اليوم لتمهيد سكة وداع الاحمر من التمهيدي للمرة الثالثة توالياً وبذات ادوات الفشل والعناد والهجوم الذي لا يخدم غير مصالحهم الخاصة.. ولا عجب..!!

* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. ندوة حبيب يقول

    اطلب شهاده وفاه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد