(كورة سودانية) ترصد مسيرتهم بالانجازات والارقام…نجوم الكرة السودانية الذين احترفوا في شمال الوادي ما بين النجاح والفشل “فيديو”
السد العالي، عمر النور، شطة وسمير محمد وضعوا بصمتهم في الاهلي والزمالك
قلة حقق بطولة افريقيا مع المقاولون العرب.. وكندورة قدم آخر التجارب الناجحة
جقاوة لم يستمر.. أنس النور وريتشارد جاستين ومسيرة قصيرة مع الدراويش..!!
الخرطوم ـ محمد كامل سعيد
خاص كورة سودانية
مع ظهور أكثر من عرض للاعب الهلال الحالي (الظهير الطائر أطهر الطاهر) للاحتراف الخارجي خاصة بعد المستوى الممتاز الذي ظهر به مع الفرقة الزرقاء في مجموعات ابطال افريقيا الاخيرة وتسجيله لاكثر من هدف في اعرق واكبر الاندية، ومع ورود اكثر من اسم لاندية شمال الوادي (مصر) تسترجع كورة سودانية في المساحة التالية ابرز النجوم السودانيين الذين احترفوا في اندية شمال الوادي بداية من السد العالي سليمان فارس وانتهاء بهاشم تيه (كندورة) وأنس النور وريتشارد جاستين.. ونطرح السؤال الصعب المتمثل في (هل يا ترى ان اطهر الطاهر، واذا ما وفق في الانتقال للعب في شمال الوادي، سيكون امتداداً لاولئك النجوم الكبار العملاقة، ويخلد اسمه باحرف من نور في سماء الكرة المصرية ام انه سينتهي في نفس المكان الذي وصلت اليه الكثير من قصص ومحاولات احتراف لاعبينا خارج القطر)..؟!!
سليمان فارس (السد العالي)
أول النجوم الذين احترفوا من لاعبي الكرة السودان في شمال الوادي (مصر) كان الاسطورة سليمان فارس الملقب بـ(السد العالي) والذي زامل كبار نجوم الاهلي في مقدمتهم نجم النجوم الفنان صالح سليم..
بدايات السد العالي
بدأ سليمان فارس مسيرته الكروية بفريق التحرير البحراوي، ثم انتقل الى الهلال العاصمي وبالتحدي في عام 1950م.. بعدها بعام واحد، اي في 1951م التحق بفريق الأهلي جدة بالمملكة العربية السعودية، ومنه انتقل الى فريق الأهلي المصري اعام 1952..
ثمانية أعوام ذهبية
لعب سليمان فارس 8 أعوام متواصلة في صفوف الأهلى المصري من عام 1952 م وحتى عام 1960م بإجادة وتألق مع جيل الخمسينات الذى ضم العمالقة امثال مكاوى وصالح سليم وحسين مدكور وعبد الجليل وهمامى وفؤاد صدقى وحلمى أبو المعاطى وغيرهم من المع النجوم..
لقب السد العالي
أطلق عليه جمهور الاهلي لقب السد العالي على اعتبار انه كان يلعب في خانة قلب الدفاع ولانه كان مهاباً وقوياً في التحاماته، وتصديه لاخطر المهاجمين وابطاله لخطورتهم.. اذ كان مصدر الامن والامان لشباك فريق الاهلي في كل المسابقات والمباريات..
راقص الروك (عمر النور)
الكابتن عمر النور تألق في صفوف نادي الزمالك في فترة الستينيات ولعل الصدفة وحدها هي التي قادته الى الانضمام الى صفوف القافلة البيضاء (مدرسة الفن والهندسة) وصار خلال فترة وجيزة احد ابرز النجوم الذين يصدرون السعادة الى نفوس المحبين..
سفرية للراحة والاستجمام
سافر عمر النور الى مصر من اجل الاستجمام، ولم يفكر في يوم من الايام اللعب في احد الاندية خارج السودان.. غادر ود النور مسقط راسه مدينة ود مدني مسقط رأسه متوجهاً إلى العاصمة المصرية القاهرة لقضاء ايام معدودة ثم العودة لمواصلة مسيرته مع فريقه النيل مدني..
بطريقة غير مباشرة
بدأت رحلة عمر النور مع النجومية والإبداع بعدما دعاه صديقه المصري محمد رفاعي لاعب الزمالك الى التدريب مع فرقة الفن والهندسة.. وأستطاع عمر النور، ومن أول تمرين أن يلفت الأنظار بموهبته الكبيرة وتم تسجيله خلال ثلاثة أيام فقط في الكشوفات.. وذاع صيته وتردد اسمه مع عمالقة الكرة المصرية في نادي الزمالك وعلي مدي 14 عاما كاملة امتدت من عام 1960 إلي عام 1974م..
انجازات عمر النور
لعب أول مباراة مع الزمالك ضد الترسانة الذي كان من أقوى الفرق في ذلك الوقت وضم فريق (الشواكيش) معظم لاعبي منتخب مصر بداية من الثنائي الشاذلي ومصطفى رياض، ومروراً بحرب الدهشوري وبدوي عبدالفتاح.. وحقق يومها الزمالك الفوز على الترسانة بسبعة أهداف مقابل ثلاثة بفضل موهبة الغزال الأسمر (راقص الروك) الذي إستطاع أن يحرز 4 أهداف ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، فالزمالك لم يفز علي الترسانة بهذا العدد من الأهداف، والترسانة لم يهزم بالسبعة إلى في زمن (راقص الروك) القادم من ارض المحنة وقلب الجزيرة وأستطاع أن يقود الزمالك إلى فوز كبير على فريق الترسانة في نهائي كاس الجيزة..
جيل العمالقة
إستطاع عمر النور وخلال فترة وجيزة أن يحجز لنفسه مقعدا أساسيا في تشكيلة الفريق مع العمالقة حمادة إمام وفاروق السيد وعلى محسن ونبيل نصير إلى جانب أحمد رفعت وسمير قطب والحارس السوداني سمير محمد علي أحد الحراس السودانيين الذين تألقوا وأبدعوا في الملاعب المصرية والكويتية وعبد الكريم الجوهرى ويكن حسين وأصبح من أعمدة فريق الزمالك مدرسة الفن والهندسة الأنشودة التي كان يرددها جمهور الزمالك في ذلك الوقت (زمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة) وقدم نفسه للكرة المصرية نجم لا يشق له غبار مع جيل النجوم..
انجازاته مع الزمالك
ساهم عمر النور في فوز الزمالك بدرع الدوري المصري موسمي 1963 – 1964 1965 وكأس مصر عام 1962 ودوري أكتوبر عام 1974 ولعب لعدة أنديه خليجية في الكويت وقطر وحقق لهم انجازات عديدة والآن يشرف على قطاع الناشئين بنادي الزمالك المصري..
اختيار للمنتخب السوداني في ظاهرة غريبة
تم اختياره للفريق القومي مع زميله الحارس سمير محمد علي في ظاهرة غير مسبوقة (ذلك الحين) يتم أختيار لاعبين من خارج السودان للمشاركة مع الفريق القومي..
عبد المنعم مصطفى (قرن شطة)
نجمنا السوداني الثالث هو عبد المنعم مصطفى حسين الشهير بـ(قرن شطة) أحد لاعبى الأهلى المؤثرين فى تاريخ القلعة الحمراء، وجاء انضمامه للفريق رغم اعتراض هيديكوتى المدير الفنى للأهلى على ضعف جسمه وبنيانه..
انضمام بالصدفة
فى عام 1974 انتظم عبد المنعم مصطفى الوافد الى القاهرة من السودان للدراسة فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، وهن طريق الكشاف عبده البقال تم عرض شطة على هيديكوتى مدرب الأهلى وقتها، ورغم إعجاب الخواجة بإمكانيات اللاعب الفنية، إلا أنه اعترض على قصر قامته وضعف بنيانه، فأقنع محمود الجوهرى مساعد هيديكوتى المدير الفنى بقدرات اللاعب، ليصبح فيما بعد من ضمن الجيل الذهبى الذى ضم حسن حمدى ومحمود الخطيب ومصطفى عبده وغيرهم، وأطلق عليه “قرن شطة” بسبب قصره قامته..
بطولاته مع الاهلي
حقق شطة 8 بطولات محلية مع النادى الأهلى بواقع 5 بطولات دورى، و3 بطولات كأس مصر، كما أنه كان ضمن الفريق الذى حقق أول لقب أفريقى فى دورى الأبطال عام 1982..
اجادته للرقابة اللصيقة
اشتهر قرن شطة بتنفيذ تعليمات المدرب هيدوكيتي والذي كان يوظفه في مراقبة ابرز واخطر اللاعبين في الفرق المنافسة.. وكانت له صولات وجولات مع فاروق جعفر احد ابرز واخطر نجوم الزمالك والمنتخب المصري.. وكثيراً ما ابطل خطورة كل النجوم الذين يكلف بمراقبتهم.
قلة لاعب المقاولون العرب المصري
بدا مشواره في فرق الناشئين بمدينة ود مدني.. ومن ثم انتقل الى فريق النجوم ومنه إلى الشاطي أحد أندية الدرجة الثانية بمدينة ود مدني.. ومنه انتقل للاتحاد ولعبت للفريق القومي السوداني قبل أن يتحول الى الهلال الذي لعب فيه من 1974 حتى عام 79 ثم انتقل بعدها لخوض تجربة احترافية مع نادي المقاولون العرب المصري استمرت لمدة خمس سنوات..
الانتقال للدوري المصري
طلب نادي المقاولون العرب المصري التعاقد مع عبد العظيم عوض الامين (قلة) وعمليا وقع اللاعب لمدة خمس سنوات مقابل ان شيدت شركة المقاولون العرب لنادي الهلال المقصورة الطائرة التي لم تعرفها الملاعب السودانية من قبل إلى جانب مبلغ 300 ألف جنيه دفعها النادي المصري للهلال وكانت رقماً فلكياً في ذلك الوقت ليس هذا فحسب بل أدى المقاولون العرب مباراتين بالسودان لإتمام تلك الصفقة وتنازل عن دخل المباراتين لنادي الهلال وقام النادي المصري بتسليم عربة جديدة لقلة إلى جانب مبلغ 15 ألف جنيه..
انجازاته مع المقاولون العرب
حقق قلة ابرز وأهم الانجازات مع فريق المقاولون العرب والمتمثل في الفوز بالبطولة الأفريقية مرتين في انجاز غير مسبوق برفقة عمالقة الكرة بالنادي في مقدمتهم الحارس الاسطورة نوكونو.. وكذلك حقق مع النادي الفوز بلقب الدوري المصري..
الرشيد المهدية والزمالك
الرشيد العبيد المهدية جاء الى الزمالك بداية الثمانينات لعب العبيد للمهدية وعمرة 16 عام وفى الموسم التالى انتقل للهلال لمدة موسمين وجاء مع منتخب الشباب السودانى ليلاقى الزمالك وشاهده العميد طيار حافظ زقلط مدير النادى وقتها وعرض عليه اللعب للزمالك ..
كان حلم اسرة الرشيد العبيد ان يتلقى ابنها تعليمه فى مصر وهو ما ساعده على الموافقة من اجل الحصول على واصبح العبيد لاعبا فى الزمالك ولحق بجيل العمالقة حسن شحاتة وفاروق جعفر ومحمود سعد ووحيد كامل الرشيد عاد للهلال بعد ترك الزمالك ولعب له حتى عام 1990 ثم خاض دراسات المدربين وهو مؤهل تدريبيا لكنه لم يعمل مدربا الا فى كندا مع فرق وجامعات وجاليات عربية هناك .. ويعتبر الرشيد ان حسن شحاتة هو اعظم لاعب مصرى وافضل مدرب فى افريقيا وتأثر به جدا عندما زامله فى القاهرة
عبد المعز جبارة (صبحي)
انضم صبحي الى صفوف الهلال قادماً من فريق الشاطئ ابو عشر.. لعب أول مباراة بشعار الهلال كانت في الربع ساعة الاخيرة امام الموردة.. وبرغم قصر المدة استطع ان يثبت وجودة حتي اصبح اساسياً في فرقة الهلال التي خاض معها الكثير من المباريات وبخاصة امام المريخ.. بدأ مسيرته القومية عام 87 مع المنتخب المدرسي الذي شارك في تونس ثم واصل مسيرته مع المنتخب الاول ولعب معه أول مباراة له امام تنزانيا وقاده للفوز بهدفين مقابل هدف..
التحول الى المقاولون العرب
احترف في صفوف المقاولين العرب المصري ثم اضاع فرصة احتراف في قطر وفرصة الاستمرار في مصر محترفا في صفوف المقاولون العرب وكان قريبا من الاحتراف في ايطاليا والاحتراف في سويسرا
وعاد صبحي الى الخرطوم ولم يستمر طويلا مع الهلال..
جقاوة لاعب الكرة الطائرة
انتقل محمد جقاوة لاعب المريخ الأسبق للاحتراف في صفوف الترسانة المصري لينضم الى عدد من نجوم الكرة السودانية الذين لعبوا لذلك الفريق العريق وساهموا بجهدهم وخبراتهم ومقدراتهم في تثبيته بين فرق الدوري الممتاز المصري لكن جقاوة لم يعلب كثيرا في الملاعب المصرية على الرغم من انه اشتهر باجادته للعب الكرة الطائرة والسلة..
هاشم تيه (كندورة)
سجل هاشم تيه (كندورة) اسمه باحرف من نور في تاريخ مسيرة فريق الهلال بعد مسيرة حافلة بالانجازات والبطولات، وفي عام 1993 تم شطبه من كشوفات الازرق الام درماني فقرر الانتقال الى شمال الوادي وبالتحديد انمض الى صفوف فريق الالمونيوم درجة ثانية، وساهم في صعوده الى الدوري الممتاز المصري بعدما قدم صورة رائعة للاعب السوداني في الملاعب المصرية..
الانتقال الى الشرقية
تألق كندورة مع الالمونيوم شجع ادارة نادي الشرقية على التعاقد مع النجم كندورة، والذي واصل التالق وقاد فريقه الجديد الشرقية مع المدرب القدير أنور سلامة للصعود الى الدرجة الممتازة، وقدم مواسم جميلة لقتت اليه الانظار وذكرت عشاق الكرة المصرية بما كان يقدمه نجوم السودان في العصر الذهبي للاندية الكبيرة في شمال الوادي.. ونجح كندورة في ترك بصمة واضحة عن اللاعب السوداني في الالمونيوم والشرقية.
ريتشارد وأنس النور
خلال حقبة التسعينيات ظهر الثنائي الهلالي ريتشارد جاستين وأنس النور في سماء الدوري المصري ولعبا لفريق الاسماعيلي المصري.. فأنس النور تألق مع الهلال واجبر ادارة الدراويش التعاقد معه مقابل حوالي (250) ألف دولار لثلاث سنوات لكن مسيرته مع برازيل افريقيا ومصر لم تنجح وسرعان ما انهى النادي المصري علاقته باللاعب بالتراضي..
وبعدها تعاقد الاسماعيلي مع مدافع الهلال ريتشارد جاستين والذي تألق مع الفرقة الزرقاء خاصة امام الاهلي المصري بالبطولة الافريقية لكن حظ اللاعب ريتشارد لم يختلف كثيراً عن حظ انس النور ولم يواصل ريتشارد سوى شهور معدودة سرعان ما عاد الى السودان بعد شهور معدودة..!!
خاتمة
تلك هي مسيرة نجوم الكرة السودانية في احترافهم باندية شمال الوداي مصر وكما تابعتهم فهي متنوعة ما بين النجاح والفشل مع الاشارة الى ان النجوم الذين حققوا النجاح سافروا الى شمال الوادي واحترفوا بالصدفة ودون اي ترتيب او كما حدث لنجوم الاجيال الاخيرة مع الامنيات لاطهر الطاهر وكل نجوم الكرة السودانية بالتوفيق في المرحلة المقبلة.